رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
جمال محمد.. مخرج تلفزيوني ترك أثراً كبيراً في الشاشة


المشاهدات 1619
تاريخ الإضافة 2025/08/27 - 9:26 PM
آخر تحديث 2025/09/02 - 10:52 AM

يُعدّ المخرج التلفزيوني جمال محمد واحداً من الأسماء البارزة التي تركت أثراً لا يُمحى في مسيرة التلفزيون العراقي. لأكثر من أربعة عقود ظلّ اسمه مقترناً بالأغنية العراقية والبرامج الفنية، مقدماً أعمالاً شكلت علامة فارقة في تاريخ الشاشة، رغم الظروف السياسية والفنية الصعبة التي واجهها.
من إخراج الأغاني لعمالقة الطرب، إلى برامجه المنوعة، إلى تجاربه الجريئة في الخدع والتقنيات الحديثة، ظلّ جمال محمد مخلصاً لفنه ومصراً على أن تصل الأغنية العراقية إلى أبعد مدى ممكن.
التقيناه في مبنى نقابة الفنانين العراقيين، وكان لنا معه هذا الحوار:
*  أهلا بك أستاذ جمال ونحن معا في حوار عن مسيرتك الفنية وما قدمته من أعمال خلال مسيرتك كمنتسب وخلال وجودك في نقابة الفنانين .
ـ  أهلا ومرحبا بك وأنت الزميل طوال وجودنا في دائرة الإذاعة والتلفزيون .
* كيف كانت بدايتك الأولى؟
ـ ولدتُ في بغداد عام 1948 في منطقة الدوريين. شاءت الأقدار أن يكون معلمي في الابتدائية الفنان مكي البدري، وهو من شجعني وأرسلني إلى الأستاذ المرحوم وجيه عبد الغني الذي بدوره عرّفني على الأستاذ أسعد عبد الرزاق. ومن خلال لجنة اختبار ضمّت كبار الأساتذة مثل جعفر السعدي وسامي عبد الحميد، قدمت مشهداً تمثيلياً نال إعجابهم فتم قبولي في كلية الفنون الجميلة. وبعد أشهر دخلت الإذاعة والتلفزيون مساعد مخرج عام 1970 وكان راتبي حينها 18 ديناراً. كما شاركت مع الدكتور سعدي يونس في تأسيس فرقة الشباب المعاصر، وكان أول عمل مسرحي لنا هو (الاستعراض الكبير) الذي قُدّم في الشوارع والمقاهي.
ــ متى دخلت عالم التمثيليات والمنوعات؟
ــ في عام 1973 انتقلت إلى قسم التمثيليات والمنوعات بإدارة المخرج عمانوئيل رسام، وهناك قدّمت أول تمثيلية من تأليف حميد حساني. بعدها أخرجت أعمالاً لمؤلفين كبار مثل سليمة خضير، عبد الباري العبودي، صباح عطوان وغيرهم. ورغم ذلك كان شغفي الأكبر بالبرامج المنوعة، حيث وجدت نفسي أكثر قرباً منها.
ــ هل بدأت مباشرة بإخراج البرامج التلفزيونية؟
ــ نعم، عملت مع الراحل عبد الهادي مبارك في برنامج (حقيبة المنوعات) لأكثر من أربع سنوات كمساعد مخرج، ثم قدمت برنامجي المنوع (59 دقيقة منوعات).
ــ وماذا عن إخراج الأغاني؟
ــ كان لي شرف إخراج العديد من الأغنيات لنجوم الطرب العراقي مثل حسين نعمة، كاظم الساهر، فاضل عواد، صباح السهل، قحطان العطار، ياس خضر، أمل خضير، محمود أنور، سعدون جابر، أنوار عبد الوهاب وغيرهم، إضافة إلى جيل الشباب في الثمانينيات والتسعينيات.
* هل سعيت لتقديم شيء جديد في إخراج الأغنية العراقية؟
ـ  كنت أول مخرج عراقي يستخدم الكاميرا في التصوير الخارجي للأغنية، بعد أن كان استخدامها يقتصر على نشرات الأخبار. كما سافرت إلى فرنسا لدراسة التلوين والخدع التلفزيونية لمدة عام كامل.
* هل تعتبر نفسك ممن أضاف للأغنية العراقية شكلاً جديداً؟
ـ  نعم، أشعر أنني أسهمت في ظهور وانتشار عدد من المطربين الذين أصبحوا نجوماً مثل كاظم الساهر، حاتم العراقي، علي محمود العيساوي، سهى عبد الأمير، نزار الخالد وغيرهم.
ــ وماذا عن إخراج اللقاءات الفنية على الهواء؟
ــ أخرجت لقاءات مع فنانين عرب وعالميين مثل جينا لولوبريجيدا، دين ليرد، صباح، كوكوش، نصري شمس الدين، فؤاد حجازي، سميرة سعيد، موفق بهجت. كما صورت أغنيات لمطربين لم يكملوا مسيرتهم مثل كمال محمد وستار جبار.
ــ ما البرنامج الأقرب إلى قلبك؟
ــ أعتز كثيراً ببرنامج (عدسة الفن) الذي قدّمته المذيعة خيرية حبيب، وبقي في ذاكرة المشاهد العراقي لثماني سنوات.
ــ هل من مواقف طريفة أو مؤثرة خلال عملك؟
ــ من أبرزها لقائي بالملحن الكبير رضا علي في (عدسة الفن). كان ممنوعاً من بث أغنياته، وبعد ظهوره في البرنامج فوجئت في اليوم التالي ببث أغانيه مجدداً. اكتشفت لاحقاً أن قرار المنع صدر من الرئيس أحمد حسن البكر لأنه كان يحلق شاربه ولحيته! كدت أدخل السجن حينها. 
* ما الذي تعتبره ابتكاراً خاصاً بك؟
ـ  لي الشرف أن أكون أول مخرج استخدم تقنية الـ(سكرين) في فيلم (كبرياء التحدي) عن الرياضة، والذي عُرض في سينما النجاح. كما كنت وراء تقديم وجوه جديدة في عالم الغناء، مثل كاظم الساهر وحاتم العراقي وسهى عبد الأمير.
* نسمع أن لك قصة خاصة مع الفنان كاظم الساهر؟
ـ  صحيح. ظهر كاظم الساهر لأول مرة عام 1982 ضمن سهرة تلفزيونية من نينوى، وغنى (ورد العشك) من ألحانه وكلمات الشاعر كاظم مقصود. بادرت بتقديم الأغنية إلى قسم التنسيق ليُعتمد كمطرب جديد، رغم أن القوانين آنذاك كانت تمنع عرض أغانٍ لمطربين شباب دون إجازة رسمية. تحملت مسؤولية عرض الأغنية، لأنني كنت واثقاً من موهبته وتوقعت له الشهرة، وقد صدق حدسي.
* ما الأعمال الأخرى التي تعتز بها؟
ـ صورت أغنيات لمطربات رائدات مثل زكية جورج، منيرة الهوزوز، سلطانة يوسف، بدرية أنور وصديقة الملاية. كما شاركت في مهرجان تلفزيون بغداد الدولي وحصلت على جائزة عام 1984. ومن الأغاني التي أخرجتها: (جاوبني تدري الوكت) لحسين نعمة، (ضوة خدك ويلوموني) لفاضل عواد، وأعمال لياس خضر، أمل خضير، ستار جبار، كمال محمد، قحطان العطار، أحلام وهبي وغيرهم. كما كانت لي مشاركات في مهرجانات عربية وعالمية.
* وماذا عن مشاريعك القادمة؟
ـ  لدي رغبة كبيرة في إخراج عمل تلفزيوني كبير يوثّق تجربة الملحن العراقي الكبير صالح الكويتي، وقد بدأت مشاورات مع الفنان سعدون جابر بهذا الخصوص، وننتظر جهة إنتاجية تتبنى المشروع.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير