رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ليس بالعنف والهيجان تدار الاوطان


المشاهدات 1088
تاريخ الإضافة 2025/08/10 - 10:08 PM
آخر تحديث 2025/08/11 - 9:38 AM

أثار  الخلاف والجدل الدائر  داخل قبة البرلمان العراقي مؤخرا  بين رئيس البرلمان ونائبه واعضاء المجلس  جدلا كبيرا بين المواطنين واعتبر البعض هذا الجدال حالة غريبة ومستهجنة وبعيدة كل البعد عن اللياقة المفروض ان يتحلى بها عضو المجلس الذي يمثل الشعب ولايمثل نفسه وان اي تصرف يصدر منه ينعكس على ضوابط العمل داخل المجلس  وسمعته٠٠  وبغض النظر عن طبيعة الخلاف واسبابه ومسبباته فان التروي وعدم الانفعال  تحتم ان يكون عضو المجلس بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه وان يبتعد عن العصبية والتشنج او اي ميول طائفية قد تنعكس مستقبلا على طبيعة اللحمة  داخل المجتمع العراقي بعيدا عن الطائفية المقيتة التي نخرت المجتمع العراقي الذي يزخر بتراث حضاري اغنى الحضارة العالمية بالعلم والمعرفة ولانريد الذهاب الى حقبات تاريخية قديمة بل سنعرج على ذكر احداث قريبة تشع نورا وتعكس القيم النبيلة التي يتحلى بها العراقي فطوال فترة الحكم الملكي في العراق كانت تحدث احيانا سجالات ونقاشات ويحتدم الجدل والخصام وتعلو الاصوات  داخل مجلس النواب لكن وللحقيقة ولا مرة فكر اي واحد من اعضاء المجلس ولو بالخطأ ان يمد يده او يتلفظ بالفاظ غير لائقة تجاه الاخر ٠٠ ومن الاحداث التي وقعت خلال تلك الحقبة كان من اشهر خصوم رئيس الوزراء في ذلك الوقت نوري سعيد العلامة محمد رضا الشبيبي من اهالي النجف الاشرف وذات مرة اشتد النقاش والخلاف فصرخ الشبيبي بوجه نوري سعيد وقال « والله انت دكتاتور « فقال السعيد “سيدنا هو اني دكتاتور ٠٠ تره بس اروح يجيكم واحد يعلمكم شنو دكتاتور « ولم يهدأ الشبيبي بل زاد هيجانه ورمى استقالته وغادر فورا المكان وذهب الى النجف ولم يتحرك نوري سعيد قيد شعره وتركه يغادر وفي صبيحة اليوم التالي  واذا  بنوري سعيد في النجف امام منزل  الشبيبي وبدأ الطرق  على الباب فخرجت زوجة الشبيبي فوجدت ان الطارق هو الباشا نوري سعيد ومعه اثنين من السياسيين فقال لها « العفو السيد موجود « فارتبكت  وقالت “ لا ماموجود بالبيت “ فضحك نوري سعيد وقال باعلى  صوته « عيني كليلة احنا جايين انزور ومن نرجع نريد غدا فسنجون» كررها بصوت عالي حتى يسمعها كل من في البيت ثم مشى بضعة خطوات واذا به يتفاجأ بالسيد الشبيبي يهرول خلفه ويطلب منهم العودة لمنزله فقال له نوري سعيد « ما نتغدا يمك اذا ما شككت  استقالتك وترجع ويانا « وانتهى الموضوع وتم التصالح بين الرجلين ٠٠ هكذا كانت تدار الامور بين ابناء الاصول من السياسيين الحكماء بمدنية وادب وتحضر عالي وليس العنف والهمجية ولغة العدوان مع الاعتذار لكل الاخوة النواب الاصلاء الذين يمثلون الشعب الذي ينحدر تاريخه الى اكثر من ستة الاف عام
 


تابعنا على
تصميم وتطوير