رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أول فيلم ناطق في التاريخ


المشاهدات 1125
تاريخ الإضافة 2025/08/26 - 9:19 PM
آخر تحديث 2025/08/27 - 7:19 PM

حين نذكر بداية السينما الناطقة يقفز إلى الذهن اسم « The Jazz Singer». ليس لأنه أول تجربة في مزج الصوت بالصورة على الإطلاق، فالمحاولات التقنية سبقت ذلك، بل لأنه الفيلم الذي فتح الباب رسميًا لعصر جديد وأقنع الجمهور وصنّاع الأفلام معًا بأن زمن الصمت انتهى. عُرض الفيلم عام 1927 من إنتاج وارنر براذرز وإخراج (آلان كروسلاند)، وبطولة (آل جولسون) الذي كان نجم مسارح معروفًا بصوته وحضوره. المهم أن العمل لم يكن ناطقًا بالكامل، فقد ظل جزء كبير منه على الطريقة الصامتة مع بطاقات الحوار، لكنه قدّم مقاطع مسموعة ومغنّاة ومسجّلة بتقنية فيتافون، وكانت كافية لتغيير التاريخ. قصة الفيلم بسيطة وقادرة على لمس الجمهور. شاب موهوب في الغناء يهرب من قدر عائلته الديني الصارم ليطارد حلمه على المسرح. الصراع بين الواجب العائلي والرغبة في الفن شكّل أرضًا إنسانية سهلة الفهم، ومع دخول الصوت صار الغناء جزءًا من الدراما لا زينة إضافية فوقها. في إحدى اللحظات يطلق (آل جولسون) جملته الشهيرة التي صارت علامة على ولادة الصوت في السينما حين يقول «انتظروا قليلًا، أنتم لم تسمعوا شيئًا بعد.» لم تكن الجملة طويلة، لكنها وصلت كصفارة إعلان عن عصر يطرق الباب.
التقنية التي حملت الفيلم إلى هذا التحول كانت فيتافون. الفكرة أن الصوت يُسجَّل على أسطوانة منفصلة ثم يُشغَّل في القاعة متزامنًا مع عرض الشريط. بدا الأمر بسيطًا، لكنه كان يتطلب دقة كبيرة من عمّال العرض في كل صالة حتى لا يسبق الصوت الصورة أو يتأخر عنها. بعد نجاح التجربة بدأت حركة واسعة لتجهيز دور العرض بمعدات الصوت، وخلقت هذه الخطوة سوقًا جديدة لشركات الأجهزة وشبكات الكهرباء، كما أعادت الاستوديوهات تصميم مواقع التصوير لتتناسب مع الميكروفونات الحساسة. ما حدث بعدها يشبه كرة ثلج تتدحرج. خلال عامين فقط تقلّصت أفلام الصمت إلى حدود ضيّقة، وظهر سيل من الأفلام الغنائية والموسيقية التي تستعرض البراعة الصوتية لممثلين ومطربين. 


تابعنا على
تصميم وتطوير