الفنان قائد النعماني من مواليد عام 1946 في مدينة النعمانية في محافظة واسط، واسمه الحقيقي قائد فليفل، ثم انتقل بعدها الى الكاظمية، إذ دخل متوسطة الفجر في الكاظمية، وكان الشاعر الكبير مظفر النواب يدرسهم العربية والنشاط الفني، ومن حسن الصدف أن أول عمل مسرحي شارك به كان مسرحية (رأس الشليلة) تأليف يوسف العاني، واخراج الشاعر الشهير مظفر النواب، وربما هذه معلومة تذكر لأول مرة.
وقائد النعماني الفنان المتنوع والقادر على أدوار الحب والشر والسذاجة بمقدرة عالية برز في الأدوار المركبة المتداخلة التي اسندت اليه سواء مع الفرقة القومية للتمثيل في بدايات التأسيس عام 1968 أو الفرق الأهلية مثل فرقة 14 تموز، فرقة المسرح الشعبي، فرقة المسرح الحر، فرقة مسرح الرسالة، ومن أشهر اعماله المسرحية الدبخانة مع المخرج اسعد عبد الرزاق، ومسرحية كان يا ما كان مع قاسم محمد.
دخل أكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية ببغداد عام 1965 وتخرج منها 1969، وحصل على شهادة الماجستير في الإخراج من جامعة كولورادو 1986، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفنون (مسرح، سينما، تلفزيون) من جامعة تكساس 1991، واشتهر قائد النعماني في دول الخليج العربي من خلال برنامج الاطفال الشهير (افتح يا سمسم) الذي ادى فيه شخصية هشام. أما اخر مشاركاته فكانت في المسلسل التلفزيوني العراقي الذي تم تصويره في سورية (رسائل رجل ميت) مع المخرج حسن حسني عام 2008.
انطلق الفنان الرائد قائد منذ البدء بقدرة أدائية عالية ولاسيما انه عمل مع مخرجين محترفين عرفوا بمهنتيهم العالية التي تتميز بذكاء السير في الوسائل التي تؤدي بالممثل للنجاح والشهرة، فقد عمل ممثلاً تحت قيادة الفنانين الكبار أسعد عبد الرزاق ووجيه عبد الغني في فرقة 14 تموز، ولا ينسى دوره في مسرحية (الدبخانه) المسرحية الشعبية التي ما زالت راكزة في أذهان كثير من المشاهدين في دوره المركب من السذاجة والتلقائية الممزوجة بكوميديا بعيدة عن الإسفاف.
شكل قائد في البدء مع الفنانين القديرين سامي قفطان ونزار السامرائي صحبة فنية صادقة سواء في المسرح، أم السينما، أم التلفزيون.. فأدرك كل منهما بعد مسيرة حافلة بالعطاء معنى المسرح والتمثيل أكان في الكوميديا والمأساة، فأبدعوا في أدوار متنوعة محلية وعربية وعالمية، فما كان من الخبير المخرج الفنان قاسم محمد إلا أن يلتقطه في مسرحيته الشعبية الناجحة (كان يا ما كان) في دور حسن أبو الباكله) التي صنع منها قاسم محمد من حكاية قديمة دراما صراع هدفها الكشف عن قدرات الناس التي تكمن في حرصه أن يتواصل مع الحياة كإنسان قادر على أن يحول حياة الجنون إلى العقل السليم. كما شارك في اعمال مهمة بالمسرح كانت أبرزها مسرحيات (نشيد الأرض) ومسرحية (باب الفتوح) التي برع فيها كأي ممثلي محترف على المستوى الرفيع، مسرحية اللص، مسرحية بين المالك والمملوك ضاع التارك والمتروك، مسرحية عرس واويه، مسرحية كلهم أولادي إخراج الراحل: جاسم العبودي.
لذلك فالفنان قائد النعماني لم يتقاعس يوماً ما مع فرقته عن أداء ادوار صغيرة، إلى أن بلغ الأدوار الكبيرة فصنع منه إبراهيم جلال وجاسم العبودي، المخرجان الأكاديميان المحترفان، ممثلاً أكاديمياً خصوصاً بعد تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة منتصف السبعينيات، وكذا الحال مع القدير سامي عبد الحميد الذي تمثلت له عبارة شيخ المخرجين شهادة ليست محلية بل عربية وعالمية .
وكانت ولادة الفرقة القومية للتمثيل في ظل حركة مسرحية وثقافية كان يشهدها الواقع الثقافي العراقي في أوج عطائه ورقيه الإبداعي، مما جعل الفرقة القومية تأخذ مساراً جديداً وتتوج رسمياً لحمل راية المسرح العراقي في المهرجانات المسرحية العربية والدولية وحصلت خلالها على العديد من الجوائز والتكريمات ومن أهمها (مهرجان القاهرة التجريبي ومهرجان دمشق المسرحي ومهرجان قرطاج المسرحي والمهرجان الأردني)، وقدمت عروضاً مسرحية مختلفة في المغرب وتونس، والجزائر، والإمارات، والقاهرة.
وكذلك عمل في الفرقة القومية للتمثيل المخرج الكبير قاسم محمد، وكان يعد ويكتب أغلب عروضه المسرحية مستفيداً من التراث العراقي والعربي. ومن أهم أعماله (كان يا ما كان، شخوص في مجالس التراث، الباب، طير السعد، حكايات العطش والناس)، وعمل المخرج الكبير محسن العزاوي عدة أعمال مسرحية للفرقة وتميز أسلوبه الإخراجي بالاهتمام الكبير بتوظيف السينوغرافيا العالية الصورة والخيال. ومن أهم أعماله (الغزاة). فيما استطاع المخرج هاني هاني من جيل الفنان النعماني أن يقدم عروضاً مسرحية عالية التجريب أكدت حضورها في المهرجانات العربية، ومن أهم أعماله (الناس والحجارة، قصة حب معاصرة، ألف أمنية وأمنية).
وكذلك قدم المخرج والممثل القدير عزيز خيون العديد من الأعمال المسرحية واستطاع أن يحقق حضوراً عربياً ودولياً من خلال عروضه التي امتازت بالتجريب. ومن أهم أعماله (مسافر زاده الخيال). وكذلك قدم المخرجون وجدي العاني وسعدون العبيدي وفخري العقيدي أعمالاً مسرحية عديدة للفرقة القومية وأصبحت جزءاً من تاريخها الفني.
استعانت الفرقة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات بعديد من الممثلين الكبار من ضمن تشكيلتها الإدارية كقائد النعماني وكان وقتها نجما مؤثرا، واستطاع مع نخبة متطلعة باتجاه التجديد والتأصيل أن يجذروا المسرح التجريبي العراقي وانتشاره عربياً وأصبحت هناك اساليب ومدارس خاصة بهؤلاء المخرجين المبدعين، وكان تحديثهم للمسرح العراقي وتجربة الفرقة القومية من أهم اسباب انتشار المسرح العراقي عربياً، بحيث شكلت هذه النخبة من الممثلين والكتاب الكبار وقدموا أجمل العروض المسرحية وحصدوا العديد من الجوائز في المهرجانات العراقية والعربية والدولية وحصلوا على شهادات كبيرة من أهم الشخصيات الفنية في المسرح العربي والعالمي، ومن هؤلاء الممثلين المبدعين (عبد الجبار كاظم، طعمة التميمي طالب الفراتي، راسم الجميلي، غازي التكريتي، عزيز عبد الصاحب، قائد النعماني، محمد القيسي، سليم البصري، كامل القيسي، عبد الستار البصري، عبد الجبار الشرقاوي، سامي قفطان، عزيز خيون، عز الدين طابو، عدنان شلاش، عدنان الحداد، آزادوهي صاموئيل، فاطمة الربيعي، سليمة خضير، سعدية الزيدي، هناء محمد، شذى سالم، إقبال نعيم، عواطف نعيم، فوزية حسن، سمر محمد، زهرة الربيعي)، وغيرهم ممن رفدوا هذه الفرقة بأجمل ما يملكون من أداء رائع للأعمال المسرحية العراقية والعالمية.
لكن مما يلاحظ شكلت بعض الاختراقات خاصة بعد انشغال العراق بالحرب بمنتصف عقد الثمانينيات انتشرت ظاهرة المسرح الاستهلاكي أو التجاري، وللأسف، ساهم فيها العديد من الفنانين، وخاصة أن الفرقة القومية بدأت تنتج مثل هذه الأعمال الهابطة والهادفة الى السخرية من الإنسان ورسالة المسرح العظيمة من خلال توظيف الغجر وبنات الهوى في تلك العروض، وجذب نوع مختلف من الجمهور الى تلك المسارح وخاصة أنها كانت تعرض في أهم قاعات المسرح مثل (الرشيد، الوطني، الاحتفالات، المنصور). ولهذا عزف الكثير من أعضاء الفرقة القومية عن العمل في المسرح، وارتأى القسم الاخر الهجرة خارج الوطن، منهم النعماني.
إن هذه الظروف السيئة لوضع المسرحي العراقي أدت الى اختراق وهيمنة الطفيليين والمتطفلين والسماسرة والتجار للفرق المسرحية وبضمنها الفرقة القومية للتمثيل وتحويل الفرقة من التمويل المركزي الى التمويل الذاتي لإرغام الفنان على العمل في اي نوع تريده السلطة والمؤسسات الرسمية. وما زال الفنان العراقي يعاني من تلك التركة الثقيلة دون حلول لها من قبل المؤسسات الجديدة في دائرة السينما والمسرح وخاصة الفرقة القومية للتمثيل.
كذلك استطاعت الفرقة القومية للتمثيل تقديم عروض مسرحية عديدة تتناول موضوعات الحرب وتأثيراتها الفكرية والاجتماعية على الإنسان العراقي.. إن تلك العروض ما هي إلا وجه آخر من العروض التعبوية التي تدعم توجهات السلطة من خلال ترويج رسائلها الإعلامية، ومنها (إننا لا نريد الحرب، ولكنها عندما تفرض علينا نقاتل)، هذا التحوّل في الحياة المسرحية بالعراق قد لا يُصنع بلحظة إلهام عابرة، بل هو حصيلة تراكم طويل لذاكرة مجروحة، تختزن في أعماقها مشاهد مؤلمة تعذّرت على النسيان كانت هذه الصور بمثابة عبء ثقيل على روحي، لا يمكن الهروب منه. فوجد قائد النعماني نفسه مدفوعاً، لا باختياره إلى فعل اقصائي باتجاه الغربة، ولا بوصفها توثيقاً للدمار، بل كحوار صامت مع المعنى. في غياب الإنسان، تتحوّل الى بوق او أداة قتل إلى الفكر والوطن في حالة سكون، كأنها تتأمل دورها، أو تندم عليه. كما قلنا كان الفنان قائد النعماني عنصرا مؤثرا لا يغيب عن الحضور عن الشاشة ، فشارك في مسلسلات (اللغز) لمعاذ يوسف وكارلو هارتيون هو الابرز بين اعماله، مسلسل (الباشا) والذي يتحدث عن حياة الزعيم العراقي الراحل نوري السعيد، وشارك في هذا العمل نخبة كبيرة من نجوم الفنانين العراقيين إضافة إلى ممثلين من مصر وسوريا، وإخراج: فارس طعمة التميمي، مسلسل مشترك عراقي سوري (رسائل من رجل ميت) من بطولته وبطولة الفنان السوري غسان مسعود والفنانة المطربة العراقية شذى حسون، اخراج الفنان حسن حسني، وكان آخر عمل شارك به قبل وفاته.
في السينما كان حضور قائد النعماني بارزا بل ومؤثرا، وحينما شرع قانون المؤسسة العامة للسينما والمسرح رقم 46 لسنة 75 بتاريخ 29/9/1975 ,وكان اول أنتاج لهذه المؤسسة هو فيلم (الرأس) الذي يعد من الافلام المهمة في تاريخ السينما العراقية وهو أول فيلم عراقي سكوب ملون، وأول فيلم عراقي يخرجه فيصل الياسري في العراق، بعد ان اخرج ستة أفلام طويلة في سوريا، بدأ تصوير الفيلم عام 1976 وعرض للجمهور في 24/1/1977 في صالة سينما بابل، ويختار لبطولته أكثر من خمسين ممثلاً وممثلة منهم الفنان المتألق بالمسرح قائد النعماني.. جاءت تجربته الثانية في فيلم (النهر) سنة 1978 الذي كتب السيناريو له واخرجه فيصل الياسري، وهو مأخوذ عن رواية النهر والرماد لمحمد شاكر السبع، عرض الفيلم في 3/7/1978 في سينما بابل، شارك في التمثيل جمع كبير من الممثلين العراقيين بينهم قائد النعماني، اضافة الى عدد من الرواد، ويبدو أن المخرج فيصل الياسري أراد ان يكرم الرواد المخضرمين ومنهم الرائد حقي الشبلي نقيب الفنانين الاسبق وبطل فيلم ( القاهرة ـ بغداد) الذي اخرجه أحمد بدرخان واسعد عبد الرزاق بطل فيلم (الجابي) الذي اخرجه جعفر علي والمخرج الراحل فالح عبد العزيز الزيدي مخرج فيلمي (عفرة وبدر)، و(العودة الى الريف) وهو والد الدكتور عبد المرسل الزيدي. كما كرّم الفيلم الفنان الراحل ياس علي الناصر بطل افلام (فتنة وحسن) الذأي خرجه الراحل حيدر العمر و(الدكتور حسن) الذي اخرجه محمد منير آل ياسين، ثم أنتجت المؤسسة فيلم (التجربة) للمخرج المصري فؤاد التهامي وكان الفنان قائد النعماني احد ابطاله الفيلم المأخوذ عن قصة لضياء خضير وهذا هو أول فيلم روائي للمخرج الوثائقي فؤاد التهامي.
وبتاريخ 9/4/1979 عرض فيلم (يوم آخر) في صالة سينما بابل وهو من اخراج صاحب حداد في اول فيلم يخرجه للسينما بعد رحلة طويلة في المونتاج بين بيروت وبغداد، استمر عرض الفيلم لمدة اربعة اسابيع، وهو من قائد النعماني، وعدد اخر من النجوم، كتب سيناريو الفيلم صباح عطوان الزيدي، ومحمد شكري جميل وصاحب حداد وادار تصويره نهاد علي، ووضع الموسيقى التصويرية له صلحي الوادي.
كما شارك في عدد من الافلام منها: فيلم الرأس وفيلم الجابي وفيلم يوم آخر وفيلم الزورق وفيلم التجربة وفيلم النهر وفيلم القادسية إخراج صلاح أبو سيف وفيلم المسألة الكبرى، كما شارك كممثل ومساعد مخرج منها في الفيلم الامريكي ثلاثة ملوك عام 2000 بطولة جورج كلوني وإنتاج شركة ورنر بروذرز، فلم الانتقام، فيلم السيد صدام، فيلم بغداد تكساس.
في عام 1986 حصل الفنان المسرحي قائد فليفل النعمان على إجازة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة (4) سنوات، اثنتان منها للماجستير واثنتان منها للدكتوراه وكانت فرصة له للهروب من النفق المظلم الذي دخل المسرح فيه، لكن بعد سنتين عاد إلى العراق على أمل تمديد الإجازة الدراسية وبمسعى من الفنان المرحوم طعمة التميمي الذي شغل آنذاك منصب معاون مدير عام عاد مرة أخرى الى أمريكا ولا نعرف الدوافع التي جعلته متغرباً داخل الاغتراب الكبير في أمريكا، حيث كانت الأبواب مقفلة في وجهه فاضطر للعيش في (لوس أنجلوس) مستأجراً غرفة متواضعة عله بوجوده وسط أجواء هوليود يحصل على الفرصة الذهبية، وبالفعل بعد جهد حيث كان يأمل أنه ربما سيشارك في مسلسلات ولكن بأدوار ومهمات متواضعة من أجل الحصول على المال، فشارك في فلم (الملوك الثلاثة).
لقد واجه قائد صعوبات متعددة هناك فاضطر لإعطاء محاضرات لم تكن تغني أو تسمن من جوع.. وشاءت الفرصة أن يستذكره الفنان حسن حسني فأسند له دورا رئيسيا أمام الممثل السوري في مسلسل رسائل من رجل ميت، لكنه انقطع لظروف اقتصادية، ليتلقى دعوة ليعود الى العمل في المسلسل وبعد مضي قرابة الستة أشهر وبموافقة المنتج السوري القدير صلاح طعمه، ولكن لم تكن الدعوة قد وصلت إلى قائد لأن هذا الفنان الشاب المقتدر قد فارق الحياة بالسكتة القلبية. فعادت به زوجته وأولاده إلى كولورادو لدفنه في أرض الغرباء.. مضى على وفاة قائد النعماني قرابة الثلاث سنوات ومازال منسياً.. ممن لا يعرفون قائد فليفل النعمان. يقول عنه الباحث والكاتب المسرحي محمود شاكر شبلي (كان شبابه وشخصيته الفارعة وملامحه الجميلة وذكاؤه وخفة دمه وسرعة اتفانه لأدواره أسبابا مقنعة دائما للمخرجين بأن ينيطوا به الأدوار الأولى في اعمالهم، بل أحلى الأدوار وكان جديرا بها. وحتى الممثلات كن يشعرن بشبابهن وحيويتهن وهن يمثلن أدوارهن الى جانب الفتى الجميل قائد النعماني. كان يجيد كل الأدوار وكان يهوى الأدوار الصعبة، كما انه أبدع في دور الشخصية الشعبية المدانة (تنبل ابو رطبة) الذي ينام تحت النخلة فاتحا فاه عسى ان تقع تمرة فيه في مسرحية (كان ياما كان) عام 1977 اخراج قاسم محمد).
ويضيف شبلي (اشتهر قائد النعماني أيضا في دول الخليج العربي من خلال برنامج الاطفال الشهير (افتح يا سمسم) من اخراج فيصل الياسري والمأخوذ من البرنامج الأمريكي (شارع سمسم) الذي ادى فيه شخصية الميكانيكي الوسيم (هشام). كان نجما متألقا في (افتح يا سمسم) أحبه ملايين الأطفال آنذاك والذين كبروا الآن وأصبحوا رجالا لكنهم لم يستطيعوا نسيان صورة قائد النعماني بأناقته وضحكته المشرقة التي مازالت عالقة في ذاكراتهم).
توفي الفنان قائد النعماني في نيسان عام 2009 في غربته وحيدا بالولايات المتحدة الأمريكية أثر نوبة قلبية شأنه شأن غيره من المسرحيين والكتاب والادباء الكبار، ومنهم من ينتظر، ولم يكن قائد النعماني يشكو من أي مرض، لكنه كان يشكو الغربة والإهمال والقهر.