رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشارع العراقي والشارع الرياضي


المشاهدات 1085
تاريخ الإضافة 2025/08/19 - 10:09 PM
آخر تحديث 2025/08/20 - 9:38 AM

بينما ينشغل الشارع العراقي منذ أيام بل أسابيع بأحداث جسام على كل المستويات فإن الشارع الرياضي يلهو بخرافة ان الكرة زاد الشعب وشغله الشاغل وحبه  الوحيد، والامر ليس كذلك حين نحتكم الى الاستبيانات العلمية الدقيقة حتى ان الامر لا يحتاج أصلا الى استبيان، إذ ان تدوين دقيق لمجريات اليوم العراقي في البيت والشارع والمؤسسات  والأسواق وبين الاهل والاقارب تقودك الى نتيجة ان انتخابات اتحاد كرة القدم وما فيها من لبس وهمس ودهس فيما بين اهل الكرة ومن والاهم من الإعلاميين والحواريين تكاد لا تشكل نسبة تذكر في اهتمام الناس .
على الاعلام الرياضي ان يكون علميا في تصنيف وترتيب جدول أولوياته لا سيما الالكتروني والفضائي منه، وان يبتعد عما يجلب النكد وهو يظن ان عناوين الاثارة التي صار يصنعها الضيوف في البرامج وأصحاب الشأن اكثر من المعدين والمقدمين لتلك البرامج تشغل الشارع العراقي، وغاب عن الاذهان انما هي  زوابع في فناجين فارغة تركت على طاولات “فاتحة “ خسرانة !
ان انتخابات اتحاد كرة القدم صورة مأساوية تعكسها مرآة الحقيقة المرة عن رياضتنا عموما ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص، وحين نقول رياضتنا عموما فإننا نفرق بين رياضتين، الأولى اولمبية مؤسساتية تحكمها المبادئ الأولمبية والرغبة الادارية المهنية في التطوير والارتقاء، ورياضة أخرى استعبادية رائدها المصلحة الشخصية المادية التي ليس مهما كيف تنتزع فكل الوسائل مباحة في هذه الرياضة المستباحة كرامتها تحت وطأة الفهم المتخلف للاحتراف الرياضي .
حين تتابع البرامج على القنوات التلفزيونية الفضائية وعلى المنصات الالكترونية وما يترشح عنها الى المجموعات “ الكروبات “ في التطبيقات المختلفة تصدم من هذا الكم الهائل من الخبث والتدليس والاحتيال والاكاذيب، وتبلغ المأساة ذروتها حين تعلم ان هذا النجم المرموق يكذب عليك وهو يتسلى بظهوره على الشاشات من غير خجل وهو يناور لتحقيق غاية غير مشروعة، وتشق “ هدومك “ وأنت تتابع آخرين يزينون “لهذا “ فعله ويشيدون بدهائه ويسوغون ما يأتي به من افاعيل على ان الانتخابات معركة وكل الأسلحة مشروعة في المعارك !!
حجة داحضة ومنطق خال من روح المنطق وبيع بثمن بخس في “بسطية “ الضمائر المنتهية الصلاحية.. هذا هو مشهد الشارع الرياضي بمقترباته ومولاته ومحطات تزويد الأكاذيب المنتشرة على جنباته الاحترافية .. اين هذا الشارع من هموم وقضايا الشارع العراقي المكتوى بنار صيف  لاهب تسعره نيران الفساد وتقلق ساعاته نذر غد مجهول العواقب ..
دعوا انتخابات القدم وابحثوا عن سبل إزالة المنظومة بأكملها فأكثرهم صلاحا قد سرت اليه عدوى الجذام وما عاد ينفع دواء، اعزلوهم لدورة او دورتين لعل ينجو منهم صاحب وشالة ضمير .. وللشارع الرياضي جانب آخر اقل مطبات وفيه بوادر تصليح وإصلاح قد نسير فيه عبر مقال قريب .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير