إن فكرة دونالد ترامب عن المفاوضات المثالية هي فكرة يقدم فيها نفسه على أنه متطرف للغاية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته إلى الحد الذي يجعل الطرف الآخر يعطيه بالضبط ما يريده. وبهذا المعيار، على الأقل عندما يتعلق الأمر بطبقة المليارديرات، فإنه يؤدي بشكل جيد للغاية حتى الآن. 
 المليارديرات، بحكم التعريف، لديهم ما يكفي من المال بحيث يمكنهم ببساطة القيام بالأشياء على طريقتهم الخاصة وإخبار أي شخص يحبونه بالرحيل. حتى الرئيس.
ومع ذلك، فإن المليارديرات لديهم الكثير ليخسروه إذا وجدوا أنفسهم على قائمة أعداء ترامب. والان أصبح بعض المليارديرات - بيتر ثيل، وإيلون ماسك، والآن مارك زوكربيرج - من المؤيدين الصريحين لترامب. 
الواقع أن آخرين، وخاصة أولئك الذين لديهم مصالح في وسائل الإعلام، كانوا يعملون بجد لتهدئة ترامب، من خلال رفض السماح لصحفهم بتأييد خصمه (جيف بيزوس، وباتريك سون شيونج)، أو من خلال الاحتفال بصوت عال بترامب في حدث بورصة نيويورك للأوراق المالية (مارك بينيوف)، أو من خلال التبرع شخصيا لصندوق تنصيبه (تيم كوك). 
الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان جيمي ديمون، وهو أيضا ملياردير، هو مثال جيد على كيفية قيام طبقته بتثليث اللحظة الحالية. بعد سحب مؤسسته التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات من تحالف البنوك ، أجرى ديمون الآن مقابلة كبيرة مع برنامج «60 دقيقة» حيث كرر نقاط الحديث التي يؤيدها ترامب حول «الحكومة غير الفعّالة» والهجرة.
نستشف بين السطور أن هناك وجهة نظر مفادها أن هذه الإجراءات مجرد استرضاء جبان. وهناك وجهة نظر أخرى مفادها أنها تعكس وجهات نظر راسخة منذ فترة طويلة يشعر المليارديرات الآن فقط بحرية إعلانها. 
من جانبه، لا يهتم ترامب بشكل خاص بأي من هذه الآراء. وكما قال مستشار ترامب أليكس بروزويتز لموقع أكسيوس، فإن «شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» سيفوز وسيستمر في الفوز» على أي حال. 
الخلاصة: لقد حظيت كامالا هاريس بدعم من المليارديرات أكثر من ترامب، ولكن هذا كان في الماضي. والآن يبدو أن التحرك هو الانصياع للخط الأحمر ــ أو على الأقل الصمت والاستسلام لحتمية شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».