تنطلق هذا الأسبوع الدورة الثانية والثمانون من مهرجان البندقية، أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، مع ترقب حضور كوكبة من النجوم، من جوليا روبرتس إلى جورج كلوني، بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام التي يُتوقَّع أن تؤثر في الحاضرين.
بدءا من اليوم ستتوافد ألمع الأسماء في القطاع السينمائي إلى مدينة البندقية الراقية التي تجذب سنويا مئات المعجبين الآملين في رؤية نجومهم المفضلين عن قرب.
وتشهد هذه الدورة عودة الأميركيين غوس فان سانت وكاثرين بيغلو اللذين لم يصوّرا أي عمل منذ سنوات، بالإضافة إلى الكوري الجنوبي بارك تشان ووك، بعد غياب عن المهرجان دام 20 عاما.
ويتنافس واحد وعشرون فيلما للفوز بالأسد الذهبي الذي ناله العام الفائت فيلم “ذي روم نكست دور” للمخرج بيدرو ألمودوفار، وهو عمل يتناول نهاية الحياة.
ومن المتوقع أن يُجسّد فيلمان أبرز القضايا الراهنة في العالم، “لو ماج دو كرملين” للفرنسي أوليفييه أساياس، وهو عمل مقتبس من رواية من الأكثر مبيعا تتناول قصة مستشار مقرب من فلاديمير بوتين، وفيلم “صوت هند رجب” للمخرجة الفرنسية – التونسية كوثر بن هنية.
ومن المنتظر أن يُحدث هذا الفيلم “تأثيرا قويا على الحاضرين،” بحسب المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا الذي تأثر بشدة عند الإعلان عن اختيار الفيلم في نهاية يوليو. وقال “آمل ألا يحدث أي جدل.”
ويتناول الفيلم قصة وفاة فتاة فلسطينية في غزة مطلع عام 2014، وهي تحاول الفرار مع عائلتها خلال هجوم إسرائيلي، ويتضمّن تسجيلات أصلية لمكالمات الطوارئ.
وفي إشارة إلى هذا الفيلم ذكرت إدارة المهرجان أنّ “بينالي البندقية ومهرجان البندقية السينمائي الدولي لطالما كانا، على مر تاريخهما، منبرين للنقاش المفتوح والحساس بشأن كل القضايا العاجلة التي تواجه المجتمع والعالم.”
جاء ذلك ردا على رسالة مفتوحة وجّهها فنانون إيطاليون السبت، دعوا فيها إلى اتخاذ موقف وإدانة الحرب في قطاع غزة التي اندلعت بعد هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في أكتوبر 2023.
من بين الأفلام المرتقبة الأخرى عمل مُقتبس من رواية “الغريب” لألبير كامو، من إخراج فرنسوا أوزون، وفيلم “ذي سماشينغ ماشين” من بطولة دواين جونسون المعروف بـ”ذي روك”، بدور مقاتل فنون قتالية مختلطة قد يؤهله للفوز بجائزة أوسكار، خصوصا مع التحول الجسدي الكبير الذي قام به من أجل الفيلم.
وقالت صحيفة “هوليوود ريبورتر”: “نظريا، لدينا واحد من أفضل مهرجانات البندقية السينمائية منذ سنوات. وهذا ليس بالأمر البسيط.”
وغالبا ما يُنظر إلى مهرجان البندقية السينمائي على أنه منصة انطلاق مهمة لجوائز الأوسكار الأميركية، إذ يتيح مساحة واسعة للأفلام الهوليوودية ومنصات البث الرقمي، على عكس منافسه مهرجان كان الذي يركز على دعم السينما التقليدية في دور العرض.
وتتنافس ثلاثة أفلام من نتفليكس على جائزة الأسد الذهبي: فيلم “فرانكشتاين” للمخرج غييرمو ديل تورو ومن بطولة أوسكار أيزك، وفيلم “إيه هاوس أوف داينامايت” للمخرجة كاثرين بيغلو، وهو فيلم تشويقي عن البيت الأبيض، وفيلم “جاي كيلي” للمخرج نواه باومباخ، من بطولة جورج كلوني في دور ممثل يمرّ بأزمة.ومن اللحظات المنتظرة حضور جوليا روبرتس هذا الحدث. وستُشارك النجمة للمرة الأولى في مهرجان البندقية من خلال فيلم “أفتر ذي هانت” للمخرج لوكا غوادانينو (خارج المنافسة) والذي يتناول قضية اعتداء جنسي في جامعة أميركية.
ومن التعاونات الأخرى المرتقبة، تعاون إيما ستون مع يورغوس لانثيموس في فيلم “بوغونيا”، بعد نجاح فيلم “بور ثينغز” الذي نال جائزة أوسكار وجائزة الأسد الذهبي.
وسيرأس لجنة التحكيم المخرج الأميركي ألكسندر باين، وسيُعلَن عن اسم الفائز بالدب الذهبي في السادس من سبتمبر المقبل.
وسيُكرّم المهرجان في منتصف دورته الممثلة كيم نوفاك، التي ارتبط اسمها بفيلم “فيرتيغو” لألفريد هيتشكوك، بالإضافة إلى غاس فان سانت الذي سيواكب عرض أحدث أفلامه “ديد مانز واير”.
وستُسلّط الأضواء على إيطاليا خلال ليلة الافتتاح الأربعاء مع فيلم “لا غراتسيا” للمخرج باولو سورينتينو، من بطولة ممثله المفضل توني سيرفيلو.وسيُختتم المهرجان بفيلم “دوغ 51” ذي الميزانية الضخمة، من بطولة الممثلة الفرنسية أديل إكزاركوبولوس.