الختان في العراق كان يُنظر له كـ «طقس عبور» يربط بين الطفولة والرجولة.
كان يُمارس غالبًا في الأرياف والقرى بالاعتماد على الحلاق الشعبي أو الحكيم ، باستخدام أدوات بسيطة (موس حلاقة، مقص، أو سكين صغير)، مع تطهير بدائي باستخدام الرماد أو الكحول أو حتى ماء الملح.
كان الحدث يُقام في أجواء احتفالية: الزغاريد، توزيع الحلوى، وربما ذبح ذبيحة.
يُلبس الطفل «بدلة جديدة»، وتُعطى له الهدايا، ويُشجَّع حتى لو بكى.
بعض الأسر كانت تؤجل الختان ليكون جماعياً مع عدة أطفال في مناسبة دينية أو موسم معين (الأعياد، المواليد النبوية). وكثير من الرجال العراقيين الكبار يتذكرون يوم ختانهم كـ»ذكرى مؤلمة لكنها مبهجة».
ارتبطت الأغاني الشعبية والزغاريد والموسيقى بالحدث.
كانت النساء يرددن عبارات مثل: يكبر وينسه واليوم صار رجال أو الله يحفظه ويخليه سند لأبوه .
تحوّل الختان إلى إجراء طبي بحت، يتم داخل المستشفيات أو العيادات على يد أطباء مختصين.
أصبح هناك وعي أكبر بالتعقيم، التخدير الموضعي، والمتابعة الصحية.
وشيئا فشيئا قلّت الطقوس الاحتفالية المصاحبة، خصوصاً في المدن، بينما ما زالت بعض القرى تحتفظ ببعض العادات (لبس الجديد، الحلوى، الزغاريد).
صار العمر أصغر غالبًا: كثير من الأهالي يفضلون الختان بعد الولادة مباشرة، أو في الأشهر الأولى من عمر الطفل.
غاب الدور الشعبي (الحلاق أو الداية) وحل محله الطبيب.
الختان ظل يُنظر له كعلامة على «اكتمال هوية الطفل الدينية والاجتماعية.
الانتقال من طقس اجتماعي احتفالي إلى إجراء طبي يعكس تغير المجتمع العراقي بين التقليد والحداثة.
بالرغم من التغيرات، ما زال يُعتبر يومًا مهمًا في حياة العائلة، لكنه فقد الكثير من طابعه الاحتفالي القديم.