في قلب حي طيراوه بمدينة أربيل، يقع منزل لا يشبه البيوت العادية، بل أشبه بصالة عرض سينمائي تنبض بالحياة. منزل الفنان جوهر أنور، الذي وُلد فيه، وحوّله بسبب حبّه الكبير للفن السابع، إلى “سينما جوهر مومباي، والدخول إلى هذه السينما لا يتطلب أي مقابل مادي، بل إن جوهر نفسه يُقدّم الطعام والشراب مجاناً لضيوفه.
يقول جوهر أنور، مالك السينما، إنها “فرصة لأولئك الذين لا يلتقون في الخارج، يجتمعون هنا مرة في الأسبوع. هناك من لم يرَ صديقه منذ 10 أو 20 سنة، ويأتي هنا ليراه مجدداً. من ألمانيا أو السويد أو دول أخرى، عندما يزورون أربيل لرؤية أقاربهم، لا بد أن يمروا هنا ويشاهدوا سينما جوهر، وتفتح هذه السينما الخاصة أبوابها للضيوف مساء يومي الاثنين والجمعة، وغالبيتهم من محبّي الفن وأصدقاء جوهر.
تُخصّص ليالي الاثنين لعرض الأفلام الأميركية، في حين تُعرض في ليالي الجمعة أفلام هندية كلاسيكية. يقول خالد كريم، أحد زوار سينما جوهر مومباي،: “أنا من أولئك الذين لا يمكن أن يفوّتوا فيلماً لأميتاب باتشان، إلا في حالة وجود أمر طارئ جداً. لأنني فعلاً معجب متعصّب بأميتا. كما يقولون“. أما إدريس محمد، زائر آخر، فيقول: “لا نستهوي مشاهدة هذا النوع من الأفلام في البيت، لكن هنا الأجواء جميلة جداً ونستمتع بها فعلاً”.
تبلغ مساحة المنزل 130 متراً مربعاً، وتتّسع السينما لحوالي 50 شخصاً. وقد جُهزت بشاشة عرض بحجم 3×6 أمتار ونظام صوت “هوم سينما”. وبلغت تكلفة إنشاء هذه السينما نحو 30 ألف دولار، تحمّلها الفنان جوهر بالكامل على نفقته الخاصة.
من بين الزوار الجدد للسينما، الممثل البغدادي مجد الخضر، الذي عد التجربة “جميلة جداً”، مضيفاً: “كنت أضحك فقط عند دخولي. شغفه بالسينما والتمثيل بصورة عامة، وبالفن، دفعه لاتخاذ هذه الخطوة، أي أن يهدم جزءاً من بيته ليحوّله إلى سينما”..
ووصف قيام شخص ما بتحويل منزله إلى سينما مجانية بأنه “تصرف ينمّ عن ثقافة وإنسانية”.
وُلد جوهر أنور عام 1956 في حي طيراوه بأربيل، وشارك كممثل في عدد من الأفلام والأعمال المسرحية.
في سبعينيات القرن الماضي، كان أول من امتلك سينما متنقلة في أربيل. كما أدار لاحقاً سينما صلاح الدين، وبسبب حبه الكبير لهذا الفن، قام بشراء تلك السينما أيضاً.