الفنان جعفر لقلق زاده لم يكن مجرد ممثل شعبي، بل كان ضميرًا ارتجاليًا ساخرًا للمجتمع العراقي في وقت مضطرب، وشخصياته مثل «كشكش بيك» كانت بمثابة صوت احتجاج خفي على التغيّرات السطحية والانحرافات المجتمعية، وقد رسّخ من خلالها أسلوبًا لا يزال يُستلهم حتى اليوم في أعمال الكوميديا الهادفة. هو أكثر الأسماء التي عرف بها في مقاهي بغداد، عاش في صغره في بغداد بين أهالي منطقة الكاظمية، ولكن لم نجد من يؤكد هل ولد في الكاظمية، ام ولد في قزوين وجاء محمولاً إلى الكاظمية من قبل عائلته، ام جاء وحيداً من دون عائلته وهو في مقتبل العمر من إيران إلى الكاظمية في أوائل القرن العشرين لظروف غامضة واستقر فيها.
الممثل الفطري جعفر لقلق زاده كان ممثلًا ارتجاليًا عراقيًا لعب دورًا فنيًا واجتماعيًا بارزًا من خلال كوميديا ساخرة وتعليق سياسي في فترة انتقالية مؤثرة بتاريخ العراق السياسي. كان أثره الحقيقي يكمن في كونه مسجلًا ساخرًا لتاريخ العراق الاجتماعي والسياسي، عبر تقديم عروض فكاهية ذات طابع نقدي ساعدت الجمهور في استيعاب الواقع بطريقة ترفيهية.
بدأ عمله كنادل في نادي الجيش العثماني، وهناك اكتُشفت موهبته، وتلقى تدريبًا من إبراهيم سامي وإبراهيم عجمي قطان، وانطلق في تقديم عروضه في مقاهي بغداد مثل «مقهى طويق» ثم «عزاوي»، وانضم لاحقًا إلى فرق بعض الملاهي الشعبية، ابتكر شخصيات عديدة مثل «هبش»، «كامل»، و»كشكش بيك» – الأخير مستلهم من شخصية بأعمال الكوميدي المصري نجيب الريحاني.
احتضنته قوى وطنية عراقية لدوره الساخر الذي كان يندد بالاحتلال البريطاني أثناء عروضه في المناسبات الوطنية، وقد ظُلم أحيانًا بتهم «التهريج»، لكنه ردّ على تلك الاتهامات بروح الفكاهة الذكية فظل شاهدًا على التحولات في العراق من العهد العثماني حتى العهد الجمهوري، مقدّمًا تعليقات ساخرة على الأحداث.قدم عروضًا في المقاهي، الأزقة، والنوادي، مستخدمًا الفكاهة والارتجال والنقد الاجتماعي لجذب جمهور شعبي واسع. سبق بزمن ما يُعرف اليوم بـ»ستاند أب كوميدي»، حيث كانت عروضه ترتكز على شخصية تمثل الوعي الشعبي البسيط وتنتقد الساسة والفساد. هاجم بذكاء المشايخ الدجالين، فساد الدولة، الاستعمار البريطاني.، تخلّف بعض العادات الاجتماعية، مع انه لم يكن سياسيًا بمعنى التحريض المباشر، بل استخدم السخرية كأداة للتوعية والإضحاك في آنٍ معًا.
تأثيره على الأجيال اللاحقة ألهم الكثير من الفنانين لاحقًا، أبرزهم: عزيز علي (المنولوجست الشهير). حقي الشبلي (أحد أعمدة المسرح الأكاديمي). واعتُبر صلة الوصل بين المسرح التقليدي الشعبي والمسرح الأكاديمي الذي تطور بعده. وشخصية «كشكش بيك» استوحاها من المسرح المصري – تحديدًا من شخصية «كشكش بيه» لنجيب الريحاني – لكنه أعطاها طابعًا عراقيًا خالصًا.
البداية كانت عام 1915، وكان العراق تحت الحكم العثماني، حيث بدأ كامل عبد المهدي والمعروف باسم جعفر اغا لقلق زاده يقلد حركات وكلمات راشد أفندي في دور الهبش التي يشاهدها في الليل، ويعيدها أثناء عمله في صباح اليوم التالي، امام اصدقائه ومعارفه الذي لمس منهم الاستحسان والإعجاب والتشجيع بما كان يؤديه.
وهنا قد بدأ إداء تلك العروض في المناسبات كالأفراح الخاصة والأعراس، إذ كان يمتلك موهبة جيدة في اضفاء الروح الحيوية والحركة المرنة والايماءات المعبرة للشخصية التي يمثلها. ولكن مر الفن الأخباري بالاضمحلال وذلك في فترة الحرب الروسية العثمانية وإصدار الفرمانات بتجنيد الشباب الإجباري الذي عرف باسم «سفر برلك».
ليس هناك ما يشير إلى أنه تعلم في المدارس، ولم يرد خبر يؤكد انه دخل في الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة، ولكنه كان يتكلم اللغات العربية والفارسية والتركية والهندية، التي كانت لغات شائعة في بغداد آنذاك. فعمل منذ طفولته بحرف مختلفة، واستقر في شبابه على حرفة صناعة الأمشاط الخشبية، مما يدل انه نشأ في وسط فقير ومعوز.
عندما كان صغيراً استرعت انتباهه فصول الاخباري للبغدادي جاسم ابن الحجامة وزميله منصور اللذان كان من سكنة منطقة العوينة، وكانا يعرضان فصلهما منذ اواخر القرن التاسع عشر حتى قبيل الحرب العالمية الأولى في مقهى «التبانة» في محلة الفضل، إلا انه اعجب وتأثر بشخصية الهبش التي كان يؤديها راشد بمعاونة زميله الحاج محمود، فلم ينقطع عن مشاهدة عروضهما التي كانت تقدم في بغداد ليلاً، فكان يضطر بعد مشاهدة العروض إلى المبيت في خان الجبن في الكرخ خوفاً من قطاع الطرق الذين يكمنون ليلا في بساتين الكاظمية الكثيرة وعلى جانبي الطريق.
ولكن بدايته الفعلية بالتمثيل الاخباري بدأت حيث اكتشف موهبته متعهد النادي تولكين خان، ويبدو من اسمه انه أرمني، فأخضعه للتدريب على يدي إبراهيم سامي وإبراهيم عجمي قطان، ثم قدم اليه عمل مقدم نمرة (دور) الهبش في المقهى التي يملكها وتعرف بمقهى طويق.
وبعد أن ذاع صيته انتقل إلى مقهى عزاوي. وقد انضم إلى الجوق الذي شكله الفنان المصري حسن سلامة في ملهى ألف ليلة وليلة وكان في عضوية هذا الجوق إضافة إلى جعفر لقلق زادة كل من اليا داود، وعبد الله زكي، وصفاء محمد علي، وعلوان خزعل، وأكرم وصفي، وعباس الخلوتي، وإبراهيم الشيخلي، والممثلات من النساء وهن في الأصل راقصات في نفس الملهى: ماري كونكا، وبدرية محمد، وفوزية جيجان، وأمينة سعيد.
وبعدها أخذ يقدم فصوله متنقلا بين أكثر من مقهى من مقاهي بغداد في ليلة واحدة، مستصحباً معه فرقته واكسسواراته وخيله وحميره التي يستخدمها في عروضه المختلفة، وأصبح اسمه مشهورا ومعروفاً وذاع على كل لسان في العراق. قدم جعفر لقلق زاده أكثر من ثلاثمائة تمثيلية مرتجلة من الكوميديا المرتجلة بعضها قفشات ساخرة للظواهر الاجتماعية السائدة حينها، كالسخرية من تعليم الأطفال على يد الملالي، ودجل وشعوذة المتشبهين برجال الدين ويسمى (فتاح فأل) وانتقاده لكثير من تلك الظواهر السلبية بأسلوب ساخر.
وعمل معه كثير من الفنانين والفنانات في مشواره الطويل منذ اواخر القرن التاسع عشر حتى الخمسينيات من القرن العشرين مثل الفنان حسقيل أبو البالطوات، وعباس حلاوي منادي إعلانات السينما في بغداد، والممثل الهزلي المعروف صفاء محمد علي، وجمعة الشبلي وغيرهم، ومن الممثلات فقد استعان براقصات الملاهي من الشاميات والمصريات والعراقيات امثال رحلو العراطة، واختها زكية، وحتى آخرهن المطربة الكبيرة عفيفة إسكندر. والتقى رجينة باشا واستعار منها إحدى الفتيات العاملات معها والتي تدعى جليلة للعمل كممثلة مساعدة له أثناء تمثيله بعض الأدوار التي يحتاج فيها عنصر نسائي.
لقد ارتبط أسلوب (جعفر لقلق زاده) الساخر الهزلي بالمسرح الكوميدي في العراق فيما بعد، وترك بصماته على اعمال كل رواد الكوميديا من بعده بهذا الشكل وذاك، لاسيما كتابات شهاب القصب، ويوسف العاني في بداياته، وعبد الله العزاوي، وعلى الفرق المسرحية منها (فرقة الزبانية) التي تكونت من مجموعة صغيرة معروفة من طلبة معهد الفنون الجميلة اشتهرت بتقديم المسرحية الكوميدية المكتوبة التي تعتمد كذلك على ابتكار الكوميديا والاريحية، وعلى نمط جميع الأعمال الكوميدية لفرقة (14 تموز للتمثيل).
وقد تخصص آخرون متأثرين بلقلق زاده في مدن أخرى بتقديم فصول ضاحكة ارتجالاً في عيد الربيع وسواه، يعتمدون في منادمتهم المسرحية على الطُّرفة والمفارقة الدرامية، وأنت تجد في كل مدينة مجموعة من الممثلين الهواة يقدمون هذا اللون من الأداء الارتجالي الضاحك الذي جسده الآخرون في أزمان وأمكنة أخرى.
أما أهم ملتقى لتقديم هذه الفصول والحكايات فكان مقهى عزاوي ببغداد وهو من أشهر مقاهي بغداد، وكان يعرض مسرحيات خيال الظل»عيواظ وكركوز»، كما مثل في هذا المقهى أشهر الكوميديان الفطري “جعفر آغا لقلق زادة “وكذلك مثلت فيه الفنانة عفيفة أسكندر، وهو يقع في باب المعظم قرب جامع الاحمدي، وقد غنى فيه أيضاً أشهر مطربي ذلك العصر أمثال نجم الشيخلي، واحمد زيدان، وقد ورد اسم المقهى في أشهر أغنية فولكلورية «فراكهم بجاني “والتي هي أيضاً “يا كوهتك عزاوي بيها المدلل زعلان».
يعرف مؤرخو المسرح العراقي أن (جعفر أغا لقلق زادة)، بالمشاركة مع (حسقيل أبو البالطوات)، كانا يقدمان فصولاً مسرحية ارتجالية ضاحكة على مسارح العاصمة الغنائية قبيل دخول المطربة لأداء فقرتها الغنائية.
وكان لقلق زادة، الممثل الارتجالي الفكه، يسمى (الإخباري) لأنه يقدم خبراً ضاحكاً للجالسين فيه من الحكاية والسرد الارتجالي قدر ما فيه من اللعبة المسرحي، وكان مصطلح الحكاية قديماً لا يعني السرد القصصي الذي نعرفه اليوم فقطن، بل يعني أيضاً أن (الحكاية) تقوم على التشخيص (التمثيل) هنا هو الأداء الارتجالي الهازل الذي تقدمه مجموعة من محترفي المحاكاة.لقد زار في فترة عزه وثرائه عددا من البلدان المجاورة كإسطنبول والشام ولبنان، وشاهد العروض على خشبة ملاهيها وكذلك شاهد علي الكسار وتعرف بشكل مباشر على نجيب الريحاني وبديعة مصابني وتأثر بالريحاني وشخصية كشكش بيك، وأداها في عروضه في ملاهي بغداد واشتهر بها إضافة إلى شخصية الهبش التي استعارها من معلمه الأول الاخباري راشد أفندي.
إن لقلق زاده قد قدم مسرحيات استعراضية، ان جاز لنا التعبير، منذ ان ادخل في عروضه واعماله على منصات الملاهي، فقرة تحوي وصلات من الرقص الشرقي والغناء والبهرجة، فلذلك عرف بشخصياته النمطية مثل (هبش) و (كامل) و (كشكش) وكان ينادى بها، حتى لقد ذكره الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي في إحدى قصائده حيث يقول:
هبش ترقص على الشانو مثل
لقلق زاده لو مثل عصعوص بالسركس
في السنوات العشرة الأخيرة من حياته بدأ الناس ينفضون ويبتعدون عن نمط فنه، الذي يغلب عليه السذاجة، لأنه لم يتطور ولم يفكر بالزمن الذي تجاوزه وتجاوز فنه، لقد تغير في ستينيات القرن العشرين ذوق ونظرة الناس إلى فنه، إضافة إلى ظهور السينما، وظهور مسرح جديد بعد ثورة 1958م، حيث أخذ يقدم الطلبة وخريجي معهد الفنون الجميلة عروضاً تتماشى مع واقع العراق الجديد، وبذلك قلصت المقاهي والملاهي عروض جعفر لقلق زاده لتراجع الاقبال عليها، ثم تم الاستغناء عنها تماماً بعد أن أصبحت غير مجزية مادياً.
ومنذ ستينيات القرن العشرين عاش هذا الفنان وحيداً معدماً، بعد أن تنكر وأنفض عنه أقرب أصدقائه ومعارفه، وعمل لسد الرمق أعمالاً خدمية في الملاهي آخرها حارساً وبواباً في ملهى الخيام، الذي كانت تملكه المطربة لميعة توفيق التي تكفلت برعايته ومصاريفه وإيجار سكنه، وهو عبارة عن غرفة صغيرة في خان بالكاظمية وقيل في محلة الحيدرخانة، حتى وفاته، بعدما اشتدت عليه أمراض الشيخوخة وأقعده الشلل عن الحركة في رمضان الموافق لشهر أيلول 1972م. ويذكر الفنان الكبير الراحل ليوسف العاني في وصف النهاية المرة لهذا الفنان وغيره، وما آل إليه بجوابه من شكواه عن الإداء لبعض فنانات الاستعراض فيقول: فمهما يكن الجواب ستكون نتيجته أن نلقي بماضينا الفني والنضالي والثقافي وحتى الشخصي، في واحدة من مزابل الملاهي التي رمي فيها جعفر لقلق زاده بدون رحمة أو شفقة.
إن هذا الفنان الكبير الذي ترك بصماته العميقة بهذا الشكل او ذاك (في حياته وبعد مماته) على مجمل فن الكوميديا في العراق، كان فنانا بسيطا غير متعلم ومحدود الثقافة، ولو لم يكن كذلك لاستطاع أن يطور فن عروض تمثيليات في المقاهي والملاهي الى وضع آخر كما فعل في مصر نجيب الريحاني الذي انطلق مثله الى عالم المسرح من الفقرات الارتجالية على منصات الكباريه والملاهي التي عمل عليها في بداياته الفنية المشابهة.
ومما يؤسف له أن ما بقي لنا من تراث هذا الفنان يكاد ان يكون لا شيء، والمعلومات التفصيلية عن تمثيلياته وأعماله شحيحة للغاية حالها حال كل الفنون الارتجالية ، والموجود من تراثه لحد الآن قليل مقارنة بغنى وكثرة انتاجه وذيوع صيته بين الناس ، وقد أخذ الموت الآن معظم امثاله من الفنانين ومعاصريه ومشاهديه، مما يصعب ويعقد عملية رسم صورة منصفة ودقيقة لعروضه الآن، بعيدة عن التشويه لفصوله ومسرحياته الهزلية التي شغلت وسلت الناس لعقود طويلة ، سيما وانه كان فنا ارتجاليا صعب حفظه، إلا ان جزءا من بعض اغاني تمثيلياته كان يحفظها محبو فنه من بعده ، والذين قد غادرونا جميعا الآن دون ان تحفظ عنهم، من امثال المرحوم حسن العمري الذي كان يتذكر بعض هذه الاغاني . كما ولم يكتب بأنصاف كثيرا عن هذا الفنان حتى فترة فصيرة ، لربما يعود سبب هذا الأهمال لصعوبة الكتابة عن هذا الفنان لقلة المصادر الدقيقة وندرة المعلومات الشخصية عنه التي تعرض اكثرها للنسيان ، وما تبقى منه هو مشوه من الاخبار التي كانت تشاع عنه ، عدا محاولة الناقد علي مزاحم عباس الرائدة و المتميزة في توثيق سيرته ونشاطه، والتفاتة من الفنان الكبير يوسف العاني نشرت في جريدة الجمهورية في حينها، وعاد في تناوله لهذا الفنان مرة أخرى قريبا اشبه بالاعتذار عن الحيف الذي لحق بالفنان من قبل الفنانين انفسهم وقسوتهم عليه خلال حياته وبعد موته المأساوي، كذلك فعل الباحث فاروق اوهان الذي تناوله ضمن فصل من كتابه في المسرح العربي.
كما استلهم الكاتب المتميز والبارع الراحل عادل كاظم شخصية (جعفر لقلق زاده) في مسرحية (نديمكم هذا المساء) وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل في المسرح الوطني بإخراج الراحل الفنان محسن العزاوي، قدم فيها استعراض حياته من خلاله احداث عصره. وقبله عام 1982 قدمها الفنان رياض شهيد كجزء من رسالة ماجستير، في كلية الفنون الجميلة وقد نالت استحسانًا كبيرًا والاهتمام لدى الجمهور. إلا انه بعد عام 2003، اعاد الكثير من النقاد والمهتمين بشأن المسرح العراقي تسليط الاضواء على هذا الفنان المهمل ومن زوايا مختلفة، كأنهم يعيدون اكتشافه ويردون له الاعتبار مع الاشارة انه يغلب على معظم هذه الكتابات الأنصاف المتأخر وقسم منها إبداء الندم على تعاليهم واستخفافهم بنمط فنه اثناء حياته، واهمال الجميع ذكر دوره باعتبارها كانت نقطة مضيئة في سماء المسرح العراقي. كان جعفر لقلق زاده في حياته المديدة، بغض النظر عن مناقشة مستوى ونمط تمثيلياته، بمثابة المسجل للتاريخ الاجتماعي والسياسي للعراق، شاهدا ومعلقا ساخرا على تفاصيل احداثها اليومية طوال كل العهود التي مرت على العراق الحديث، ابتداء من العهد العثماني والاحتلال البريطاني، وقيام الدولة العراقية الملكية، ومن ثم النظام الجمهوري بعهديه الثوري وعهد سلسلة التراجع الدموي المؤلم والانقلابات.
وفي رمضان من ايلول عام 1972، توفي في مستشفى المجيدية في نفس العام ودفن في مقبرة جامع براثا، (ومنهم من يذكر انه توفي في عام 1969 ودفن على نفقة البلدية في مقبرة الغزالي) لكن التاريخ الاول 1972 وقبره في مقبرة براثا هو الاقرب الى الصحة.
وكما لف الغموض تاريخ ولادته ونشأته الاولى، كما في المرويات عن ابطال الخرافات والأساطير، جرى بفعل الاهمال نسيان تاريخ وفاته وظروفها بدقة، ولا يعرف أحد حتى مكان قبره بشكل اكيد، ولحد الآن لم تبادر أي جهة، ولم يتطوع أحد ما ليقوم بالتحري والتحقيق العلمي المنصف بهدف توثيق سيرة هذا الفنان الذي لن يتكرر.