تحتفل اسرة تحرير الزميلة “الرياضي“ اليوم ببهجة الشمعة الخامسة والخمسين لصدورها، وإذ نتقدم للاحبة في “الرياضي“ بالتهنئة والدعاء بدوام التألق فإننا نعيد مقالا كتبناه قبل سنوات وليس في اعادته تكاسل وإنما حبا في ما وفقنا الله الى كتابته وما يسره لنا من تنظيم للافكار وتقديم المعلومات.نسلط حزمة ضوء على تاريخ هذه الجريدة التي بين طيات ارشيفها سنين من اعمار زملاء رائعين بل أساتذة كانوا مصابيح على درب الارتقاء بالرياضة العراقية والاعلام الرياضي، فلهم التحية والمحبة جيلا بعد جيل حتى لحظتنا هذه التي في احشائها جيل مستقبل اكثر اشراقا بإذنه تعالى. في تاريخ الصحافة العراقية نطالع انه قد صدرت في الثامن عشر من ايلول من العام 1950 في بغداد جريدة (الرياضي) لصاحبها ومديرها المسؤول نجم الدين السهروردي وكانت مزدانة بالصور وكانت اسبوعية وسعرها (20) فلساً وتميزت بأنها استطاعت ان تقفز بتوزيعها الى الرقم (1500) الف وخمسمئة نسخة في اسبوعها الرابع بعد ان بدأت بألف نسخة وكانت تصل الى الالوية (المحافظات) فضلاً على عدد من السفارات العربية والاجنبية في بغداد، وأبرز كتابها صبري الخطاط ونعمان ماهر الكنعاني وفايق ميخائيل واسماعيل السامرائي واسماعيل حمودي.. واستمرت كما ذكر السهروردي رحمه الله خمس سنوات .. ثم منحت اللجنة الأولمبية عام 1967 امتيازا لجريدة باسم “ الرياضي “ إلا انها لم تصدر.. حتى حل العام 1971 وكان عاماً فاصلاً في تاريخ الصحافة الرياضية في العراق كونه العام الذي ألغيت فيه جميع الصحف الرياضية لتصدر جريدة (الرياضي) في 11/ايلول/1971 على انها اول صحيفة رياضية يومية تصدر عن مؤسسة رسمية في العراق.وقد انبثقت فكرة إصدار (الرياضي) بناءً على مقترح من وزارة الشباب الى اللجنة الاولمبية، وبناءً على ذلك تم تأليف لجنة مشتركة مؤلفة من ممثلين عن وزارة الشباب واللجنة الاولمبية العراقية لترتيب عملية اصدار الجريدة المنتظرة وقد أيدت وزارة الاعلام مقترح وزارة الشباب بإلغاء امتياز الصحف الرياضية وذلك لانها، أي وزارة الاعلام، كانت ترى ان عدد الصحف الرياضية يومذاك اكثر مما تحتاجه الرياضة العراقية، وبالرغم من المعارضة التي جوبه بها مقترح وزارة الشباب إلا ان الموافقات الرسمية تمت لتصدر الرياضي بعد سبعة اشهر من قبول المقترح رسمياً، ثم موافقة وزارة الثقافة والاعلام على اصدار الجريدة من وزارة الشباب وفق الكتاب الموجه من الاولى الى الثانية في 23 أيار/1971 وتحت الرقم 13710.. بدأت الرياضي بالعدد (صفر) في السابع من ايلول وصدر العدد الاول في 11/ايلول/1971 ، وجاء في ترويسته انها (جريدة رياضية يومية عامة) تصدر عن وزارة الشباب ثم صدرت عن اللجنة الأولمبية. استقطبت الجريدة بحكم انفرادها اكثر الصحفيين الرياضيين وتناولت كل القضايا الرياضية وبمختلف الفنون الصحفية، إلا ان الجريدة بدأت بالتراجع بعد صدور جريدة (البعث الرياضي) في الثاني من حزيران 1984 على انها جريدة رياضية يومية تصدر عن نادي الرشيد، وفي التاسع من حزيران 1989 صدر العدد الاخير من جريدة الرياضي بعد ان تقرر دمجها ونقل ملكيتها الى جريدة البعث الرياضي لتكون بذلك اول مطبوع رياضي يومي في العراق يصدر بشكل منتظم لمدة ثمانية عشر عاماً.كان رقم العدد الاخير من الرياضي هو (5095) وقد كتب مدير تحريرها استاذنا الكبير -رحمه الله- شاكر اسماعيل كلمة في الصفحة الاولى تحت عنوان الشمعة الاخيرة (الرياضي.. وداعاً) كتب فيها (قبل ثمانية عشر عاماً اكتحلت عيون الوسط الرياضي برؤية مولود جديد يحمل اسم جريدة الرياضي جاءت في اعقاب احتجاب عدة صحف رياضية كانت تنير دروب الرياضة يومذاك هي الملعب والملاعب والجمهور الرياضي والميادين الرياضية والرياضي العسكري والنشاط المدرسي).وفي الجهة اليسرى من الصفحة نفسها، كتب الصحفي الكبير ضياء حسن -رحمه الله- اشارة جاء فيها (توقف العزيزة (الرياضي) عن الصدور ابتداء من السبت المقبل يعني توقف نبض اعلامي رياضي عراقي كان له دوره الكبير في بلورة الافكار والاراء).
وفي المقالين نتلمس الجرأة في رفض قرار توقف الرياضي بتعبير محكم وبلاغة مهنية عالية دقيقة. وفي الصفحة الاخيرة كتب الزميل سلمان علي -رحمه الله- عموداً بعنوان (وداع الرياضي) جاء فيه (وداعاً جريدة الرياضي فقد كنت خلال السنوات الثمانية عشر عاماً مدرسة متميزة في الصحافة الرياضية). واليوم نوجه آيات الشكر لأسرة الرياضي التي أعادت لهذا النبض صوته المهني الوطني الباعث للأمل.