رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وحيد علي مسيرة فنية بدأت من مدينة الصدر إلى إذاعة بغداد


المشاهدات 1956
تاريخ الإضافة 2025/10/19 - 9:23 PM
آخر تحديث 2025/10/28 - 11:08 PM

ولد الفنان وحيد علي في بغداد عام 1962، وتحديدًا في مدينة الثورة (ما تُعرف اليوم بمدينة الصدر)  تلك الرقعة البغدادية التي أنجبت الكثير من الأسماء في الشعر والفن والرياضة. ترعرع في بيئة بسيطة، حيث كان الحلم بأن يصبح مطربًا يبدأ منذ طفولته، ومن المناسبات المحلية والبسيطة بدأ باكتشاف موهبته مثل احتفالات الأعراس وأعياد المعلم وأعياد الميلاد، ومع دخول ثمانينيات القرن الماضي، برز بحنانه الموسيقي، وبلغته في التعبير عن معاناة الإنسان وأفراحه، محاكياً اللحن الجنوبي العراقي العميق، ليشكّل إضافة إلى مسار الغناء الشعبي في العراق.
في هذا الحوار المحدث، نستعيد مسيرته، ونتناول رؤيته للنهوض بالغناء العراقي، وكيف يرى اليوم واقع الفن والمهمة التي تنتظر القطاع الفني في بلد مرّ بتحديات كبيرة.
* أهلا ومرحبا بك أخ وحيد وأنت ضيف الزوراء اليوم .
ـ  وأهلا بك وبالزوراء الحبيبة .
* الزوراء تستضيفك اليوم وتود أن تسألك أولا  بداية الحكاية ، من أين انطلقت؟
ـ  اسمي وحيد علي، فنان عراقي، ولدت في بغداد عام 1962 في مدينة الثورة (الآن مدينة الصدر). نشأت في عائلة عراقية بسيطة محبة للناس، ومنذ طفولتي حلمت بأن أكون فنانًا. حُسن الحظ كان معي، إذ أن الأجواء في منطقتنا ساعدت على إبراز الطاقات: الأعراس والاحتفالات كانت مسرحاً لي لأغني هناك وأبدأ مشواري.
* كيف دخلت إلى الوسط الفني الرسمي؟
ـ  عندما كنت في المرحلة المتوسطة في سبعينيات القرن الماضي، نصحني بعض الإخوة بالتقديم إلى برنامج «رُكْن الهواة» في إذاعة بغداد، فقبلت فيه. ثم في الثمانينيات قدّمت إلى الفرقة النغمية المركزية التي كان يقودها الفنان فاروق هلال، واجتزنا اختباراً أمام لجان يترأسها نجوم مثل روحي الخماش وجميل جرجيس، فتم قبولي والعمل كمطرب معتمَد من الإذاعة.
*  مَن هو الفنان المصاحب في تلك الحقبة، أو  مَن من الفنانين المعروفين عاصرت في فرقة النغمية؟
ـ  كانت تلك الفترة الذهبية للفن العراقي. عاصرت أسماء كبيرة أصبحت أعمدة الغناء: مثل محمود أنور، أحمد نعمة، فريدة محمد علي، رياض كريم، علي جودة، وكذلك كاظم الساهر.
*  وماذا كانت مهمة الفرقة النغمية آنذاك؟
ـ الفرقة كان لها دور فعّال في أغاني الوطن، وتحفيز الطاقات الشبابية الغنائية والموسيقية. من خلالها برز العديد من الموسيقيين والمطربّين الذين أصبحوا من نجوم المشهد الفني العراقي.
*  كيف كانت علاقتك بالإذاعة والتلفزيون؟
ـ  كان لدائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية اهتمام كبير بالفنان العراقي، وكانت لديها وحدة إنتاج الغناء التي كانت تشرف عليها الفنان طالب القرغولي. هذه الوحدة كانت تُشرف على النص واللحن والأداء، كنا نعتبرها من علامات الاحترام للمستمع، وكان التلفزيون وإذاعة بغداد يمنحانا مساحة ومشاركة حقيقية.
*  أي أغنية ساعدتك على الشهرة؟
ـ   أول أغنية اشتهرت بها هي «ردتك بس تجي». ثم سجلت أعمالاً أخرى مثل «وداعة عينك ما أنساك» و«مكحل». وقد دخلت الإذاعة رسميًا بعد أن حصلت على اعتماد مطرب من الوحدة المختصة.
*  وهل شاركت في التلفزيون أو المسلسلات؟
ـ  نعم، سجلت للمسلسل التلفزيوني «الحب وأجمل الأشياء» عام 1994، وأيضاً كانت هناك مشاركات في التمثيل المسرحي والتلفزيوني.
*  وماذا عن المهرجانات الكبيرة؟
ـ   شاركت ثلاث مرات في مهرجان بابل الدولي، آخرها كان عام 2002، وقدمت عدداً من الأغاني على المسرح البابلي مع الفنان رضا الخياط.
*  هل حظيت بتكريم أو دور اجتماعي؟
- نعم، حصلت على كثير من الأوسمة والدروع والشهادات التقديرية، وتم اختياري لما يُسمى بـ «نوايا الحسنة»، كما أنني شاركت في العديد من الحفلات الخيرية لصالح الأطفال والمجتمع.
*  كيف تنظر إلى واقع الفنان العراقي اليوم، وهل تتلقى دعوات؟
ـ  الدعوات أصبحت قليلة أو تكاد تكون معدومة، والكثير من الفنانين لا يشعرون أنهم يحظون بالقيمة الحقيقية. فيما يخص شبكة الإعلام العراقي، فهي اليوم افتقدت قسم الإنتاج الموسيقي، والدعوات إن حصلت فهي عادة مشاركة بسيطة في برامج لا تُعطي دوراً حقيقياً للفنان.
* وما الذي تفتقده الأغنية العراقية اليوم؟
ـ  أغانٍ كثيرة لا نعرف مصدرها، والموضوع ليس مجرد ضعف فني بل أراه انحداراً في الذوق. وقد قلتُ سابقاً: «الأغنية الرديئة لا تقل خطورة عن عبوة ناسفة»،  أعتقد أن الفنان العراقي بحاجة إلى رعاية حقيقية، وإلى وحدات إنتاج واضحة وضابطة للمستوى.
*  رسالة إلى المؤسسات والوسط الفني، فما الذي تود أن تراه في المستقبل؟
ـ  أتمنى أن تُستعاد وحدة الإنتاج الموسيقي والغنائي داخل شبكة الإعلام العراقي، وأن تستعيد الدولة اهتمامها بالفنان العراقي الأصيل، النص، اللحن، الأداء. الموسيقيون، شعراء، مطربون، جميعهم بحاجة إلى «أجواء رسمية» تجمعهم وتدعمهم، كما أعتقد أن على المؤسسات أن تقف بحزم أمام ما يحدث من انحطاط — من حيث الكلام، الأداء، اللحن — فهذه ليست مجرد أزمة فنية بل أزمة مجتمع ككل.
*  نسألك الآن عن الذكرى والخاتمة بعد كل هذه الرحلة… أين أنت الآن، وما دورك اليوم؟
ـ  بعد ان كنت أمين سر نقابة الفنانين العراقيين، وأتعامل مع وضع ليس بالهين، والآن تقاعدت لكني ما زلت أتمسك بأن الفن العراقي الحقيقي قادر على أن يكون رسالة. وأمنيتي هي أن يعود البلد إلى أصالته وتراثه، وأن نجد من يحتضن الفنان العراقي، ويعطيه المكان الذي يستحقه.
* لنتحدث عن أمانيك يا وحيد ؟
ـ  أمنياتي أن تستعيد شبكة الإعلام العراقي وحدة إنتاج الموسيقى والغناء.
* ما جديدك المقبل ؟
ـ  هناك مشروع فني غنائي جديد أعمل عليه حالياً مع الكبير سعدون جابر ، وسأعلن عنه في حينه إن شاء الله. كما أنني أستعد لطرح عملين غنائيين جديدين: الأول بعنوان «عجب» ، من كلمات  محمد المحاويلي  وألحان  علي سرحان. أما الثاني، فهو «ساروا وخلوني»، من كلمات الشاعر الإماراتي  ربيع الزعابي وألحان علي سرحان. وقريباً سأسجل أغنية جديدة من كلمات وألحان الفنان المغترب رياض النعماني، كما تم الانتهاء من تصوير أغنية «حبيبي شبدلك» ، من كلمات  حمزة الحلفي وألحان  علي سرحان ، في ربوع  شمالنا الحبيب، وستُعرض قريباً على شاشة  شبكة الإعلام العراقي.


تابعنا على
تصميم وتطوير