تظهر أهمية المهرجانات السينمائية والمسرحية في العراق الثقافة والهوية الوطنية بمردودات ايجابية على البلد المنظم، فيما تساهم في زيادة الوعي والتحديات التي يواجهها.كما تروج للسياحة والاستثمار، وتساهم في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الثقافات المختلفة.وتساهم بشكل فاعل في دعم الاقتصاد، من خلال تعزيز قطاع السياحة، وتعزز صناعة السينما والإنتاج الفني .
واختُتمت فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الثاني على قاعة مسرح الرشيد، برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وحضور وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني.وأكد رئيس المهرجان، نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي في كلمته بحفل الختام أن “السينما العراقية شهدت خلال عام 2025 قفزات نوعية كبيرة على صعيد إنتاج الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام الأنيميشن”.وقال جودي خلال كلمة له في حفل ختام مهرجان بغداد السينمائي: إن “التطور الملحوظ الذي طرأ على السينما العراقية يعود الفضل فيه إلى المبادرات العديدة التي دعمت قطاع السينما في العراق”.وأوضح، أن “مبادرات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لدعم قطاع السينما في البلاد، وإنتاجات دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، فضلاً عن إنتاج الشركات الخاصة، كل هذا أدى في المحصلة إلى أن يكون هناك 6 أفلام عراقية جديدة ذات طابع روائي طويل تم عرضها في المسابقة الرسمية، إضافة إلى العشرات من الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية والأنيميشن”.
وفي السليمانية تستمر فعاليات المهرجان السينمائي الدولي بنسخته الخامسة، والذي أُقيم تحت عنوان “الثقافة الكردية واللغة الأم”، بمشاركة واسعة من المخرجين والفنانين المحليين والدوليين، ويستمر على مدى أسبوعو. افتُتح المهرجان على قاعة جامعة السليمانية ،وتجري عروض الأفلام في صالات “سينما سيتي”. وبحسب المنظمين، فإن المهرجان هذا العام هو الأضخم والأكثر شمولاً قياساً بالدورات السابقة، حيث سيتم عرض 150 فيلماً من أصل 1500 فيلم تم إرسالها من 30 دولة مختلفة، بينها 95 فيلماً تتنافس في المسابقات الرسمية. وافتُتح المهرجان بالفيلم السينمائي الكردي “اصفرار أوراق شجر الجوز” من إخراج وسيناريو وإنتاج محمد علي كونار، حيث عُرض بحضور طاقم العمل ضمن أولى فعاليات المهرجان. وقال ثلاثة باحثين ومهتمين بالصناعة السينمائية، بينهم مخرجان وناقدة، على انفراد حول أهمية مهرجان السليمانية السينمائي ودوره في تطوير أو التمهيد لصناعة سينما كردية، وكانت الآراء التالية: المخرج السينمائي العراقي، الدولي سهيم عمر خليفة، المدير الفني للمهرجان، أوضح: “بسبب انقطاع تنظيم مهرجان السليمانية السينمائي لسنوات، شاركت في هذه الدورة أفلام كثيرة، وشكّلنا لكل قسم من أقسام المهرجان لجنة خاصة هي التي تختار الأفلام”. وبيّن: “في الواقع، المدير الفني للمهرجان يجب أن يشاهد كل الأفلام وهو من يختار، لكن في هذه الدورة لدينا أفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقية، ولهذا اختارت اللجان الأفلام واحترمنا قراراتهم. وأنا شاهدت الأفلام الكردية الروائية الطويلة للاطلاع على مستوياتها، وكان من الصعوبة اختيار فيلم الافتتاح، لا سيما أن شعار المهرجان هو الحفاظ على العادات والتقاليد واللغة الكردية الأم، ومن الصعب أن نجد جميع الشروط متوفرة في فيلم واحد، فاخترنا الفيلم الكردي (اصفرار أوراق شجر الجوز) من إخراج وسيناريو وإنتاج محمد علي كونار من كردستان تركيا”. وفيما إذا كانت اللغة تشكل عائقاً في صناعة السينما، قال خليفة: “أنا أخرجتُ وأنتجتُ ثلاثة أفلام عراقية باللغة العربية، والكثير من الأفلام بلغات أوروبية، ولم أجد اللغة حاجزاً في الإنتاج السينمائي. وقد انتقدني البعض لعدم صناعة أفلام باللغة الكردية، فقلت إنني فنان ونظرتي إنسانية، وربما بعد فترة أعمل فيلماً برازيلياً أو بلجيكياً. أنا مخرج عراقي كردي من العراق، والحكومة الاتحادية دعمت أفلامي مرتين، وهناك دعم لفيلمي القادم ضمن مبادرة دعم السينما. نحن جزء مهم من العراق، وفي أي مهرجان دولي أقدم نفسي كمخرج عراقي”.
وأضاف: “كنت قبل أسبوعين في مهرجان بغداد السينمائي عضواً في لجنة تحكيم للأفلام الروائية الطويلة. الفن يجب ألا يرتبط أو يتقيد بالسياسة أو الحدود. بلجيكا دعمت 12 فيلماً لي دون شروط. بالنسبة لي، من المهم أن يبقى التعاون بين بغداد وإقليم كردستان في الجانب الفني”.
وشدد على أن “مهرجان بغداد ودعم الحكومة الاتحادية مهمان لنا للانطلاق إلى المهرجانات العالمية. مهرجان السليمانية مهم لدعم السينما المحلية والعراقية. في العراق تتوفر جميع الظروف لصناعة سينما متطورة: لدينا مناظر سينمائية، جبال ووديان وأنهار وشلالات وصحراء ومدن، ومخرجون جيدون، وممثلون وفنيون، والأهم أن هناك ملايين القصص. أفضل مكان في العالم يمنحني الإلهام للعمل السينمائي هو بغداد، ففيها قصص ومواقع وتاريخ وحاضر. عندما أتمشى في شارع الرشيد أستلهم عشرات القصص. كل عناصر صناعة السينما في العراق متوفرة باستثناء الدعم المادي، وهذا يجب أن يستمر ويكون منظماً، لا مؤقتاً. لكن المهم أن الحكومة العراقية خلال السنوات الخمس الماضية دعمت صناعة الأفلام العربية والكردية أيضاً”.