إعلان مثير، صادم، مُستفز، كشفت عنه شركة Kaiwa Technology الصينية، حينما أعلنت عن تطوير أول روبوت بشري قادر على الحمل والولادة!
فما تفاصيل هذا الإعلان والتحدي الكبير؟
- الروبوت مزوّد برحم صناعي مُدمج يُجسّد رحم المرأة الطبيعي، مع سائل أمنيوسي صناعي يحاكي السائل المحيط بالجنين، بالإضافة إلى أنبوب تغذية يعمل مثل الحبل السري.
- تحاول الشركة المطوِّرة توفير بيئة شبيهة تماماً بالرحم البشري، بحيث يحاكي الروبوت العملية الكاملة للحمل منذ التخصيب وحتى الولادة، ولمدة تصل إلى عشرة أشهر.
- من المتوقع طرح النموذج الأولي للروبوت عام 2026 بسعر يقارب 13.900 ألف دولار، ليستهدف النساء الراغبات في تجنّب الحمل الجسدي أو من يعانين من مشكلات العقم.
وهنا السؤال الواجب طرحه … ما أبرز دلالات هذا الابتكار ومضامينه العميقة؟
- إشكاليات أخلاقية وإنسانية تتعلق بالهوية الأبوية والإنسانية للطفل: من تُعتبر أمه؟ المبرمجة؟ أم المتبرعة بالبويضة؟
- احتمالية تسليع البشر؛ فحين تُباع روبوتات قادرة على الحمل، فهي ليست مجرد أجهزة ذكية فقط، بل نبدأ بتسويق حياة إنسانية داخل منظومة إنتاج واستهلاك تجاري.
- مخاطر الاستغلال غير الأخلاقي، مثل استخدام الروبوتات لأغراض الاتجار بالبشر أو ممارسات غير إنسانية.
- وجود فراغ تشريعي خطير، إذ لا توجد قوانين واضحة لتنظيم استخدام الأرحام الصناعية، ما قد يؤدي إلى تجاوزات وانتهاكات جسيمة.
الخلاصة
إن محاولة صناعة نماذج لـ”الأمومة الاصطناعية” تمثل قفزة خطيرة على منظومة القيم الثقافية والدينية والاجتماعية، فالمشروع لا يقتصر على صناعة روبوت جديد، بل يعيد تشكيل العلاقة بين الجنين وأمه، ويعيد رسم هيكل العائلة، ليفتح الباب أمام عالم بلا أمهات، حيث يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف معنى الإنسان وتفكيك مفهوم الأمومة وهويتها البشرية الطبيعية.