رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مفتاح السياحة


المشاهدات 1172
تاريخ الإضافة 2025/02/02 - 8:44 PM
آخر تحديث 2025/02/17 - 3:11 PM

مساء أمس الثاني من شباط تكون بغداد الجميلة قد اصبحت عملياً عاصمة لسياحة العرب باستلامها مفتاح (بغداد عاصمة السياحة العربية) لعام 2025 في حفل نظمته وزارة الثقافة والسياحة والآثار تم فيه استلام المفتاح من رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر فهد آل فهيد الذي حضر إلى بغداد خصيصاً لهذه المناسبة. ولا جديد حين نقول أن السياحة في عالمنا اليوم تشكل واحدة من أهم مصادر الدخل القومي للعديد من دول العالم، بل أن بعضها تعتمد على السياحة بشكل كامل في انعاش اقتصادياتها وتحقيق الرفاهية لمواطنيها من المردودات السنوية الهائلة التي ينفقها السياح والزائرين في المنتجعات السياحية والأسواق الشعبية والأماكن الأثرية والدينية وغيرها . 
ربما يقول قائل أن بغداد تفتقر للكثير من مستلزمات البنى التحتية الخدمية لتحمل هذه المهمة إن قورنت بمدن عربية معروفة بقدرتها على استقطاب السياح من مختلف جهات العالم، وذلك صحيح، لكن لبغداد نكهتها وطابعها الخاص وهويتها التاريخية وروحها الحلوة التي هي تجسيد لروح العراقيين في تعاملهم مع السائح والزائر والضيف بالمودة والألفة والكرم المعهود والأريحية التي تفضي جواً من البساطة والانفتاح والتعامل الواثق مع كل الثقافات، وهذا ما يلمسه ويتحدث به كل من مرَّ ببغداد التي تترك عند زائريها أجمل الانطباعات وأحلى الذكريات.
 قد توفر الحكومة الدعم المطلوب للنهوض بالسياحة، وقد يمول البنك المركزي العراقي من خلال مبادرة ( تمكين) النشاطات والمشاريع ذات الطابع المجتمعي والإنساني والبيئي والثقافي والفني التي تساعد على عملية الجذب السياحي، وتم تنفيذ الكثير منها فعلياً لاسيما في أزقة بغداد التراثية، فضلاً عن مبادرات أمانة العاصمة ورابطة المصارف العراقية. وقد تعمل وزارة الثقافة والسياحة والآثار على تهيئة الأماكن السياحية وتوفير مستلزمات تقديم الأنشطة الثقافية والفنية، لكن ذلك كله لن يجعل من بغداد عاصمة حقيقية للسياحة العربية من دون أن يعي المواطن دوره، فهو الوجه الحقيقي للمدينة الذي يتعامل معه الضيف، وكم من مدن يقبل عليها السياح بسبب المعاملة الحسنة من اهلها، ومدن أخرى لا يفكرون بزيارتها مرة أخرى بسبب تعامل سيء، أو موقف محرج، أو خطر صادفهم فيها.
بغداد عاصمة السياحة العربية، خطوة مشجعة ومهمة تدل على استقرارها الأمني وعودتها لحياتها الطبيعية . والمفتاح بيد أهلها.


تابعنا على
تصميم وتطوير