أحيانًا يختار فريق التصوير أن ينجز مشهدًا ليليًا في ساعات النهار ثم يجعل الصورة تبدو ليلية في الكاميرا وفي المعالجة اللاحقة. الدافع عملي لأن الليل يقيّد الوقت ويزيد الكلفة ويصعّب تنظيم الجموع والمرور. الحل أن تُلتقط اللقطة نهارًا مع إعدادات معيّنة ثم تُعالَج لتبدو كأنها تحت ضوء القمر. الفكرة بسيطة في ظاهرها لكنها تحتاج عناية. المصور يقلل كمية الضوء التي تدخل الكاميرا فيجعل التعريض أغمق درجة أو درجتين ويبتعد عن السماء المباشرة كي لا تفضح المشهد. الظلال الحادة علامة نهار واضحة لذلك يبحث الفريق عن ساعات قريبة من الغروب أو يستخدم عواكس وستائر سوداء لكسر قسوة الشمس. العدسات تساعد حين تُغلق فتحة التصوير قليلًا لتزيد عمق العتمة من دون أن تخسر التفاصيل. أحيانًا تُضاف مرشحات أمام العدسة لتخفيف السطوع وتنعيم الملامح.
اللون يلعب دوره في الإحساس. كثير من الأعمال تمنح الصورة مسحة زرقاء خفيفة توحي بضوء القمر مع إبقاء البشرة قريبة من طبيعتها كي لا تبدو الوجوه باردة جدًا. في برامج التصحيح اللوني تُسحب الألوان الساخنة وتُرفع المناطق الداكنة قليلًا حتى لا تضيع الملامح. القاعدة أن الليل ليس أسود كاملًا بل درجات من الأزرق والرمادي تسمح للعين برؤية التفاصيل.الإضاءة العملية داخل الكادر عنصر مهم لتصديق الخدعة. مصباح نافذة بعيد أو لمعة مصابيح سيارة أو عمود إنارة في عمق الكادر يكفي لمنح العقل سببًا يفسر مصدر الضوء. إذا كان المشهد في الريف يمكن أن يضع الفريق قمرًا صناعيًا صغيرًا خارج الإطار يمنح خلفية باردة بينما يلمع ضوء دافئ خفيف من داخل منزل قريب. بهذه الطريقة يتكوّن توازن بين برودة الخارج ودفء الداخل فتكتسب الصورة حياة ليلية مقنعة.
هناك علامات تخيّب الخدعة إذا لم تُضبط. السماء الفاتحة تكشف النهار فورًا وكذلك الظلال القاسية الممتدة. حركة الهواء تساعد على كشف الوقت لأن نسيم العصر يختلف عن سكون منتصف الليل. حتى ازدحام الطيور في السماء أو شدة انعكاس الشمس على المعادن يعترف بالنهار. لذلك يحرص الفريق على تقليل هذه العناصر قدر الإمكان ويختار مواقع تسمح بإخفاء السماء خلف مبانٍ أو أشجار.