رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مرشحون أم سحرة ؟


المشاهدات 1794
تاريخ الإضافة 2025/08/11 - 9:54 PM
آخر تحديث 2025/08/19 - 7:58 PM

كل المرشحين لانتخابات اتحاد كرة القدم يقدمون مشاريع تطوير الكرة العراقية مما أساء لهذه المفردة الخطيرة التي تحتاج الى عقول كبيرة، ومن نافلة القول ان نبين ان العقل الكبير ليس بالضرورة يكون داخل الرأس الكبير .
كما ان التطوير يحتاج الى من يمتلكون خبرات حقيقية، ومرة أخرى ومن نافلة القول أيضا نؤكد ان الخبرات ليست بالضرورة تتراكم بعدد السنين الذي يقضيها الشخص في مكان معين، فهناك من ينفق سنوات وسنوات في مكان عمله وهو لا يزيد بشيء من أي فضل على  الكرسي الذي يجلس عليه، فكيف الحال إذا كان هذا الشخص أساسا لا يجلس لانه مشغول بالتحضير لإيفاد يعقبه ايفاد، وعلى الرغم من فوائد السفر الكثيرة إلا ان هذا الشخص الاتحادي الافتراضي لا يكسب من هذه الفوائد إلا ما يزيده غربة عن مهنته او لعبته او معيته لانه لا يرى ابعد من ارنبة انفه ..
إن هوس الحديث عن التطوير انما هو نوع من الاعتراف الصريح بالتخلف، وان هؤلاء المهووسين بهذه المفردة لا يدركون معناها وما تتطلبه ترجمتها الى واقع حقيقي من جهود، ومن زمن ومن ثقافة تتجلى في السلوك اليومي أخلاقيا ومهنيا كي تتحقق ..
إنهم يظنون أنفسهم سحرة يملك كل واحد منهم عصا لتغيير الحال او تطويره على حد زعمهم ومستوى فهمهم، ومن المفارقة ان هؤلاء السحرة في سيرك الانتخابات يعلمون علم اليقين ان جمهورهم والناس أجمعين يضحكون ليس سرا بل علانية من اطروحاتهم “وخططهم التطويرية “ قياسا على ما في الواقع من مصائب، ولكن كما يبدو ان دسم الامتيازات يسوغ اهدار الكرامات، وهل هناك من هدر لكرامة المرء اكبر من ان يقول ما لا يفعل ويعد بما يعلم جيدا انه ليس اهلا لتنفيذه .
إن لجوء السحرة لإنجاح “ سحورتهم “ الى الزيارات المكوكية لنشر الصور ذات الايحاءات المختلفة حول القوة والمقبولية انما هي ورقة خاسرة، لان العمل هو الذي يزكي صاحبه وليس الابتسامات الشاحبة التي تظهر خواء المبتسم وسخرية المبتسم معه منه !!
الرياضة العراقية وليس اتحاد القدم فقط بحاجة الى ثورة إدارية تؤدي الى تطوير اداري حقيقي ينجز بخطط الخبراء واهل العلم، وبصبر المنفذين من غير استعجال اللحظة الإعلامية والمردود المادي الحرام.. إن أصحاب مشاريع التطوير الحقيقيين هم الذين لم يعلنوها بعد لان كرامتهم لا تسمح لهم اللعب على الحبال مع سحرة الانتخابات .
إن كذبة التطوير لن تختفي إلا باختفاء امتيازات أعضاء الاتحادات، ولا شك ان كل اهل الشأن يعرفون جيدا الفرق بين الاستحقاق المشروع في العمل وبين الامتياز المصطنع المغلف بسوليفان التدليس على القانون، وقبله على الضمير طبعا .


تابعنا على
تصميم وتطوير