في كل زمانٍ ومكانٍ، تولد شخصيات تصنع المجد بصمت، وتبني بمواقفها جسور الثقة بين الناس والمؤسسات. ومن بين تلك الشخصيات التي أضاءت سماء الصحافة العراقية، يبرز اسم مؤيد اللامي، الذي أصبح رمزاً للثبات والحكمة، ووجهاُ مضيئاً للقيادة التي تعمل ولا تتكلم، تُنصف ولا تُفرّق، وتجمع ولا تُفرّق.
لقد أثبتت نقابة الصحفيين العراقيين، بقيادته، أنها ليست مجرد مؤسسة مهنية، بل بيتٌ واسع يحتضن أبناء المهنة بصدق ومحبة. فمن خلال عطائه اللامحدود ومتابعته الميدانية الدقيقة، تحوّلت النقابة إلى مظلة إنسانية تُخفف عن الصحفيين همومهم، وتزرع في حياتهم أملاً جديداً كل يوم.
اللامي لا يقود النقابة من مكتبه، بل من قلبها النابض. بين الزملاء، في ساحات العمل، في الفرح والحزن، في كل لحظةٍ كان حاضراً بالفعل لا بالكلام. كلنا مع اللامي، والجميع يلتف حول قيادته، لأنه أثبت أن القيادة ليست سلطة، بل مسؤولية نابعة من الإيمان بالمهنة وبالإنسان.
هو الإنسان الذي يمدّ يده قبل أن يُطلب منه، ويستمع قبل أن يُتّهم، ويعمل بصمتٍ دون أن يطلب ثناءً أو شهرة. من يعرفه يدرك أن في قلبه مساحةً للجميع، حتى لمن اختلفوا معه، فهو لا يعرف الحقد طريقاً، بل يمضي بثقةٍ وهدوء، يصنع الفعل ويترك للآخرين الكلام.
ولئن حاول البعض أن يستغل طيبته أو يُسيء فهم صمته، فإن الأيام وحدها تُثبت أن الحكماء لا يرفعون أصواتهم، بل يتركون إنجازاتهم تتحدث عنهم. لقد قاد النقابة في أصعب المراحل، فحوّلها إلى بيتٍ يتّسع للفرح رغم الأحزان، وللأمل رغم الصعوبات. في زمنٍ تكثر فيه الشعارات وتقلّ فيه الأفعال، يظل اللامي استثناءً نبيلاً، مدرسةً في القيادة والإنسانية معاً.. هو ليس مجرد نقيبٍ للصحفيين، بل زعيم الصحافة العراقية والعربية الذي حمى المهنة بضميره، واحتضن أبناءها بقلبه، وأدار دفتها بحكمةٍ واقتدار.
اللامي ليس فقط صوت الصحفيين، بل وجدانهم الجمعي، الذي منحهم الأمان حين ضاقت بهم السبل، والكرامة حين أراد البعض أن يصادرها.. هو القائد الذي لا يترك أحداً خلفه، والإنسان الذي يرى في كل زميلٍ قصةً تستحق الدعم، وفي كل قلمٍ طاقةً تستحق الرعاية. فلتبقى يا مؤيد اللامي، كما عهدناك، ربّان السفينة، ورمز الوفاء، ووجه الصحافة المشرق الذي نفتخر به جميعاً.. وستبقى نقابة الصحفيين بخير… ما دام في قيادتها هذا القلب الكبير.