الحياة جميلة والاجمل أن لا تكون ذيلا او «لاحوك» لأحد لانك بعملك هذا تفقد جزءا من شخصيتك، فشخصية الانسان مرتبطة بكرامته ومتى ضاعت الكرامة سقط الانسان الى هاوية الازدراء والخسة والعار، فلا تكن ذيلا لأحد لان الذيل مرتبط بالحيوان والحيوان هو كائن خلقه الباري عز وجل ورغم جماليته « باستثناء الحمير» فهو قريب او في الدرجة الثانية من مرتبة الانسان، وهناك حيوانات اقرب الشبه بالانسان مثل القرود خلقها الباري -عز وجل- وسبحان خلقه وهي تقلد الانسان في كل شيء إلا في عقلها وتفكيرها، وتبقى القرود محل استهزاء وضحك لانها قرود، و(يا مكثر القرود) عندنا في العراق مع الاسف الشديد.. وتقسم القرود الى انواع عدة، فهناك قرود الشامبازي وقرود الغوريلا والبابون الذي يعتبر من اخطر القرود، واغلب القرود تعيش في الغابات الاستوائية فهو موطنها وللغابات قانونها الخاص ودستورها المصادق عليه من قبل سكانها وملكها الاسد الذي يعتبر من اقوى وأفتك الحيوانات شراسة، ووسط هذا الكم الهائل من الحيوانات المفترسة يعيش الحمار الذي خلقه الله غبيًا بلا عقل وهو حيوان اليف لا يقوى على المقاومة واثبات ذاته، حتى الباري -عز وجل- وضعه في مرتبة متدنية من الكائنات الحية ووصف صوته بأنكر الاصوات، ومن الطرائف التي تذكر ان حمارا أراد ان يكون سيدا بين الكائنات الحيوانية في الغابة فلبس جلد اسد وجده ميتا في الغابة وبعد لبسه جلد ذلك الاسد، تخيل نفسه انه بات أسدا حقيقيا وبدأ يمشي داخل الغابة وهو يتبختر في مشيته متخيلا انه اصبح أسدا تخافه الحيوانات الاليفة، وفيما هو يمشي ويتبختر في مشيته وسط خوف كبير داخل الاسرة الحيوانية لاحت له من بعيد حمارة كانت تربطها قصة حب قديمة بذلك الحمار فعرفته من الريحة الزنخة التي تفوح منه فصرخت صرختها المعتادة « نهقة حمار» مرحبةً به فسمع صوتها فدق قلبه دقات الحب العذري مع تلك الحبيبة، فرد عليها التحية دون شعور بصوته القبيح، هنا انكشفت لعبة الحمار بعد ان سمعت الحيوانات نهقته فعرفت الحيوانات ان هذا الاسد المفتري لم يكن إلا حمارا منتحلا شكل اسد، فأخذت الحيوانات تتجمع خلفه وتمازحه وهي مخنوقة بضحكة كامنة في نفسها بعد ان عرفت ان هذا الاسد لم يكن إلا حمارا لايحمل إلا صفات الحمير، فلا تكن ايها المواطن حمارا وكن كما انت كائنا بشريا لاينتمي إلا لبني البشر الذي خلقه الانسان في احسن صورة ليكون مبشرا وهاديا قومه الى طريق الهدايا، لاينخدع ولا يخدع ولا يكن ذيلا لأحد، فيصيب قوما بجهالة ويصبح على مافعل نادما مدحورا، فالانتخابات النيابية على الابواب وصوتك هو المحك وهو المحرك لبناء هذا الوطن بناءً مبنيا على القناعة، وقم بانتخاب واختيار الاصلح والاجدر لقيادة دفة السفينة التي توشك على الانهيار والغرق وسط امواج هائجة متلاطمة تأتيك من كل فج عميق، فكن سيد نفسك في الاختيار، ولا تدع التأثيرات الطائفية والحزبية تؤثر على اختيارك، فصوتك شرف ومسؤولية وهو الذي يحدد مصير الوطن وانقاذ السفينة من الغرق، فقم بتحديد مسارها في ضوء قناعتك لا بقناعة الآخرين، فشارك اخي المواطن وكن جزءا من بناء الوطن.