إن السلام هو عنوان الإنسانية كلها . وفي عقيدتنا كل الدم حرام إراقته . وفي ديننا حرامُ علينا إراقة الدم . لا مفر من إقامة دولة فلسطينية . ولا خيار عن تحقيق السلام على تلك الأرض التي عانت من كثرة الدماء التي سالت عليها . فلا خيار عن وضع ميثاق العدل الذي يجعل هذا الشعب العظيم هو خير من قدم أروع الأمثال في التضحية والفداء . وعدم التفريط في شبر من أرض هذا الوطن . على العالم الذي أضحى مُسانداً للقضية الفلسطينية . رافضاً للعدوان الغاشم الواقع على عاتق هذا الشعب العظيم . إن ما عاشه أبناء هذا الشعب لم يسبق أن عاشته أمه عبر الزمان ولم يسبق أن شهِد العالم مثل هذا النزاع الغير منطقي والذي لا تبرير له إلا أنهم شرازم يبحثون عن هلاك الإنسانية . والفتك بهذا الشعب الذي قدم أعظم ملحمة فدائية عبر التاريخ . إن الشعب الفلسطيني . يعرف جيداً قيمة وطنه . وهو مؤمن تماماً أن ما يعيشه في ظل الصمت العربي هو قمة الصمود في وجهه الطغيان والعدوان . لذا أقول على العالم أن ينظر لتلك الكارثه الإنسانية والتي يعيشها الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني نساء وشباباً وشيوخ وفتيات وأطفال . لم تكتمل فرحتهم وأعتقد أن منهم من لم يفرح مُنذ ميلاده . فهناك الكثير من الصغار خرجوا من رحِم أمهاتهم ليجدوا أنفسهم واقعين تحت إمرة الإحتلال الصهيوني . وجدوا أنفسهم يرتجفون عند سماع صوت الرصاص وصوت الطائرات التي تحمل مُتفجرات أو مواد مُشتعله . من أجل إحراق كل شئ . فأين حقوق الإنسان . وأين حق الطفل . وأين حق الحيوان . وأين حق بيوت الله التي هُدمت . فكم من مسجدٍ وكم من كنيسةٍ هُدمت وأصبحت رُكاماً وحُطاماً . إنما اشهد عليه الإنسانية الأن ومنذ عقد من الزمان . هو جريمة لا يمكن الصمت عنها أكثر من ذلك . فكلما إزداد الباغي طُغياناً ووحشيةً وهمجية وعدواناً . وظل الصمت يُخيم على العالم . ظن الباغي أنه لا يُمكن إخضاعه أو السيطرة عليه . أو مُحاكمته . لذا أقول هل يمكننا عكس زاوية الرؤية . ونضع دويلة إسرائيل موضع الدولة الفلسطينية . هل كان الصمت حليفاً لأوروبا بأكملها . من هى أميركا حتى يظن رئيسها أن من تحكم وتُدير العالم . ومن هى أوروبا حتى تظل تمُد يدها بالعون والعتاد لهؤلاء الطغاة . من هم حتى يكون هدفهم تدمير وطننا بكل الأشكال . تمزيق نسيجنا بكل الطرق . إهلاك شباب أمتنا بأي ثمن . من هى أميركا حتى تكون سبباً في هدم العراق ومُحاكمة رئيسة الراحل صدام حسين وإعدامه على الهواء . أليس هذا المشهد الأليم . هو عار على جبين الأمة العربية كلها . ألم يخرج بوش بعد أن مزق العراق وقال أن إقتحام العراق كان بناءً على معلومات خاطئة من الإستخبارات الأمريكية بدولة العراق . وما فعلته إسرائيل ألم يدمروا لبنان وقد إغتالوا رئيسها سعد الحريري . ثم أغتالوا مُقاومتها التي تتمثل في حزب الله اللبناني وقضوا أمر حسن نصرالله . ولم يتم محاسبتهم على تلك الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية والتي تندرج تحت مسمى إبادة جماعية وإختراق لحدود الأوطان وإختراق للقانون الدولي . ألم يدمروا سوريا وجعلوها دويلات يتحكم فيها الدواعش الذين هم من صنيع أميركا . ألم يُمزقوا اليمن لينالوا منه ومن رجاله . ألم يغتالوا فرحتنا في كل لحظة ويبدلونها بالحزن على أطفالنا الذين يسقطون تباعاً . ألم يُمزقوا نسيج وحدتنا وقد جعلونا نسير في إتجاه بعيد عن واقع المشهد الغير مألوف . لقد ثارت أوروبا بشعوبها وأغلنت إنتفاضتها نُصرةً لقضية فلسطين . وبالفعل إستجابت حكومات أوروبا لمطالب الشعب فمنهم من أوقف التمويل والدعم ومنهم من ألغى إتفاقيات الدفاع أو إمداد السلاح مع الكيان المُحتل ومنهم من تحرك مُعلناً إعترافه بالدولة الفلسطينية . بلداً له سيادة وشعباً له هوية . فأين ميثاق العدالة الدولية في القصاص للمظلومين من الطغاة الجبابرة . هل نأمن لمن تفاوضوا مع الله على بقرة . وأخيراً قد إستهدفوا قطر . وطالت يدهم بلداً مُسالماً كله جريمته أن يريد إقامة دولة فلسطينية . ويستضيف على أرضه الوسطاء من أجل إيجاد حل عادل وللإتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين . أليست المقاومة الفلسطينية هى خير من يُمثل الشعب الفلسطيني في الحرب والسِلم . أليست المقاومة الفلسطينية هى الحِصن الذي يتصدى لهمجية وطغيان وعدوان الصهاينة الموجهه نحو وطننا العربي بأكمله . إن الحرب لن تقف على تدمير الدولة الفلسطينية وتهجير شعبها وهذا الأمر مرفوض تماماً . وإنما هى حرب وجود . ووجودهم لن يتفق مع وجودنا . وتلك عقيدتهم وهذا مُرادهم إبادتنا . إننا نعيش أبشع الجرائم في كل لحظة . فقد شهد الفلسطينيين على مدار سبعين عاماً من الإحتلال . كماً هائلا من العدوان . وفي عامين فقط هما العامين ألفين ثلاثة وعشرين . وألفين خمسة وعشرين . أفظع ما تم إرتكابه من جرائم وحشية بحق الإنسانية كلها . فلسطين وطن وكيان لا يمكن إبادته . على المحكمة الجنائية الدولية أن تقوم بواجبها وتعمل على تحقيق العدالة . وتنال من هؤلاء الطغاة الجبابرة . من أجل الدماء التي سالت . ومن أجل الأبرياء الذين سقطوا . ومن أجل الأرض التي عانت من هول الأحداث . علينا نقف ونرفض هذا العدوان . وعلينا أن نُعلن لأمريكا أنها دولة كباقي الدول . تخضع للقانون الدولي . إن إرتكبت خطأ تخضع للمُحاكمة كغيرها من دول العالم . هل حادث إغتيال اليميني المُتطرف الذي جند شباباً أو إشتراهم بالمال ليكونوا ضمن صفوف المُرتزقه التابعين لما يسمى بجيش الإحتلال . هل مقتل هذا المُتطرف يجعل من حكومة أميركا تتحرك عاجلاً من ويُصدر ترامب قراراً بإعدام قاتله . ودون النذر إلى أعذار . ويقف العالم صامتاً على كل تلك المجازر التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني . يالها من سخرية . لتسقط كل قوانين الدنيا . أمام تلك الإبادة الجماعية الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني . أخيراً علموا أولادكم كيف يحبون أوطانهم . وكيف يحترمون حريات الأخرين في الإعتقاد والتعبُد . علموهم أن حدود أوطانهم تنتهي عند بداية حدود الغرب .