رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ملهاة ترامب وتراجيديا الشرق


المشاهدات 1388
تاريخ الإضافة 2025/10/14 - 8:49 PM
آخر تحديث 2025/10/18 - 9:08 AM

ماحصل في غزة مأساة. إبادة جماعية (جينوسايد) على (كولتهم). لكن المفارقة التي تجمع أقصى حدود الطرافة مع كل ماتعنيه المأساة من معانٍ وتداعيات فإن النتيجة التي خلصنا إليها جميعا نحن الشرقيين وهم الغربيين لم تكن عند خديجة مثلما هو معتاد بل عند رجل إسمه دونالد ترامب. المفارقة الأخرى “بالضم والفتح والتنوين” التي تجمع أقصى حدود الغرابة بالطرافة معا إنه في الوقت الذي يعد رئيس الوزراء  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاسر الأكبر من الهدنة أو السلام المزعزم حتى الآن، في حين يبدو دونالد ترامب الرابح الأكبر. داخل الكنسيت ظهر ترامب بطلا يصفق له الجميع بمن فيهم نتنياهو نفسه مع ضحكة صفراء، بينما لم يصفق أحد لنتنياهو لأنه بالمعايير الإسرائيلية اليوم نصف مهزوم نصف مطلوب. كان ترامب لحظة دخوله “الكنيست” الإسرائيلي كما لو كان عريسا بربطة حمراء والإبتسامات تملأ شدقيه، كان بالفعل بمثابة “عريس وربعه يزفونه”. لكن مَن هم ربع ترامب؟ ربع ترامب هم كل من جميع وجميع من كل. بدا ترامب في مؤتمر شرم الشيخ وقبله على  صعيد ترتيبات غزة، “يفصل” والجميع “يلبسون”. بل أن هناك من جاء من داخل الفلسطينيين أنفسهم الذين هم مثلما يفترض أصحاب القضية من جاء الى ترامب عاريا عارضا عليه نمط ونوع وطول وقياس التفصيلة. ترامب يعرف ذلك، لذلك فإنه وضع كل واحد “طينته” بغير مكان “مو بخدة”. ترامب الذي لم يقض سوى أربع ساعات داخل الكيان الإسرائيلي وهو يزف من مكان الى آخر كان مستعجلا على حفلة زفاف أخرى كاملة الأركان كانت تنتظره في شرم الشيخ. وقف وحيدا أمام الجميع، والجميع تقدموا نحوه مصافحين لا منافحين وهو يوزع الكلمات والطرف والابتسامات. عريس بعد وفي ليلة الدخلة .. سلطان ونص. صحيح ان العرس كان سيكون أجمل لو كانت معه جائزة نوبل لكن لجنة نوبل ومن غير المتوقع “دكت” الناقصة مع أبي إيفانكا الذي كان يريد أن يجمع المجد من اطرافه. المهم إنه لم يتوقف طويلا امام الجائزة سرعان ما غادرها بانتظار العام القادم حيث لايزال المرشح الأكثر سخونة الى جوائز المنطقة وكلها من الطبقة الأولى. ففي  إسرائيل منحه نتنياهو أعلى ميدالية في الكيان الإسرائيلي وهي آخر ميدالية سوف يمنحها نتنياهو لأحد. وفي مصر منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي (قلادة النيل). فماذا يكره منها ترامب، وقد جاءته الجوائز والألقاب وأهمها “بطل السلام” وهو لما يزل في شهره الثامن رئيسا؟ يكره منها اليوم التالي. فالعرس لا يستمر الى الابد. يوم يومان وينفض السامر ويظهر ما لم يكن بالحسبان متمثلا بتفاصيل الشرق الأوسط الرهيب. فهذا الشرق الأوسط سوف يبقى شرقا أوسطا قابل لكل الإنفجارات، لأن ثقوبه مليئة بالتفاصيل التي لا تحتاج حتى الى شياطين تكمن فيها.


تابعنا على
تصميم وتطوير