
في مشهد فني بهيج يعكس روح الإبداع العراقي وثراء تراثه الفني، تستعد الفرقة الوطنية للفنون الشعبية لإحياء حفل افتتاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته السادسة، الذي تنظمه وزارة الثقافة والسياحة والآثار / دائرة السينما والمسرح ، والمقرر انطلاقه في العاشر من الشهر الحالي على خشبة ساحة الاحتفالات الكبرى ، برعاية كريمة من رئيس مجلس الوزراء.. الحدث المنتظر سيكون مناسبة للاحتفاء ببغداد، حاضرة الشعر والجمال، حيث سيصدح صوت الفن العراقي مجددًا في سماء العاصمة.. بريق الفرقة الوطنية للفنون الشعبية يعود هذا العام أكثر إشراقًا، وهي تستعد لتقديم أوبريت افتتاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح في نسخته السادسة، تحت عنوان بغداد والشعراء والصور ، وهو عمل فني وشعري متكامل يستحضر سحر بغداد وتاريخها الممتد، ويرسم على خشبة المسرح لوحة نابضة بالضوء والعاطفة والاعتزاز الوطني. الأوبريت، الذي أعدّه وصمّمه وأخرجه الفنان فؤاد ذنون، قائد الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، يمثل احتفاءً بالشعر والموسيقى والرقص التعبيري في إطار درامي بصري يعانق الوجدان العراقي. ويساعده في الإخراج الفنانة هناء عبدالله، فيما يتولى الفنان محمد هادي صياغة الألحان والموسيقى التي ترافق اللوحات الأدائية لتجسد بانسجام تام مشاهد الحب والفخر ببغداد.
ويشارك في الأوبريت الفنان القدير الدكتور ميمون الخالدي ، الذي تحمل هذه الدورة من المهرجان اسمه تكريمًا لعطائه الفني ومسيرته الإبداعية الغنية. بصوته الجهوري المميز، سيصدح الخالدي بأشعار خالدة لكبار الشعراء الذين تغنّوا ببغداد على مرّ العصور، من بينهم الدكتور أحمد الوائلي ، مصطفى جمال الدين ، محمد مهدي الجواهري ، و نزار قباني ، ليعيد إلى الذاكرة الأدبية صورًا مشرقة من عشق العاصمة وجمالها الأبدي. وتسهم الدار العراقية للأزياء في الأوبريت من خلال أزياء فنية مميزة تستلهم التراث البغدادي بروح معاصرة، لتكمل المشهد الجمالي الذي يجمع بين الأداء الراقص والتعبير الموسيقي والصورة المسرحية البصرية. هذا العمل الكبير لا يقتصر على كونه عرضًا فنيًا فحسب، بل هو رسالة حب وسلام من بغداد إلى العالم ، تعبّر عن استمرار نبض الحياة في مدينة الحضارة، وعن قدرة المسرح العراقي على التجدد رغم التحديات. ومن المتوقع أن يكون هذا الأوبريت حدثًا استثنائيًا يفتتح به المهرجان أبوابه أمام نجوم المسرح العربي والعالمي الذين سيحضرون إلى بغداد، عاصمة الثقافة والجمال.
بذلك، تثبت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية مجددًا مكانتها بوصفها رمزًا من رموز الإبداع العراقي، وواجهة فنية مشعة تترجم هوية البلاد وتراثها بروح فنية متجددة، تليق باسم بغداد… مدينة الشعراء والصور، وموئل الفن والحياة.