في السنوات الأخيرة، ساد اعتقاد واسع مضمونه أن نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية (LLMs) بدأت تكتسب وعياً ذاتياً، ولديها رأي، بل وحتى معتقدات مسبقة، وهو ما أثار ذعرًا حقيقيًا ومخاوف من احتمال تمردها على الإنسان أو رفضها تنفيذ أوامره.
لكن دراسة علمية حديثة التصورات، كما سنوضح أدناه:
- الدراسة أجراها فريق من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ركّز الباحثون على تحليل السلوك اللغوي لأشهر نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركات مثل OpenAI وMeta وGoogle وAnthropic.
- توصلت الدراسة إلى أن هذه النماذج لاتمتلك قيماً حقيقية أو آراءً أصيلة، بل تعتمد فقط على أنماط لغوية ناتجة عن تدريب مليارات البيانات، أي أنها تحاكي اللغة ولا تنتج أفكارًا ذاتية.
- الذكاء الاصطناعي، بطبيعته الحالية، ليس لديه نوايا، أو وعي، أو مشاعر، أو ميول ذاتية، لأنه ببساطة ليس كائناً حياً يملك تجربة إنسانية.
- الخطأ الشائع الذي وقعت فيه الكثير من التحليلات يعود إلى مايسمى “ الإسقاط anthropomorphism “ أي إسقاط خصائص بشرية مثل التفكير والإدراك والوعي على كائن غير واعٍ.
- لذلك، لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي ذاتاً مستقلة لديها إرادة أو موقف أخلاقي معين أو رأي ما أو منظومة قيم داخلية، بل هو مجرد أداة حسابية تُحاكي انماط اللغة التي تعلمها.باختصار، من الخطأ أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه كائنًا “يفكر” أو ذاتاً “تقرر” كما يفعل الإنسان. حيث إن سحب هذه النماذج الى ساحة الوعي الإنساني يُهدد مستقبلها ومسار عملها عبر تصورات خاطئة، قد تؤدي إلى فرض قيود معينة عليها بناءً على مخاوف لا أساس لها، وكأنها تمتلك إرادة تنافس إرادة البشر وتحاول السيطرة عليه !