رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
كتاب «الحوار» لكونفوشيوس فيلسوف الصين الأكبر


المشاهدات 1495
تاريخ الإضافة 2025/11/02 - 9:20 PM
آخر تحديث 2025/11/15 - 8:35 AM

 
كتاب «الحوار»، بالصينية، هو أحد النصوص الأساسية في التراث الكونفوشيوسي، ويُنسب إلى كونفوشيوس (551-479 ق.م.) وتلاميذه. يتكون من 20 فصلًا (أو «كتابًا» )، كل فصل يحمل عنوانًا قصيرًا يشير إلى موضوعه الرئيسي، مثل الأخلاق، الحكم، الطقوس، أو العلاقات الاجتماعية. هذه الأسماء هي ترجمات عربية شائعة مستمدة من التراث الكلاسيكي، وتتبع الترتيب التقليدي المتعارف عليه في الطبعات الصينية القديمة (مثل تلك المرتبطة بأسرة هان والكلاسيكيات الكونفوشية). العناوين الأصلية بالصينية القديمة قصيرة وتُترجم باختلاف طفيف حسب السياق، لكن الترتيب ثابت.
الفكرة المركزية
يركز كتاب الحوارات على تعليم الفضيلة والأخلاق الشخصية والاجتماعية، مستعرضًا دور التعلم، القيادة الصالحة، واحترام القيم التقليدية في بناء مجتمع مستقر وعادل. يؤكد كونفوشيوس أن استقامة الفرد، التمسك بالفضيلة، والاعتدال في السلوك الشخصي والسياسي، هي أساس التطور الاجتماعي والسياسي. كما يعالج الكتاب العلاقة بين التعلم، الطقوس، والحكم الرشيد، ويربط بين الفضيلة الفردية والخدمة العام
الفصول   العشرين في الكتاب 
1. عن التعلم والتعليم
يتناول الفصل أهمية التعلم في حياة الإنسان النبيل، وأن المعرفة لا تقتصر على الوراثة أو المكانة الاجتماعية، بل على الاجتهاد والممارسة. يشدد كونفوشيوس على أن الفضيلة تتطلب متابعة مستمرة وممارسة عملية في الحياة اليومية.
يؤكد على احترام كبار السن والمعلمين، ومراعاة الأخلاق في السلوك الفردي. يُظهر الفصل كيف أن التعلم هو أساس استقامة الرجل النبيل ونجاحه في المجتمع.
2. عن الحكم والسياسة
يناقش العلاقة بين الرجل النبيل والآخرين، مؤكدًا ضرورة العيش وفق الفضيلة وتقدير المتميزين دون نبذ البسطاء.
يربط كونفوشيوس الأخلاق الشخصية بالمسؤوليات الاجتماعية والسياسية. يوضح أن الاستقامة لا تتحقق بمجرد القول، بل بالعمل على نشر الفضائل في المجتمع.
يشدد على أن الرجل النبيل يوازن بين الاستقامة والرحمة في معاملاته مع الآخرين.
3. عن الطقوس والاحتفالات
يستعرض الفصل قيمة الطقوس والواجبات الدينية والاجتماعية في ترسيخ النظام والأخلاق يبين كونفوشيوس أن الالتزام بالطقوس يزيد المحبة بين الناس ويحقق الطاعة الرشيدة.
يشدد على أن التعليم يجب أن يترافق مع الممارسة العملية، وأن المعايير الأخلاقية أعلى من الرغبات الشخصية.
يبرز الفصل الدور التعليمي للرموز والطقوس في تربية الرعية على الفضيلة والاستقامة.
4. عن الفضيلة الإنسانية (الرِّن)
يركز على مفهوم القيادة الصالحة، وأن الحاكم يجب أن يتحلى بالفضيلة والعدل والاعتدال.
يوضح أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي للحفاظ على الدولة، بل يجب أن يكون للحاكم ووزرائه فهم للثقافة والقيم.
يؤكد الفصل أن الإدارة الفعّالة تتطلب توزيع الثروة بعدالة وتحقيق الأمن الاجتماعي.
يربط بين الحكمة السياسية والأخلاق الشخصية كأساس للحكم الرشيد.
5.  عن تلاميذ كونفوشيوس
يتناول مسؤولية الوزير والخادم في الدولة، وأن واجبهم مساعدة الحاكم في تحقيق المصلحة العامة. يشدد كونفوشيوس على أن هروب الوزير من مواجهة الأخطار دليل على ضعف المروءة.
يوضح أهمية تقدير الكفاءات وتشجيعها دون التفريط في الأخلاق.
يظهر كيف أن الصراعات السياسية الداخلية غالبًا ما تكون سبب الانحدار أكثر من أي تهديد خارجي.
6.  عن الحكمة المتأنية
يحدد الفصل ثلاثة أنواع من الصداقة المفيدة (المخلص، الصادق، المتعلّم) وثلاثة ضارة (الغشاش، المنافق، المداهن).
يناقش المتع الإنسانية، مفرّقًا بين مفيد وضار، مشيرًا إلى أن الفضائل يجب أن تصقل بالتعلم والممارسة.
يربط بين القيم الفردية والفاعلية الاجتماعية.
يظهر دور التربية الأخلاقية في ضبط سلوك الرجل النبيل.
7.  عن شخصية كونفوشيوس نفسه
يركز على الأخطاء التي يقع فيها الناس عند التعامل مع ذوي السلطة، كالحديث بلا سبب أو الصمت عند اللزوم.
يحدد الرجل النبيل ثلاثة أمور يحذرها حسب مرحلة حياته: الشبق في اليافع، العراك في النضج، الطمع في الشيخوخة.
يشدد على أهمية احترام مشيئة السماء وأقوال الحكماء.
يوضح الفصل كيف أن الانضباط الشخصي والوعي الذاتي هما أساس الفضيلة.
8. عن النبل والإيثار
يستعرض خصال الاحترام عند الرجل النبيل والوضيع، مع التأكيد على تقدير مشيئة السماء والسلطة والأقوال الحكيمة.
يوضح أن التعليم والتربية الحقيقية تقود إلى معرفة الفارق بين الفضائل والرذائل.
يعكس العلاقة بين الأخلاق والسلطة، وكيف يحمي الرجل النبيل نفسه من الانحراف.
يربط بين الحكمة والممارسة العملية في الحكم والتفاعل الاجتماعي.
9.  عما ندر أن يقوله المعلم
يتحدث عن درجات الناس بحسب الموهبة والتعليم، مبتدئًا بالمولود بالفطرة الحكيمة حتى الأقل ذكاء.
يوضح أن التعلم والعمل على استدراك النواقص يعزز مكانة الفرد.
يشير إلى دور التعليم في صقل الأخلاق والقدرات الاجتماعية.
يظهر أهمية الجهد الشخصي والمثابرة في الوصول إلى مرتبة الرجل النبيل.
10. عن سلوك كونفوشيوس في المجتمع
يوضح كونفوشيوس الانطباعات التسع التي يتركها الرجل النبيل عند الآخرين، مثل البصيرة والكياسة والصدق والجدية.
يؤكد على أهمية التحكم في الغضب والتفكير في العواقب.
يبرز كيف أن المروءة تنعكس في تصرفات الفرد اليومية وفي تعامله مع الناس.
يربط بين الأخلاق الشخصية والانطباع الاجتماعي.
11. عن التلاميذ القدامى والجدد
يستعرض المثل القائل بالابتعاد عن الرذيلة والسعي للفضيلة، ويوضح كونفوشيوس أن التطبيق العملي للأمثال أهم من سماعها.
يشدد على ضرورة أن يكون الفعل مطابقًا للقيم الأخلاقية وليس مجرد كلام.
يبرز الفصل الفرق بين المعرفة النظرية والممارسة العملية.
يحُث على الالتزام بالاستقامة الشخصية في كل موقف.
12.  عن يان يوان والفضيلة العليا
يتناول قيمة الفضائل مقابل الثروة، مستشهدًا بشخصيات بو يي وشوتشي.
يوضح أن المروءة والوفاء للأخلاق أهم من الملكية أو المكانة الاجتماعية.
يبرز تأثير الأخلاق في الحفاظ على سمعة الشخص بعد موته.
يُظهر كيف أن التصرفات الأخلاقية تدوم أثرها على المجتمع وتترك نموذجًا يُحتذى به.
13. عن القيادة والولاء
يذكر أهمية تعليم الأبناء أساسيات الأدب والمعاملات، وربط التعلم بالاستقامة العملية.
يُظهر كيف أن التوجيه الأسري جزء من التربية الأخلاقية.
يبرز العلاقة بين التعلم المبكر والقدرة على الوقوف بثبات أمام تحديات الحياة.
يشير إلى قيمة التفاعل غير المتحيز للرجل النبيل مع الآخرين.
14.  عن أسئلة حول السياسة والأخلاق
يتناول ألقاب زوجة الأمير وأهميتها الاجتماعية، ويوضح التوازن بين الاعتراف بالمكانة والاحتشام الشخصي.
يربط بين السلوك الفردي واحترام الأعراف الاجتماعية.
يظهر كونفوشيوس كيف أن التعليم الأخلاقي يشمل جميع أفراد المجتمع.
الفصل يربط بين النظام الاجتماعي والأدب الشخصي في الحياة اليومية.
15. عن    الحاكم وي لينغ غونغ
يستعرض قبول الوظائف العامة واستجابة كونفوشيوس للفرص المتاحة بحكمة.
يوضح أهمية اختيار الزمان والمكان المناسبين للعمل.
يبرز دور الحكمة في التعامل مع السلطة والسلطة الموروثة.
يعكس الفصل مبدأ العمل ضمن القيم الأخلاقية وعدم الانجرار وراء الطمع الشخصي.
16.  عن الأسرة الحاكمة (آل جي)
يناقش المسؤولية السياسية والاجتماعية للوزراء والحكام، مؤكدًا أن الأخطار الداخلية أهم من النزاعات الخارجية.
يوضح أهمية توزيع الثروة والعدل والأمن في الحفاظ على الدولة.
يقدم نصائح عملية حول الصداقة والمتعة وأخطاء الكلام والصمت.
يربط بين الأخلاق الشخصية وإدارة الشؤون العامة.
17.  عن الطموح والاعتدال
يركز على صفات الرجل النبيل، مثل الكياسة والكرم والصدق والمثابرة والعطف.
يوضح كيف يمكن للفضائل أن تتحول إلى أذى إذا لم تُصقل بالتعلم.
يناقش اختيار الأصدقاء الصالحين واحترام الطقوس والموسيقى.
يعكس العلاقة بين الفضيلة الفردية والمجتمع.
18. عن العزلة والنزاهة الأخلاقية
يسلط الضوء على الزهد والعزلة كوسيلة للحفاظ على المروءة.
يروي قصص أشخاص اختاروا الانسحاب عن المجتمع للحفاظ على أخلاقهم.
يظهر التمييز بين الهروب عن المسؤولية والهروب عن الطهارة الشخصية.
يوضح أهمية الالتزام بالأخلاق وخدمة الدولة رغم الفساد والاضطرابات.
19.  عن تعاليم تلاميذ كونفوشيوس
يتناول التعليم والعمل المدني، مؤكدًا ضرورة المثابرة والدقة في التعلم.
يوضح الفرق بين التفاصيل البسيطة والأساسيات المهمة.
يشدد على بناء الثقة بين الحاكم والرعية.
يعرض العلاقة بين الفضائل العملية والتفاعل الاجتماعي والسياسي.
20.  كلمات الإمبراطور ياو: عن الحكمة العليا
يقدم وصايا الملوك القدماء حول الفضائل والسيئات في الحكم.
يوضح كونفوشيوس أهمية الكرم، العدالة، الاحترام، الهيبة، وتجنب القسوة والبيروقراطية. يشدد على فهم القدر وقواعد الأدب وفن الكلام لفهم الناس وإدارة الدولة. يربط بين المسؤولية الأخلاقية والفاعلية العملية للحاكم لتحقيق الحكم الرشيد.
الاستقبال النقدي
اعتبر الكتاب مرجعًا أساسيًا للفلسفة الكونفوشيوسية وأخلاق الإدارة في الصين وشرق آسيا، وقد حظي بتقدير كبير على مدى قرون. بعض النقاد المعاصرين يرون أن التركيز على الفضائل الفردية والانسجام الاجتماعي قد يحد من التفكير النقدي والإبداع السياسي، بينما يشيد آخرون بعمق التحليل الأخلاقي ومرونته في التطبيق العملي.
المغزى الفكري
يُظهر الكتاب كيف أن الفضيلة، التعلم المستمر، واحترام القيم التقليدية، تشكل الركيزة الأساسية للحياة الفردية والاجتماعية. كما يربط بين الاستقامة الشخصية، الخدمة العامة، وإدارة الدولة، مؤكدًا أن الأخلاق هي الأساس لكل حكم ناجح ومستدام.
تاريخ   صدور كتاب «الحوار»
كتاب «الحوار» ليس له تاريخ نشر محدد كما هو الحال في الكتب الحديثة، إذ يعد نصًا تقليديًا تراكم على مدى قرون قبل أن يصل إلى صورته النهائية. يمكن تقسيم تاريخه الأكاديمي كما يلي:
1. تاريخ التأليف الأصلي (الأقوال)
الأقوال التي يحتويها الكتاب سُجّلت شفهيًا أولًا من تلاميذ كونفوشيوس المباشرين، مثل زي غونغ ويان يوان وزي لو، بين 551–479 ق.م. بعد وفاة كونفوشيوس، استمرت هذه الأقوال في التداول الشفهي، ثم بدأت تُكتب نسخ جزئية خلال فترة الممالك المتحاربة (475–221 ق.م.).
2. تاريخ التجميع (الصيغة النهائية)
تم تجميع النص في صورته النهائية المكونة من 20 فصلًا خلال القرن الثاني قبل الميلاد، حوالي 150–140 ق.م، في عهد أسرة هان الغربية. وقد أشرف العلماء الكونفوشيون في البلاط الإمبراطوري على هذا التجميع، ويُنسب إلى تلاميذ تلاميذ كونفوشيوس، خصوصًا زينغ تسي (Zēngz) وتلاميذه.
3. أول ظهور رسمي (الاعتراف الإمبراطوري)
في عام 136 ق.م، أعلن الإمبراطور وو من أسرة هان الكونفوشية ديانة الدولة الرسمية، وأدرج كتاب «الحوارات» ضمن الكلاسيكيات الخمسة ، مما جعله نصًا تعليميًا رسميًا وملزمًا في المدارس والحياة الثقافية الصينية.


تابعنا على
تصميم وتطوير