رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
‏ العدوان والعصي المتفرقة


المشاهدات 1757
تاريخ الإضافة 2025/09/10 - 9:51 PM
آخر تحديث 2025/09/17 - 1:53 AM

في زمن تتساقط فيه أوراق الحقيقة بسرعة مذهلة، يطل علينا الكيان المحتل بوجهه الأكثر قبحًا، كاشفاً  عن أدواته وأساليبه التي لم تعد تقف عند حدود اغتصاب الأرض وتهجير الإنسان، بل امتدت إلى فضاءات الدول وسيادتها، كما حدث مؤخراً  في قطر، حين تم استهداف من يصنَّف “عدواً ” وفق قاموس الغاصب. إنها ليست حادثة عابرة، بل سابقة خطيرة تفتح أبواباً  مرعبة على القانون الدولي، وتضع السلام العالمي أمام هاوية جديدة.
المأساة لا تكمن فقط في شراسة المعتدي، بل في هشاشتنا كعرب، حين نقف مشتتين خلف حدودٍ رسمتها خرائط سايكس وبيكو، وورثناها جدراناً  وأسلاكاً، نحتاج معها إلى تأشيرة لدخول أرض أخينا، بينما نحن جميعًا في نظر العدو جبهة واحدة وأرض واحدة. يتعامل معنا الكيان الصهيوني على أننا خصوم بلا فوارق وعصي متفرقة يسهل تكسيرها، ولا نزال نكتفي بالشعارات، ونتبادل بيانات التنديد التي لا تغيّر من واقع الاحتلال شيئاً .
غزة تنزف منذ سنوات، فلسطين تُستباح كل يوم، لبنان يتعرض لاعتداءات متكررة، اليمن يئن، وسوريا ومصر وتونس وقطر تعاني محاولات تطويع واستهداف متواصلة. والعجيب أن كل هذا لم يكن كافياً  لصياغة موقف عربي موحد حقيقي، يضع حداً لهذه العربدة الصهيونية ويكسر دوائر الصمت والتخاذل.
إن ما جرى في قطر ليس مجرد تجاوز لسيادة دولة، بل جرس إنذار لنا جميعاً ، أن العدو لا يعترف بحدود، ولا يفرق بين بلد وآخر، بل يرانا كتلة واحدة يجب إخضاعها. السؤال الذي يفرض نفسه _ متى نصبح نحن هذه الكتلة فعلاً، لا قولاً ؟ متى نتحول من شعارات الوحدة إلى قوةٍ تُخيف، وصفٍ واحدٍ يتقدم، وأرضٍ واحدةٍ لا تُجزَّأ؟
ستبقى معاناة الشعوب العربية تتفاقم ما دمنا نعيش أسرى حدودٍ وجدرانٍ وهمية، بينما يواصل الكيان الغاصب جرائمه متحدياً  العالم بأسره. وإذا لم نصبح جبهة حقيقية تدافع عن فلسطين وغزة، وتحمي سيادة أوطاننا، فإن الدور سيصل غداً  إلى بلد آخر، وأمة أخرى، حتى لا يبقى من العروبة سوى حروف في كتب التاريخ.


تابعنا على
تصميم وتطوير