رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المرأة كما يريدها الله


المشاهدات 1550
تاريخ الإضافة 2025/10/08 - 9:27 PM
آخر تحديث 2025/10/13 - 7:08 PM

في إطار الفعاليات الفكرية والعلمية التي يقيمها الاتحاد الدولي للأكاديميين العرب فرع نينوى، أُلقيت صباح يوم السبت الرابع من تشرين الأول لعام ٢٠٢ محاضرة نوعية حملت عنوان «المرأة كما يريدها الله»، قدّمها الدكتور شريف حمو، وأدار جلساتها الدكتور قيس العبيدي، فيما كانت الدكتورة كوكب إسماعيل النعيمي مقرّرة للجلسة، بإشراف الدكتور سالم البكر، وبحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن الإنساني والاجتماعي.
جاءت المحاضرة في أجواء فكرية راقية، تجلّت فيها روح البحث الأكاديمي المتوازن الذي يجمع بين الرؤية القرآنية والمنهج العلمي في تناول موضوع المرأة ومكانتها في الإسلام، حيث تناول المحاضر ثلاثة محاور أساسية شكلت معاً رؤية متكاملة لفهم المرأة كما أرادها الله تعالى، بعيداً عن الإفراط والتفريط.
*المحور الأول: تناول الدكتور شريف السمات المشتركة بين الرجل والمرأة، مؤكداً أن الأصل الإنساني واحد، مستشهداً بقوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً»، مبيناً أن الإنسان رجلاً كان أم امرأة مكرّم في أصل خلقه، كما قال الله تعالى: «ولقد كرّمنا بني آدم». كما أشار إلى أن الحرية في الإسلام قيمة أصيلة لكنها حرية منضبطة، تقوم على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، أي أن حرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين وصالح المجتمع..
*المحور الثاني:
سلّط الضوء على المهام والأدوار التكاملية بين الرجل والمرأة، مبيناً أن الإسلام جعل من الرجل مسؤولاً عن الإنفاق وصون الأسرة ورعايتها، فيما جعل من المرأة مأوى السكينة وموطن الرحمة، تؤدي دورها الأساس في تنشئة الأبناء وبناء الأجيال، استناداً إلى قوله تعالى: «وجعل بينكم مودة ورحمة»، وقوله: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم».
*المحور الثالث:
اختُتمت المحاضرة بمناقشة عمل المرأة المسلمة خارج بيتها، حيث بيّن الدكتور شريف أن خروج المرأة للعمل جائز بل قد يكون ضرورة في بعض الحالات، كما ورد في قصة بنات نبي الله شعيب اللاتي خرجن لسقي الغنم لأن أباهن كان شيخاً كبيراً. وأوضح أن مشاركة المرأة في ميادين العلم والتربية والطب وغيرها من المجالات الحيوية إنما هي خدمة للمجتمع وإحياء لقيم التعاون والتكامل بين الجنسين في إطار الضوابط الشرعية والأخلاقية.
واختُتمت المحاضرة بحوار مفتوح تميز بالجِدّية والعمق الفكري، حيث قدّم الحاضرون رؤى ومداخلات أغنت النقاش، وعكست وعياً متنامياً بأهمية استعادة الصورة الحقيقية للمرأة كما رسمها الوحي الإلهي، وكما كرّمها الإسلام في موقعها الإنساني والاجتماعي.
وقد خرجت الجلسة بتوصيات تؤكد على ضرورة تعزيز الخطاب التربوي والديني المعتدل الذي يُبرز تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، ونشر الوعي بثقافة الاحترام المتبادل والمساواة في الكرامة والمسؤولية.
وبهذا ختم الاتحاد الدولي للأكاديميين العرب فرع نينوى واحدة من جلساته الفكرية الثرية، مؤكداً مواصلة نهجه في نشر الفكر العلمي المتوازن، وترسيخ قيم العدالة والإنصاف في فهم قضايا الإنسان والمجتمع.. جمعت المحاضرة عددا كبيرا من الاساتيذ الأكاديميين والمثقفين والتربويين والإعلاميين.


تابعنا على
تصميم وتطوير