رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سلطة الإتصال .. برمجة العقول


المشاهدات 1322
تاريخ الإضافة 2025/10/15 - 9:19 PM
آخر تحديث 2025/10/18 - 9:08 AM

تاليف عالم الاجتماع الاسباني مانويل كاستلز
الفكرة المركزية
يقدّم كاستيلس قراءة سوسيولوجية معمّقة لطبيعة السلطة في عصر المعلومات، حيث تصبح قوة الاتصال الأداة الحاسمة في تشكيل العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل “مجتمع الشبكات”. لم تعد السلطة محصورة في مؤسسات تقليدية كالدولة أو الشركات، بل تتجسد في الشبكات الرقمية التي تتحكم في تدفق المعلومات وصياغة السرديات. من خلال الإعلام الجماهيري والاتصالات الرقمية، تُبرمج العقول وتُوجَّه التصورات، كما ظهر في حالات مثل الحملات الإعلامية إبان حرب العراق (2003) أو في الحركات الاحتجاجية المناهضة للعولمة. أمام هذا الواقع، يطرح كاستيلس إمكانية مقاومة الهيمنة عبر شبكات مضادة قادرة على إرساء فضاء تواصلي أكثر ديمقراطية.
  القوة في عصر المعلومات
يعرض كاستيلس مفهوم السلطة بوصفها قدرة على التأثير في سلوك الآخرين، لكنه يوضح أن هذه السلطة في مجتمع الشبكات باتت قائمة على التحكم بالاتصالات. يطرح إطارًا نظريًا يدمج بين علم الاجتماع، علم النفس، والتكنولوجيا، لبيان كيف تُصاغ العقول عبر الشبكات الرقمية.
الرسالة الأساسية: السلطة تُمارَس من خلال التحكم في تدفق الرسائل داخل الشبكات.
قوة الاتصال
يحلل انتقال مركز السلطة إلى الشبكات الرقمية (الإنترنت والإعلام). يبرز مفهوم “برمجة الشبكات” كآلية للتحكم في المعلومات والعلاقات بين الدولة، الشركات، والأفراد.
الرسالة الأساسية: من يسيطر على تدفق المعلومات يسيطر على السلطة.
شبكات الاتصال العالمية
يستعرض تطور الإعلام من الوسائل التقليدية إلى الشبكات الرقمية التفاعلية (تويتر، يوتيوب). يناقش استخدامها في تشكيل الرأي العام، مع أمثلة مثل الحملات الإعلامية خلال حرب العراق 2003.
الرسالة الأساسية: الشبكات الرقمية تُضاعف قوة السلطة، لكنها تمنح الأفراد أدوات للمقاومة.
 برمجة العقول عبر الإعلام
يُركز على دور الإعلام في تشكيل الوعي الجمعي باستخدام تقنيات التأطير والتأثير النفسي. يوضح كيف تعمل المؤسسات الإعلامية الكبرى (مثل News Corporation) على صياغة إدراك الجماهير.
الرسالة الأساسية: الإعلام ليس ناقلًا محايدًا، بل أداة لبرمجة وعي المجتمعات.

إعادة برمجة الشبكات عبر الحركات الاجتماعية
يستعرض كيف نجحت الحركات الاجتماعية في تسخير الإنترنت والشبكات الرقمية (مثل احتجاجات سياتل 1999) لمواجهة السلطة المهيمنة.
الرسالة الأساسية: الشبكات المضادة تمنح الأفراد القدرة على تحدي السلطة القائمة.
السياسة والسلطة في عصر الشبكات
يحلل التحولات السياسية حيث باتت الحملات تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل حملة أوباما 2008. يوضح أن المجال السياسي أصبح مشروطًا بالبنية الرقمية.
الرسالة الأساسية: السياسة الحديثة لا تُمارَس إلا عبر السيطرة على شبكات الاتصال.
السلطة العالمية والاقتصاد الشبكي
يتناول دور الشركات متعددة الجنسيات (مثل غوغل) في صياغة علاقات القوة عالميًا، وتأثير الاقتصاد الشبكي على إضعاف سيادة الدول.
الرسالة الأساسية: السلطة الاقتصادية العالمية انتقلت إلى الشركات المسيطرة على الشبكات.
إعادة التفكير في السلطة
يدعو كاستيلس إلى تصور جديد للسلطة يقوم على تقوية “الشبكات الديمقراطية” كبديل عن هيمنة الحكومات والشركات، مؤكدًا إمكانية إعادة تشكيل السلطة من الأسفل.
الرسالة الأساسية: يمكن تحويل السلطة من أداة للهيمنة إلى أداة للديمقراطية عبر شبكات مفتوحة.
نحو ديمقراطية شبكية
يلخص كاستيلس أن التحكم في الاتصالات هو جوهر السلطة اليوم، لكنه يرى إمكانية بناء فضاء ديمقراطي إذا تم تحرير الشبكات من الاحتكار والهيمنة.
الرسالة الأساسية: مستقبل الديمقراطية مرهون بحرية واستقلالية شبكات الاتصال.
الاستقبال النقدي
حظي الكتاب بتقدير واسع في علم الاجتماع والسياسة والإعلام كمرجع أساسي لفهم السلطة في مجتمع الشبكات، لكنه يُنتقد لتعقيده النظري وتركيزه على أمثلة من الغرب أكثر من غيره.
نبذة عن المؤلف:
مانويل كاستيلس (مواليد 1942، إسبانيا) عالم اجتماع، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وجامعة كامبريدج. اشتهر بثلاثيته The Information Age (1996–1998) ومفهوم “مجتمع الشبكات”. حاز جوائز مثل جائزة هولست (2012)، ويُعتبر من أبرز علماء الاجتماع في العصر الحديث.
المغزى الفكري:
يُبرز الكتاب أن السلطة في العصر الرقمي تُشكَّل عبر التحكم في الاتصالات والشبكات، مما يُعزز هيمنة الشركات والحكومات. لكنه يرى أملًا في الحركات الاجتماعية والشبكات المضادة لإعادة تشكيل السلطة ديمقراطيًا. المغزى يكمن في دعوة كاستيلس إلى ديمقراطية شبكية تحرر الاتصالات من الهيمنة المؤسسية.
خلاصة نهائية:
الكتاب  لمانويل كاستيلس عمل رائد يُحلل السلطة في مجتمع الشبكات، مُركزًا على دور الاتصالات الرقمية في تشكيل العقول والسرديات. من خلال سبعة فصول، يُناقش كيف تُستخدم وسائل الإعلام والشبكات لتعزيز السلطة، مع أمثلة مثل حرب العراق وحملة أوباما، ويُبرز مقاومة الحركات الاجتماعية. رغم إشادة بتحليله، يُنتقد لتعقيده. الكتاب مرجع أساسي لفهم السلطة الرقمية، ويُوصى به للمهتمين بالإعلام والسياسة.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير