تأليف الصحفي الاستقصائي مارك مازيتي
يقدّم الكتاب للصحفي الاستقصائي مارك مازيتي (مراسل نيويورك تايمز والحائز على جائزة بوليتزر) تحقيقًا معمقًا حول التحول الجذري في الاستراتيجية الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
يبيّن الكتاب كيف تحوّلت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) من جهاز تجسس تقليدي إلى ما يشبه “جيشًا سريًا عالميًا”، يقود عمليات اغتيال باستخدام الطائرات بدون طيار، ويعتمد على مقاولين خاصين، في مسارح متعددة مثل باكستان واليمن والصومال وليبيا.
يستند مازيتي إلى وثائق سرية، مقابلات مع مسؤولين سابقين وحاليين (من بينهم ضباط CIA وقادة في البنتاغون)، بالإضافة إلى روايات ميدانية، ليكشف الصراعات الخفية بين الـCIA ووزارة الدفاع من جهة، والـCIA ووزارة الخارجية من جهة أخرى. كما يبرز تداعيات هذه “الحرب في الظل” على الأمن العالمي، القانون الدولي، والديمقراطية الأمريكية نفسها.
يحذر المؤلف من أن ما يسميه بـ”طريق السكين” – رمز الدقة القاتلة للعمليات السرية – أصبح النموذج السائد والمستمر للحروب الأمريكية، مثيرًا بذلك إشكالات أخلاقية وسياسية كبرى تتعلق بالمساءلة والشرعية.
الكتاب موجّه إلى المهتمين بالسياسة الخارجية، الاستخبارات، والحروب المعاصرة، وقد لاقى إشادة واسعة، إذ حصل على تقييم 4.1/5 على Goodreads، كما نال جائزة جورج بولك للكتابة الاستقصائية.
الفكرة المركزية:
تحول وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بعد 11 سبتمبر من جهاز تجسس إلى “جيش سري عالمي” يعتمد على الاغتيالات، الطائرات بدون طيار، والوكلاء المحليين، في حرب ظل غير معلنة تهدد القوانين الدولية والديمقراطية الأمريكية.
المحاور الرئيسة:
إعادة تعريف دور الـCIAمن جهاز جمع معلومات إلى منظمة تنفذ عمليات اغتيال ميدانية عبر العالم.
التحالف والتنافس بين المؤسسات.
تعاون وصراع بين البنتاغون والـCIA حول النفوذ والموارد.
الاعتماد على التكنولوجيا.
الطائرات بدون طيار كرمز للحرب السرية، مع ما تسببه من خسائر مدنية واسعة.
الحرب بالوكالة.
توظيف زعماء قبليين وجواسيس محليين في باكستان واليمن والصومال كأدوات للسيطرة.
دور الشركات الخاصة.
بروز شركات أمنية (مثل بلاكووتر) كمقاولين للحروب، خارج أي مساءلة ديمقراطية.
التوسع الجغرافي.
انتقال العمليات السرية من أفغانستان وباكستان إلى اليمن، إفريقيا، وليبيا.
صناعة العدو المستمر.
مقتل قادة القاعدة وطالبان يولّد قادة جدد، مما يطيل أمد الحرب.
الأزمات الدبلوماسية والتسريبات.
قضايا مثل رايموند ديفيس، ووثائق ويكيليكس، كشفت جانبًا من العمليات وأثارت توترًا عالميًا.
الأبعاد الأخلاقية والسياسية.
الخطر الأكبر هو تقويض القيم الديمقراطية الأمريكية وتحويل الحروب إلى أداة خفية بيد النخب.
الاستقبال النقدي:
أشيد بالكتاب كعمل استقصائي نادر كشف تفاصيل حساسة عن الحروب السرية.
انتُقد لافتقاره أحيانًا إلى تحليل استراتيجي بديل، ولاتكائه على السرد القصصي.
نبذة عن المؤلف:
مارك مازيتي، صحفي استقصائي في نيويورك تايمز، مختص بالأمن القومي، حائز على جائزة بوليتزر. عرف بقدرته على كشف ملفات العمليات السرية الأمريكية.
المغزى الفكري:
الحروب الحديثة لم تعد تدور في ميادين مفتوحة، بل في فضاء الظل حيث تختلط الجاسوسية بالاغتيالات. “طريق السكين” قد يمنح أمريكا قوة آنية، لكنه يزرع الفوضى، يولد أعداء جدد، ويهدد مستقبل الديمقراطية.
الخلاصة النهائية:
الكتاب يرسم صورة قاتمة لتحول أمريكا إلى دولة تخوض “حروب سرية” بلا نهاية. هذه الاستراتيجية قد تقلل الخسائر المباشرة، لكنها تعمق العداء العالمي، وتخلق نظامًا من الحروب الدائمة التي تتجاوز القوانين والسياسات، لتصبح تهديدًا داخليًا وخارجيًا معًا.