بغداد/ متابعة الزوراء
خطّ الحكم الدولي لكرة السلة، أحمد الشويلي، مسيرة حافلة بالنجاحات على المستويين القاري والدولي، بعدما انطلقت رحلته من ملاعبنا المحلية إلى أضواء المحافل العالمية. رحلة استثنائية لم تُبْنَ على الصدفة، بل على المثابرة، والاجتهاد، والإصرار الدائم على إثبات الذات وتجاوز التحديات.وقال الشويلي إن “ قبل امتهاني للتحكيم عملت معيداً في الجامعة المستنصرية، لكن في عام 2014 قررت ترك الوظيفة والتفرغ للعمل كحكم، رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرضت لها. بدايتي كانت عام 2006 عندما قدت أول مباراة فئة ناشئين بين فريقي البياع والشرطة، ثم حصلت على الشارة الدولية عام 2008”.وأضاف:” واصلت مشواري حتى انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 2015 حيث عملت على تطوير مهاراتي بما يتناسب مع مستوى كرة السلة هناك”مبيناً أن “ثقافة كرة السلة في الولايات المتحدة تختلف جذرياً عن آسيا وأفريقيا، إذ تعد الرياضة الأولى لديهم قبل كرة القدم، ويتم تعليم الأطفال المهارات الأساسية منذ عمر السنتين مع وجود بنية تحتية متكاملة”، لافتاً إلى أن “هذه التجربة منحتني خبرة كبيرة انعكست على مستواي التحكيمي”.وأشار الشويلي إلى أن “إدارة نهائي بطولة آسيا الأخيرة بين أستراليا والصين كانت محطة مهمة وشرّفت العراق في أحد أبرز المحافل القارية، وقد نالت المباراة تصنيف (أفضل نهائي آسيوي) لعدم تسجيل أي خطأ تحكيمي رغم قوتها وندية أحداثها”.
وتابع أن “تصنيف اللعبة عالمياً تتصدره الولايات المتحدة، تليها أوروبا ثم آسيا وأفريقيا، وهو ما ينعكس أيضاً على مستوى التحكيم”، مبيناً أن “التعامل مع ضغط الجمهور يأتي من خلال الخبرة وتكرار المباريات، فيما يبقى الخطأ في الدقائق الأخيرة من المباراة الأكثر تأثيراً في ذاكرة الجماهير”.
وأكد أن “إدخال منظومة (IRS) المشابهة لتقنية الـ(VAR) بكرة القدم، أسهم في تقليل الأخطاء، كما أصبح الحكام على مستوى البطولات العالمية يشرحون مباشرة للجمهور أسباب القرارات لزيادة الشفافية”.
وبشأن صعوبة التحكيم، شدد الشويلي على أن “كرة السلة تعد الأصعب بين جميع الألعاب الفردية والجماعية، لاعتمادها على أجزاء من الثانية وأكثر من 53 مادة قانونية قابلة للتحديث المستمر”، مشيراً إلى أن “الحكم العراقي يتميز بالشجاعة ووضوح القرارات، لكنه يفتقر إلى الدعم والإنصاف، إذ لا تتجاوز أجور قيادة المباراة 75 ألف دينار، وهو مبلغ لا يغطي حتى النفقات الشخصية”.