رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: رحيم العراقي لـ "الزوراء" :كنا نسكن بيوت الطين و تم ترحيل سكانها الى مدينة الثورة بعد أن منحهم عبد الكريم قاسم أراضي سكنية


المشاهدات 1289
تاريخ الإضافة 2018/02/05 - 5:50 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 10:47 AM

[caption id="attachment_150104" align="alignnone" width="197"]من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: رحيم العراقي لـ "الزوراء" :كنا نسكن  بيوت الطين و تم ترحيل سكانها الى مدينة الثورة بعد أن منحهم عبد الكريم قاسم أراضي سكنية من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: رحيم العراقي لـ "الزوراء" :كنا نسكن بيوت الطين و تم ترحيل سكانها الى مدينة الثورة بعد أن منحهم عبد الكريم قاسم أراضي سكنية[/caption] حاوره – جمال الشرقي كلما تحدثت عن العلاقة بين الاباء اسمتها علاقة اسرية وكذا العلاقة بين الصحفيين والشعراء والفنانين بل وبين جميع المبدعين، واصد واؤكد ان العلاقة الاسرية قد تمتد الى ابعد من هذا فتشمل المتخصصين في جميع مجالات الحياة... وتفسيري لهذا التصور هو ان العلاقات المهنية واواصر الحياة والمناسبات كثيرا ما تكون سببا في التعارف وادمة علاقات الصداقة والاخوة فيما بينهم... الصحفي المهني المتمرس لابد انه يعرف اكثر الصحفيين، والشاعر والاديب يقرأ ويتابع ويتعرف على الكثير من اقرانه ومن ينشر ويؤلف... اما العلاقات بين المهنيين والمتخصصين فهي الاخرى تتوطد وتتسع بفعل ظروفها ومناسباتها وحاجاتها.   - هل كنتم على صلة بالوسط الرياضي .؟.وما حكاية فريق اتحاد الصداقة..؟ - شكلنا فريقاً بكرة القدم في مقهى صاحب أطلقنا عليه اسم اتحاد الصداقة.. وتوزعت المهام والمراكز على كاظم إسماعيل الكاطع رئيسا فخريا للفريق وعبدالحسين حافظ رئيس الفريق وكريم العراقي كابتن الفريق. وكان اللاعب المحترف الوحيد بيننا هو فالح حسون الدراجي ولكنه لا يستطيع اللعب ضمن فريقنا بسبب لوائح ناديه الشهير فأصبح مدرباً للفريق.. ومن اللاعبين: جلوب الكاطع حارس مرمى وعدنان وسعدون وحسين ريشان وعبد جعفر وداود سالم ورحيم العراقي وجمال جعفر.. وآخرين..وبعد أسبوعين من التمارين قررنا أن نتحدى فريق اتحاد الثورة الذي يُعدّ من أقوى الفرق آنذاك وينافس اتحاد فيوري العريق واتحاد حبيب وفتيان الأمل والذي يلعب بين صفوفه أشهر لاعبي بغداد آنذاك.. كانت مغامرة غير محسوبة خاصة وأن بيننا من تجاوز الثلاثين من دون أن يجرب لعب كرة القدم كمنعم الربيعي ولدينا تسعة مدخنين من أصل أحد عشر لاعباً يتكون منهم الفريق.. وهكذا جرت المباراة عصر يوم ساخن من أيام صيف عام 1972.. بدأ فريقنا بقوة لكنه تهالك بعد ربع ساعة من الشوط الأول وبدأ لاعبوه يلهثون ويسعلون بشدة.. وفي الدقيقة العشرين أحرز الخصوم هدفهم الأول.. تبعه الثاني بعد دقيقتين.. ومن هجمة مرتدة أحرزت أنا هدف فريقنا الأول وعند عودتي من بين جمهورنا الذي كان يقبلني وجدت أن الفريق الآخر قد سجلوا هدفهم الثالث.. وقاد لاعبنا سعدون هجمة مرتدة أخرى وحوّل الكرة الى الناحية الأخرى التي كان كريم العراقي يشغلها كونه الجناح الأيسر.. لكننا فوجئنا بعدم وجوده حيث غادر الملعب لتدخين سيكارة..!.انتهى الشوط الأول بنتيجة ثلاثة أهداف لاتحاد الثورة مقابل هدف واحد لنا.. وفي وسط الملعب جمعنا رئيس الفريق عبدالحسين حافظ قائلاً : اليوم نگعد بليالي السمر..أگول ..اشگد النتيجة..؟.لم يجبه احد وهز البعض يده ساخراً، فواصل رئيس منتخبنا عبد الحسين حافظ أبو نرجس كلامه وقال: «حاولو تخلصون بسرعة، وراكم غسل وگهوة البتاوين..عود النوب نلتم بليالي السمر..». فصاح به أحدهم: «هي بكيفنا؟. غير اكو وقت محدد لكل شوط..». في الشوط الثاني سجل اتحاد الثورة هدفين مقابل هدف واحد سجله سعدون عندما كان يحاول تمرير مناولة لكريم لكن قدمه ارتطمت بالأرض فأحرز لنا هدفاً من دون قصد منه.. وقبل نهاية المباراة بدقائق كان جميع لاعبينا غير قادرين على التحرك. الى درجة جعلت مدربنا فالح حسون الدراجي يقول للاعب داود سالم: «داود إذا متصير زحمه إذا الطوبة فاتت من يمك... إضربهه..». انتهت المباراة بخسارتنا بـ 5 أهداف مقابل هدفينا أنا وسعدون.. وعدنا الى مقهى صاحب ونحن نسحل أقدامنا بصعوبة.. ووجدنا رئيسنا الفخري كاظم الكاطع بباب المقهى ينتظر وصولنا..متسائلاً: ها كريم.. شنو النتيجة..؟ أجابه كريم العراقي : تعادلنا 5 ـ 2- ومتى بدات علاقتك بصديق العمر الفنان المغترب قحطان العطار..؟.و ما حكاية الأغاني الآولى..؟. -مع بداية العام الدراسي 72_1973 عندما كنت أبحث عن عمل الى جانب الدراسة وأعياني البحث عن مدرسة مسائية الى أن وجد شقيقي كريم العراقي حلاً لمشكلتي :- أعرف مطرباً شاباً إلتزمه الملحن حميد البصري وقدمه بأغنية « الفرح جنحانه عشرة». للشاعر كاظم إسماعيل الكاطع، وغنى للملحن طالب القره غولي أغنية « يا ضوه ولاياتنا» للشاعر غازي ثجيل، و «بالكيف» للشاعر عريان السيد خلف ..وهو يدرس في ثانوية مسائية ويحبه الجميع ويحترمه المدرسون في الثانوية ..اسمه قحطان العطار..إنه غاية في الطيبة وحُسن الخُلق.ذهبت مع كـريم الى منطقة كـمب الكـيلاني القريبة من الباب الشرقي حيث يسكن قحطان وهوشاب وسيم بل جميل وطيب القلب ومتواضع وحنون ومنفتح....عمل لنا قحطان الشاي بنفسه وكان مبهوراً بحواراتنا وعدم ترديدنا للعبارات المكرورة وطريقتنا والعبارات الخاصة التي نقولها للمزاح مثل: ((البكر بعين أمه رئيس – الفانوس بعين امه بروجكتر)) ...ومن خلال الحديث عرفت بأن قحطان أنهى خدمته العسكرية من زمان ويكبرني بعشر سنوات لكنه يماثلني دراسياً - في الثاني المتوسط .. توسط لي قحطان وقبلوني في ثانوية المعهد العلمي في البتاوين وصرت زميلاً لقحطان يشاركه نفس الرحلة الخشبية والحلم الكبير في إنهاء الثالث متوسط لكي ندرس معاً في معهد الفنون الجميلة: هو في قسم الموسيقى وانا في قسم الدراما.. وتقاسمنا العوز والقصايد وبرودة الشتاء والصمون وكاسة اللبلبي ..ومضت الأيام والليالي هانئةً وجميلة نلتقي خلالها باستمرار...نذهب الى البتاويين سيراً على الأقدام ونعود الى كمب الكيلاني كذلك لنجد شقيقته الكبرى رحمها الله قد وضعت لنا العشاء في صينية مغطاة في غرفة الضيوف التي إتخذناها غرفة لنا..بدأ قحطان يحي الحفلات بل وأصبح مطلوباً جداً في الحفلات العامة والعائلية لكنه سرعان ما أخذ يتهرب منها لخجله الشديد من إستلام الأجور..كنت أراه يحمر خجلا و هو يمد يده المرتجفة لإستلام النقود رغم إنهم كانوا يحترمون رغبته في وضع النقود في مظروف وكأنه هدية رمزية..كان إيجار بيتهم 12 دينارا فقط ومع ذلك بدا هذا المبلغ فاحشاً في ظل ظروفه العائلية بعد عزوفه عن الحفلات..ما عدا المجانية ..فقد رفض مرة إحياء حفلة عرض عليه أصحابها أضعاف أجره.. ..وصادف ان كتب زميلنا في المدرسة كاظم فاخر قصة قصيرة بعنوان الحاجز ..عن حب فاشل ما بين شاب فقير و صبية ثرية..فتأثر قحطان بالقصة وطلب من كاظم تغيير نهايتها من الفراق الى الزواج.. وبعد نقاش مع كاظم و معي تعرف قحطان على التمايز الطبقي كمفهوم .. لأنه كان يعيشه كواقع ..حيث خسر حبيبته الأولى وهي لبنانية الجنسية تسكن بمنطقة البتاويين..لأنه كان مجرد عامل في فرن.. فكتبت عنه قصيدتي الشعبية الأولى : إنتي حال و آني حال .. وحبنا في حكم المحال أنا جيت أهديج ورده .. شفت بيتج كـرستال إستحيت ودرت وجهي .. رحت..صحتيني :تعال أنا وين وإنتي وين .. ماكو بيها أي مجال..ألخ.. ..بعدها ..إكتشف قحطان بي موهبة الشعر الغنائي الشعبي تحت وطأة حاجته الى شاعر غنائي بعد ان كانت محاولاتي في الكتابة مقتصرة على المسرحيات والشعر الفصيح .. فقد قرر ذات يوم إعادة غناء ((على الميعاد )) للفنان الراحل رضا علي بعد أن يقوم أحد الشعراء الثلاثة: عريان وكاظم وكريم بتغيير جميع المقاطع – الكوبليهات- لكنهم غابوا عنه في تلك الأيام.. ففاجئني ذات مساء بان أعطاني دفتراً وقلماً وقال بلهجته الحانية: - رحيم.. حاول تكتب المقاطع وسأعمل لك شاي. ذهب لإعداد الشاي ..وعاد بعد ربع ساعة ووجدني قد كتبت: - ناسي وعدي دومك هـاجـرني مـن يومك أبـــداً مـــا ألـــومك.. آنا العـــّـوديتك.. - يا عـمـري و مـراده يا تعــبي وحصــاده أنا بعت الســـعاده.. من يوم اشتريتك.. - أنا تحّـمـلت يامـــه مـن عـندك مـلامه وتظل روحي حمامه... ترفرف على بيتك.. على الميعاد إجيتك.. -وما قال قحطان بعد ا نقرا القصيدة؟ - قرأت لقحطان ما كتبته فصرخ بإخوته : الله..تعالوا . .إسمعوا.. وإبتهج أخوته ولم يدعني قحطان أذهب الى بيتنا حتى كتبت موالاً يلائم معاني الأُغنية .. ..كتبت لقحطان بعدها بيومين : يمه يا يمه إشجرالي ..و أغنية ولفي وأريده من هله التي لحنها الفنان الكويتي نامق أديب فيما بعد وعشرات الأغاني والمواويل .. ..عرفني قحطان بكل أقاربه وبأصدقائه في كمب الكيلاني وأولهم اللاعب السابق كاظم شبيب حارس المنتخب ونادي القوة الجوية..وهو صديق الصبا والأحلام البريئة.. و جاسم ابن الجيران الصغير.. .كذلك عرفني بعجائز المنطقة الطيبات..وأنهينا الدراسة المتوسطة ..فقُبل قحطان بمعهد الفنون الجميلة..ولم أُقبل أنا..فتهشم نصف حلمنا الجميل.. واشتدت الحملات والمضايقات في منطقة سكناي وأُعتقل شقيقي كريم وإنقطعت أخباره تماماً مدة ثلاثة أشهر فسافرت للعمل (ناصب سقالات)في مشروع عسكري نائي من مشاريع الشركة العامة للمقاولات الإنشائية (مشروع العقد1/75) بمنطقة صحراوية مابين بيجي وسامراء .. وأضعت عاماً دراسياً هو الأول من عشرات الأعوام التي ضاعت فيما بعد. وواصلت اللقاءات بقحطان أثناء الإجازات لنكتب ونتجول بين المقاهي وبيوت كمب الكيلاني الدافئة والمُفعمة بطيبة ساكنيها ونسهر في نادي التأمين أوبيوت الأصدقاء في الثورة والحرية والكرادة والشعب أو مع أحد الأصدقاء المقربين: كاظم فاخر أو الشهيد قاسم فاخر أو اللاعب كاظم شبيب أو الصديق الملحن جابر محمد الذي لحن (يمه إشجرالي) أو نذهب الى معهد الفنون الجميلة أو معهد الدراسات النغمية في الوزيرية .. -ألم تحاول الدراسة بمعهد دراسات مسائي ببغداد ..؟. --في معهد الدراسات النغمية طلبنا من الملحن الأستاذ حميد البصري التدخل لقبولي حيث قال له قحطان : رحيم أخو كريم من جماعتكم ..لكنه رفض وقال : دراسة الموسيقى للموهوبين في الموسيقى فقط ..هذا ما تعلمناه من أساتذتنا العظام ..وكان موقفاً مشرفاً للبصري ...وأذكر أنه عرفني على مطرب شاب من طلاب المعهد لم يسجل للإذاعة سوى أغنية واحدة ( حلوه يلبغدادية ) إسمه صلاح عبدالغفور.. وكررنا المحاولة انا و الصديق علاء الماجد والشهيد جبار صخي .. وفشلنا قبل الإختبار .. واتذكر ان عميد المعهد الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد سألني: هل جربت الغناء سابقاً ..؟. أجبته: انا اكتب شعر و مسرح .. فضحك وقال : وما علاقة الشعر بالموسيقى والغناء.. أجبته : إسأل هذا السؤال لمن جعلوك عميداً لمعهد موسيقى و انت شاعر.. وما ان خرجنا نحن الثلاثة حتى فوجئنا برئيس الإتحاد الوطني هيثم شعوبي وهو يودعنا باللعنات وقنعنا من غنيمة الدراسة الموسيقية بالسلامة .. ..بعد ذلك نقلت عملي الى مشروع العقد 74 لبناء مدارج الطائرات في الكوت ليتسنى لي مواصلة الدراسة الثانوية المسائية في ثانوية الكوت..وهناك وبمساعدة قحطان سكنت في بيت أبي زيد رحمه الله وهو إبن عم قحطان الذي إلتزمني وعرَّفني على السيد محسن الدنبوس رئيس عشيرتهم ( كنانه )وأصبحت واحداً من أفراد عائلة أبي زيد المُحبة والمتوادة :زوجته المرحومة ام زيد وإبنيهما المرحومين زيد الذي كان سجيناً سياسياً والشهيد زهير وإبنتهما التي سمعت خبر وفاتها قبل عشرين عاماً وكأن خريفاً قاسياً عصف بشجرة العائلة هذه وأسقط أوراقها وزهورها اليانعة..بالرغم من إبتعاد قحطان عن هموم السياسة إلا أن وعيه الذي بدأ يتبلور وحساسيته المفرطة جعلته يشعر ويعاني الكثير من أمور الحياة اليومية والعلاقات المزيفة وعدم الصدق والتعامل وفق النوايا الحسنة .. فقر قحطان الرحيل :سأنظم الى أي وفد فني يغادر العراق ..ولن أعود معهم..لن أعود....وغادر قحطان الى أميركا..ولم نتراسل أو نتصل ببعضنا مباشرة طوال سبع سنوات عجاف ..كنت ألتقط أخباره من افواه الأصدقاء المرتبطين باواصر القربى مع المغتربين و ممن يسافرون ويعودون بخيبة الأمل.. يلســافـرت لبعيد ..من بين الهْموم حتى أنتظارك عيد.. لو ودك إيدوم .. لاا لا تظن أنساك.. لو تنسى ودي دمعتك وأنته إهناك.. تجري إعلى خدي.. يلسافرت لهموم.. غــّــيرت طبعـك ومن سافرت لليوم.. كل ساعة أودعك.. جم غربه مرت بيك.. تشكي لي منهه أصعبهه غربة ناس.. داخـل وطّنهه.. وأنهيت دراستي في قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة بعد عشرين عاماً على انهائي الدراسة المتوسطة بعد أن عرضت مسارح العراق عشرين مسرحية من تأليفي من بينها : ( مجموعة ملكية التجارية ) و ( الخشابة ) و ( سلطنة ) و ( فرصة من ذهب ) و ( إحذروا هؤلاء ) و ( بنت المعيدي ) و مسرحيات أخرى أخرجها د.حسين هارف ومحسن العلي ومحسن العزاوي وآخرون ..وقد تذكرت اللقاء الأخير بقحطان عندما كان الممثل بهجت الجبوري يمثل دور رحيم في آخر مسرحية لي أخرجها د.شفيق المهدي عام1998..كان يقول:_ عمري ما عشته يوم يوم ..عمري فات مره وحده..مثل دين جمعته ودفعته للزمن..شنو الفايده لو أنصفنه الزمن باجر وإحنه متنه ثلاثين سنه..شنو الفايدة..ينزل المطر بعد موت الأشجار..ويجي الحب ...وإحنه تجاوزنا الشباب.. ويجي البيت..وإحنه بلا عوائل..بلا عوائل.. قلت له -رغم تحقيق بعض الطموحات ..إلا أن ذلك لم يعالج مرارة العيش وصعوبة الوضاع..أليس كذلك.؟. - نعم ..ففي منتصف ليلة باردة من شتاء 1999 إنتهى عرض مسرحية (سلطنة) على مسرح الزوراء بشارع الرشيد.. وغمرني الممثلون بالقبلات وهنأني الكثير من الأصدقاء والجمهور و أطرى بعض النقاد والصحفيين على تأليفي لنص المسرحية لكنهم غادروا سريعاً بسياراتهم .. وتحول شارع الرشيد الى شارع مهجور وخرب بل الى كهف مظلم بعد أن قطعت الكهرباء..بقيت أمشي وحيداً على الرصيف الممتد الى ساحة الرصافي .. ورغم البرد القارص أخرجت كفيَّ من جيوبي.. وإلتقطت من الرصيف ورقةً ( بوم نديم نامَ ) مُستلة من قراءة الأول الإبتدائي و ملطخة ببقايا الطماطم وضعتها على طاولة متداعية لأحد باعة الأرصفة وكتبت: تعبي صعد من جدميني للهامه بخد الشارع الوحدي .. ما بيَّ خلكـَ شامه البرد يتدفه بعظامي..واني اتدفه بعظامه معرض أحذيه إكَبالي بيه الأحذيه الدفيانه.. تتثاوب وره الجامه.. - اتعبناك كثيرا اخي الشاعر رحيم العراقي ولان رحلتك مع الشعر والغناء طويلة تحتاج الى جزء اخر لذا اسمح لنا ان نكتفي بنشر الجزء الاول من سيرتك الرائعة املين ان نتواصل في الحوار معك الاسبوع القادم مع جزيل الشكر والاحترام .

تابعنا على
تصميم وتطوير