الوطن لا يبنى بالابنية وحدها بل بالقيم والمبادئ. القيم هي الدرع الذي يحمي المجتمع من الانحلال والانحراف. عندما تنهار القيم يسقط الضمير ويصبح الوطن جسد بلا روح، فالقيم أساس البقاء، القيم ليست رفاهية ولا شعارات نرددها بلا معنى، بل هي العمود الفقري لكل مجتمع يسعى للاستقرار والتقدم. القيم تحمي الفرد من الانحراف وتقود المجتمع نحو الخير والعدل. تراجع القيم يؤدي الى انتشار الانانية والكذب وتراجع المسؤولية الاجتماعية واستهانة الصدق، القيم تبني الثقة بين الناس وتحدد الحدود بين الصواب والخطأ، وتشكل ضمير المجتمع الذي يمنع الانحدار نحو الفوضى والانحلال. لا يمكن لأي دولة حماية الوطن إذا غابت القيم من النفوس فالأمن الحقيقي يبدأ من اخلاق افراد المجتمع وليس من الاسلحة والمراقبة فقط.
 تجارة المخدرات وأثرها المدمر
هذه الافة الاخطر اليوم هي تجارة المخدرات لا تقتل الاجساد فقط بل تقتل القيم وتغير الضمير وتفكك الروابط الاجتماعية.. الشباب يتحولون الى أدوات للاستغلال والقيم تصبح سلعة يمكن شراؤها وبيعها، كل شاب يقع فريسة لهذه الافة يعني جزءا من الوطن يضيع ومستقبل الاجيال يصبح مهددا.. التاجر لايكتفي بتهريب السموم بل يزرع ثقافة الانحراف ويغتال المستقبل، المخدرات تقتل الطموح وتزرع الكراهية وتدمر العلاقات الاسرية والاجتماعية.. كل مدينة تتفشى فيها هذه الافة يصبح مجتمعها ضعيفا غير قادر على مواجهة التحديات وسريع الانهيار امام ابسط الازمات.
 دور الاسرة والمدرسة والمجتمع
 الاسرة هي الحصن الاول، عليها غرس القيم في نفوس الابناء منذ الصغر وتعليمهم الصدق والامانة والمسؤولية. المدرسة ليست مجرد مكان للتعليم بل يجب ان تكون مكانا لتنشئة الضمير وغرس المبادئ الأخلاقية.. الاعلام ايضا له دور كبير عليه ان يكون منبرا للوعي ونقطة مواجهة للانحرافات الفكرية والسلوكية،  كل فرد في المجتمع مسؤول حتى اقوى الانظمة والقوانين لا تستطيع حماية الوطن إذا تخلى الناس عن القيم، فالواجب يقع على كل انسان أن يختار الحق ويقاوم الانحراف حتى لو وقف وحيدا قال تعالى: «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» [الرعد: 11]، هذه الآية تذكرنا بأن الاصلاح يبدأ من الداخل، من ضمير كل فرد.. إنقاذ القيم مسؤولية جماعية وحماية الوطن تبدأ من مقاومة الافات التي تفتك بضمائرنا.. لنقف جميعا قبل أن نصحو على وطن بلا روح.. القيم خط الدفاع الاول عن الوطن، والمخدرات السلاح الاخطر الذي يهدم الضمير.