“ غادرنا المكان، لكنه لم يغادرنا”، هذه العبارة اختصرت واختزلت كل رحلتنا الى مكة والمدينة لأداء العمرة، العام الماضي خلال شهر تشرين الثاني “ نوفمبر”، نحن مجموعة من الكتاب والصحفيين والفنانين، بدعوة كريمة من فضيلة الشيخ سامي المسعودي رئيس هيئة الحج والعمرة، وترتيب من الزميلين الدكتور علاء الحطاب رئيس مؤسسة خطى، والحاج حسن الكناني الناطق الرسمي للهيئة . والعبارة الآنفة الجميلة، والبليغة “ غادرنا المكان، لكنه لم يغادرنا” للدكتور طه جزاع جاءت ضمن كتيبه الجميل والمعبر “ اللطائف في رحلة مكة والمدينة والطائف”..
ولهذا الكتاب قصة طريفة أبطالها أعضاء كروب مختصر يضم ٧ من الزملاء الاعلاميين والكتاب، وطبيبا واحدا عاشقا للشعر والثقافة، وبالذات شعر الجواهري “ محمد مهدي شاعر العرب الاكبر”. الكروب اسمه “ القلم وما يسطرون” . أما أعضاؤه فهم زيد الحلي، طه جزاع، حمزة مصطفى، هاشم حسن، رباح آل جعفر، عبد الهادي مهودر، علاء المحمداوي، ستار سعدون، محمد خليل التميمي. مؤلف الكتيب هو د. طه، بينما بقية أعضاء الكروب وقعت عليهم مهمات متعددة، بدءاً من تغيير العنوان الذي اقترحه بصيغته الحالية الاستاذ رباح آل جعفر، أو التصميم الذي تولاه أبو فرات ستار سعدون، مستعيناً بمجموعة صور التقطها أبو صادق “ محمد خليل” ، ومنها صورة نادرة للغلاف أثناء عاصفة مطرية ، والطباعة أشرف عليها الاستاذ زيد الحلي.
المهم ظهر الكتاب ذو التداول المحدود، لا لسرية ما فيه من معلومات، بل لأن تلك الرحلة الجميلة والفريدة، رأى د . طه ضرورة توثيقها، كتابةً وتصويراً، بدءاً من وصولنا إلى مطار المدينة المنورة ، وإلى مكة المكرمة، ومن ثم رحلتنا “ التاريخية” التي لا تنسى الى مدينة الطائف، والتي وثقنا فيها واحدة من اجمل ذكريات العمر والرحلة، ونحن نستطلع ما كان قد مر به النبي الأكرم محمد “ صلى الله عليه وآله سلم”، متتبعين خطواته المباركة في بستان “ عداس” ، ذلك النصراني العظيم الذي لم يكتف بأن آوى النبي، بل تولى حمايته من أهالي ثقيف قبل اسلامهم في النهاية. ولعل من بين أطرف ما اشار إليه د . طه، غداؤنا في طريق العودة من الطائف، وورطة صديقنا الكبير زيد الحلي المزدوجة مع لحم التيس اولاً، وتمر العجوة ثانياً، الذي اشترى منه كميات كبيرة هدايا لأسرته وأصدقائه . وكذلك اصراري على العودة بعد ان تسربت اخبار تأخير رحلتنا، حيث قررت العودة من مطار جدة، وهو ما تناوله الدكتور في فصل بعنوان “العودة الى المدينة من دون حمزة”.
واختتم أنهم إن كانوا قد عادوا الى المدينة بدوني، فإننا كنا ذهبنا الى اداء العمرة، من دون الزملاء رباح آل جعفر، والنطاسي علاء المحمداوي، وعبد الهادي مهودر .