 
		
	
بغداد/ علا ناهض  
في وقتٍ تتسابق فيه الدول لتطوير منشآتها الرياضية وتنويع اهتماماتها بين مختلف الألعاب، لا تزال العاصمة بغداد تواجه فجوة واضحة في مجال القاعات الرياضية المغلقة، التي تُعد العمود الفقري لنهضة الألعاب الفردية.ورغم الإنجازات المشرفة التي حققها أبطال العراق في رياضات مثل الملاكمة، التايكواندو، المبارزة، المواي تاي ، ورفع الأثقال، إلا أن واقعهم اليوم يعكس معاناة يومية في ظل غياب الدعم الكافي وندرة القاعات التي تحتضن تدريباتهم.
وقال مهتمون في شأن الرياضة الفردية إننا نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية… القاعات غير متوفرة، والمواهب تضيع بين الإهمال ونقص الإمكانيات.
من يتجوّل في بغداد، يلاحظ بسهولة أن معظم الجهود والاهتمامات تُوجَّه نحو كرة القدم فقط سواء من حيث المنشآت أو التمويل أو التغطية الإعلامية  بينما تبقى بقية الرياضات على الهامش.
تُشيَّد الملاعب وتُجدَّد المدرجات  لكن قاعات التدريب للألعاب الأخرى تظل مغلقة أو مهملة أو غير مؤهلة أصلاً لممارسة الرياضة.
المدربون والرياضيون يصفون الواقع بأنه “مؤلم وغير منصف”، فالمواهب الشابة التي تمتلك طاقات كبيرة تجد نفسها مجبرة على التدريب في أماكن ضيقة تفتقر إلى أبسط المستلزمات.ويؤكد البعض أن هذا الإهمال دفع بالكثير من الأبطال إلى الاعتزال المبكر أو الهجرة إلى الخارج بحثًا عن بيئة توفر لهم الحد الأدنى من الدعم والاحترام لمهنتهم الرياضية.
أحد اللاعبين الشباب قال بحسرة: “لدينا الموهبة والإصرار لكن لا توجد بيئة تساعدنا على التطور. نحتاج إلى صالات تدريب مجهزة ومدربين مؤهلين، وليس وعوداً تتكرر كل عام”.
ويرى المختصون أن الحل يكمن في وضع خطة وطنية شاملة لتطوير البنية التحتية للألعاب الفردية، تبدأ بإنشاء مجمعات رياضية مغلقة، وتخصيص ميزانيات عادلة تضمن استمرارية التدريب وتطوير المواهب في مختلف المحافظات.
الرياضة العراقية لا يمكن أن تنهض بنجاح لعبة واحدة فقط.. فكل رياضة تملك أبطالها وحكاياتها، وكل علمٍ يُرفع في محفلٍ دولي هو وسام على صدر الوطن، سواء جاء من ملعبٍ أخضر أو من صالةٍ مغلقة.
وفي ظل غياب القاعات وقلّة الاهتمام، تبقى بغداد تنتظر نهضة رياضية حقيقية، تنصف جميع الألعاب وتمنح  الشباب فرصة ليحلموا من جديد .
العراق لا يحتاج فقط إلى ملاعب كرة قدم… بل إلى قاعات تحتضن الأحلام قبل أن تُطفأ بسبب الإهمال.