مع استمرار تدهور الأوضاع في قطاع غزة يوماً بعد يوم، عاد العديد من مشاهير العالم للحديث عن الأوضاع المأساوية في القطاع والتنديد بالسياسات والإجراءات الإسرائيلية. جاء حديث بعضهم بمثابة كسر لصمت طويل تجاه القضية الفلسطينية، كان أبرزهم الفنانة مادونا التي طالبت مؤخراً البابا ليون الرابع عشر بزيارة غزة.
وصف الكثيرون فرقة U2 بأنها تتخذ موقفاً مزدوجاً من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى الرغم من صمت أعضاء الفريق منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2025، عادت الفرقة الإيرلندية لمشاركة رسالة في 10 أغسطس الحالي عبر موقعها الرسمي وحساب إنستغرام تضمنت بيانات فردية من كل عضو.
اختلفت بيانات أعضاء الفريق، حيث انتقد بونو هجمات حماس في 7 أكتوبر، إلا أنه وصف إسرائيل في الوقت ذاته بالفشل الأخلاقي، مضيفًا: “إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تستحق اليوم إدانتنا القاطعة والواضحة.
ومن جهته، استخدم عازف الغيتار “ذا إيدج” وصف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي إزاء ما يحدث في غزة، وعقد مقارنات تاريخية مع ما حدث في إيرلندا، قائلاً: “لقد صُدمنا جميعًا بعمق ونشعر بحزن بالغ إزاء المعاناة التي تتكشف في غزة. ما نشهده ليس مأساة بعيدة - بل هو اختبار لإنسانيتنا المشتركة”.
سلطت المغنية وكاتبة الأغاني أوليفيا رودريغو الضوء مؤخراً عبر رسالة على إنستغرام على الأزمة الإنسانية في غزة ووصفتها بأنها “مروعة وغير مقبولة تمامًا”.
كتبت أوليفيا رودريغو: “لا توجد كلمات تصف الحزن الذي أشعر به وأنا أشاهد الدمار الذي يلحق بالأبرياء في فلسطين. الأمهات والآباء والأطفال في غزة يتضورون جوعًا، ويعانون العطش، ويُحرمون من الرعاية الطبية الأساسية والمساعدات الإنسانية”.
تابعت: “لا يوجد طفل في إسرائيل أو فلسطين أو في أي مكان في العالم يستحق أن يمر بما نراه يعيشه هؤلاء الأطفال. إنه أمر مروّع وغير مقبول تمامًا. التخلي عنهم هو تخلي عن إنسانيتنا المشتركة”.
في الوقت ذاته، أعلنت رودريغو عن تبرع شخصي لليونيسف لدعم ضحايا الصراع، وشجعت متابعيها على المساهمة أيضًا.
قبل أيام قليلة، خرجت مادونا عن صمتها من خلال رسالة نشرتها عبر حسابها الشخصي على إنستغرام، ناشدت فيها البابا ليو الرابع عشر زيارة غزة، قائلة: “هو الوحيد بيننا الذي لا يمكن منعه من الدخول”، وينبغي أن “يجلب نوره للأطفال قبل فوات الأوان.
وأكدت أن السياسة لا يمكن أن تحل الأزمة، لذا لجأت إلى رجل من رجال الله للمساعدة، مشيرة إلى أن أبناءها هم الدافع وراء تلك الرسالة، خاصة في ظل احتفالها بعيد ميلاد ابنها روكو.
وأوضحت مادونا: “أشعر أن أفضل هدية أستطيع أن أقدمها له كأم هي أن أطلب من الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم لإنقاذ الأطفال الأبرياء العالقين في نيران غزة”..
على مدار السنوات، كانت فرقة راديوهيد رافضة للأصوات المؤيدة لفلسطين، من خلال التقليل من أهمية دعوات المقاطعة أو مواجهة السياسات الإسرائيلية.
كان هذا الموقف واضحاً بشدة حين واجهت الفرقة دعوات من الفنانين والناشطين عام 2017 لإلغاء حفل مخطط له في تل أبيب. لكن المغني توم يورك دافع عن الحفل واعتبر المقاطعة “متغطرسة”، مشددًا على إيمان الفرقة بـ”التبادل الثقافي”.
تسبب التحول في موقف يورك بجدل كبير، خاصة بعد أن أصدر بياناً اعترف فيه بما شعر به بعد أن صرخ مؤيد لفلسطين في وجهه بشأن الحرب خلال حفله في أستراليا عام 2024، مشيراً إلى أنه لم يتفاعل في تلك اللحظة لأنها لم تكن مناسبة لمناقشة الكارثة الإنسانية في غزة، مضيفاً أنه صُدم لأن صمته اعتُبر تواطؤاً .
وفي بيانه، أدان يورك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، متهمًا إياهم باستغلال الحزن لفرض السيطرة على غزة والضفة الغربية، واصفًا حصار إسرائيل بأنه “مروع”.
وكتب عضو الفريق: “أعتقد أن نتنياهو وطاقمه من المتطرفين خرجوا عن السيطرة ويجب إيقافهم، وعلى المجتمع الدولي أن يمارس أقصى ضغط عليهم لوقف ما يفعلونه. إن ذريعة الدفاع عن النفس سقطت منذ زمن بعيد، وحلّت محلها رغبة واضحة في السيطرة على غزة والضفة الغربية بشكل دائم”.