الفن والتراث العراقيان لا يعرفان حدوداً جغرافية، بل يواصلان رحلتهما من بغداد والبصرة والموصل إلى مدن العالم، ليقدّما صورة حيّة عن أصالة حضارة وادي الرافدين وثرائها الثقافي. ومن هذا المنطلق، شهدت مدينة أوكفل الكندية انطلاقة حدث فني وثقافي بارز يجمع أبناء الجالية العراقية والعربية والجمهور الكندي في تظاهرة إبداعية مميزة.
انطلقت يوم الخميس الماضي في مدينة أوكفل الكندية فعاليات المهرجان العراقي السنوي الثالث للفنون والتراث ، والذي يستمر ثلاثة أيام متتالية، حاملاً رؤية ثقافية وفنية متجددة أسسها الفنان والأكاديمي العراقي  أنور أبو دراغ  عام 2023، لتكون احتفالاً سنوياً يكرّس حضور العراق الحضاري والفني على الساحة العالمية.
وشارك في المهرجان عدد من الفرق الفنية التي جرى إعدادها ضمن أكاديمية مقامات الدولية للفنون والتراث  (تأسست عام 2019)، منها: فرقة الجالغي البغدادي، فرقة الخشابة البصرية، فرقة الفنون الشعبية، وفرقة المربعات ، حيث قدّمت عروضاً تجسد تنوع الموسيقى والفنون العراقية الأصيلة.
كما تضمن المهرجان معرضين للتصوير الفوتوغرافي يوثّقان حضارة وادي الرافدين ومعالمه الأثرية البارزة، إضافةً إلى استضافة أسماء بارزة من المشهد الثقافي العراقي مثل الشاعر  مأمون النطاح . أما ختام الفعاليات فسيكون بحفل فني يشارك فيه كل من  أنور أبو دراغ، نوفا عماد، وسلافة غانم حداد .ومن الجدير بالذكر ان المهرجان مثل جسراً للتواصل الثقافي بين العراق وكندا، وفرصة لتعريف الجمهور الكندي والعربي بثراء وتنوع الفنون العراقية، مؤكداً أن الثقافة والفن هما اللغة الأصدق للتقارب بين الشعوب، لاسيما في زمن الهجرة والاغتراب.