رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
صلاح كرم .. ذاكرة الصورة العراقية وصانع الدراما


المشاهدات 1421
تاريخ الإضافة 2025/08/03 - 10:30 PM
آخر تحديث 2025/08/07 - 11:26 AM

في مشهد الدراما العراقية، يبرز اسم المخرج «صلاح كرم» كأحد رواد الإخراج التلفزيوني، ممن تركوا بصمة مميزة ورؤية درامية توازي تجارب عربية رائدة. رجل بدأ مسيرته من بغداد، وعبَر من بوابة الخبرة البريطانية إلى استوديوهات التلفزيون العراقي، ثم حمل عدسته إلى الخليج، وتحديدًا دبي، حيث استمر في الإبداع والإنتاج الفني.
 اتصلنا به عبر الواتساب في دبي حيث مقره الحالي، كان صلاح كرم رجلا هادئا، يسبق حديثه تحية مطمئنة، ويملك قدرة على النقش الفني بأسلوب خاص. في هذا الحوار الموسّع، نستعرض محطات من حياته المهنية، وأبرز أعماله، ورؤيته للفن والإنتاج، والتحديات التي رافقته داخل العراق وخارجه.
*  أستاذ صلاح، بدايةً، كيف تعرّف نفسك لمَن لا يعرفك بعد من الجيل الجديد؟
ـــ أنا صلاح كرم علي حسن الوتار، معروف فنيًا باسم  صلاح كرم ، من مواليد العراق سنة 1942. عملت مخرجًا ومنتجًا تلفزيونيًا لما يزيد على أربعة عقود، وأقمت حاليًا في دولة الإمارات العربية المتحدة – دبي. تخصصت في الإخراج والإنتاج التلفزيوني، ودرست في عدد من المعاهد البريطانية، من أبرزها معهد إدنبرة ومعهد بدفورد.
*  كيف بدأت مسيرتك الفنية في الإذاعة والتلفزيون العراقي؟
ـــ انطلقت مهنيًا من دائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية، حيث عملت لأكثر من عشرين عامًا، وتخصصت بإخراج وإنتاج البرامج الدرامية، والمسلسلات، والأفلام الوثائقية والسياسية والثقافية. كانت بداياتي في السبعينيات، وتطورت أدواتي مع الزمن بفضل الورش والدورات، خاصة التي خضتها في لندن.
* ما أبرز الأعمال التي يعدها صلاح كرم محطات أساسية في مسيرته في بغداد ؟
ـــ نعم اتمنى ان لا تخونني الذاكرة فمن بين الأعمال التي أعتز بها كثيرًا: مسلسل  رجال الظل  (27 حلقة)، نال استحسانًا جماهيريًا كبيرًا. نادية  (19 حلقة)، بطولة الفنانة أمل سنان والفنان حسن حسني، كان علامة فارقة في الدراما العراقية. دائمًا نحب  (13 حلقة) مع الفنانة ليلى محمد. الهاجس  (15 حلقة) مع النجمة هند كامل. أبو جعفر المنصور  (17 حلقة). سارة خاتون  (34 حلقة) بطولة ريام الجزائري. إضافة إلى أفلام مثل  الفجر الحزين ، رصاص في الجانب الآخر، وتمثيليات منها «لن نذبح مرتين»، «من يأكل النار»، و»من يعطيني الشمس».
* هل كانت المرأة حاضرة بقوة في أعمالك الدرامية؟
ـــ بالتأكيد، لم تكن البطولة مقتصرة على الرجال فقط، بل شاركت في أعمالي نجمات بارزات مثل أمل سنان، هند كامل، ليلى محمد، ورياض الجزائري. كنت أؤمن بأن للمرأة دورًا جوهريًا في الدراما، وحرصت على أن تكون شخصياتها مكتملة الأبعاد دراميًا وإنسانيًا.
*  ماذا عن مشاركتك خارج العراق بعد انتقالك إلى الإمارات؟
ـــ منذ استقراري في دبي، أسّست وشاركت في إدارة شركات إنتاج مهمة مثل: شركة الخليج للإنتاج السينمائي والتلفزيوني العراقية  (منذ 1992). شركة الوركاء للإنتاج التلفزيوني – دبي . شراكة إنتاجية مع شركة العنود الأردنية ومؤسسة أنجاد فيلم . ركزت من خلال هذه الشركات على إنتاج أعمال عربية ذات جودة عالية، وسعيت إلى فتح باب التعاون مع فنانين ومؤسسات عربية لإحياء الروح الدرامية العراقية ضمن البيئة الخليجية والعربية الأوسع.
*  هل شاركت في تدريب أو تعليم الكوادر الفنية؟
ـــ نعم، درّست الإخراج التلفزيوني وأصول تكوين الصورة في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني في بغداد. كما شاركت في دورات تدريبية ولقاءات تلفزيونية لنقل خبرتي إلى الأجيال الجديدة، وهو واجب أعدّه جزءًا من رصيدي المهني.
*  ما الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك الطويلة؟
ـــ من أبرز الجوائز التي أعتز بها: الجائزة الذهبية من  المهرجان الدولي الثالث لأفلام وبرامج فلسطين . الميدالية الذهبية وشهادة تقدير  من  مهرجان القاهرة الدولي السادس للإذاعة والتلفزيون (1997)  عن مسلسل «رجال الظل». جائزة الإبداع الذهبية وجائزة الفيلم الوثائقي الذهبي عن «حدث في هذا الزمان» ، مهرجان القاهرة الدولي (2000).
وسام الامتياز لأفضل مخرج تلفزيوني للعقد 1990 – 2000 من دائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية. ةجائزة برونزية  من مهرجان القاهرة الدولي (2002) عن «أبو جعفر المنصور».
بالإضافة إلى أكثر من سبع شهادات تقدير من التلفزيون العراقي ونقابة الفنانين.
*  ما آخر أعمالك الفنية؟ وهل من مشاريع مؤجلة؟
ـــ آخر عمل أخرجته كان الفيلم الروائي الطويل أحلام اليقظة  في عام 2013. 
كما قدمت مشروعًا دراميًا ملحميًا مهمًا بعنوان  الحب والأسوار  عن ثورة العشرين، كتب السيناريو الكاتب عبد الإله حسن، وحاز المشروع على إجازة رسمية من لجنة فحص النصوص في شبكة الإعلام العراقي، وموافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء. لكن للأسف، تأجل تنفيذه بسبب عدم توفر السيولة المالية في وزارة الثقافة.
 ما زلت آمل أن يرى هذا العمل النور قريبًا، لأنه يحمل رسالة وطنية وإنسانية توحّد العراقيين.
*  كيف ترى حال الدراما العراقية اليوم من موقعك في الخارج؟ 
ـــ الدراما العراقية تملك طاقات هائلة، لكنها بحاجة إلى رؤية إنتاجية حديثة، دعم مالي حقيقي، وتخطيط ثقافي على مستوى الدولة. نحن نملك كتّابًا، مخرجين، وممثلين من الطراز الأول، لكن للأسف، نعاني من ضعف البنية التحتية للإنتاج، وغياب التوزيع العربي والدولي للأعمال العراقية.
*  كلمة أخيرة لجمهورك ومحبيك من داخل العراق وخارجه؟
ـــ أقول لهم إن العراق سيبقى منبعًا للفن الأصيل، وإن أبناءه قادرون على الإبداع حتى في أصعب الظروف.. أفتخر بأني كنت جزءًا من هذا التاريخ الفني، وسأبقى أعمل ما دمت قادرًا على تقديم صورة حقيقية ومؤثرة عن الإنسان العراقي.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير