ما تعرض له الحكم المساعد الدولي حسين فلاح اول امس في مباراة  كربلاء ودهوك حيث أصيب  ب “ طابوقة “ حجر كبير برأسه في وقت المباراة الإضافي هو أذى أصاب كل ملاعب العراق.. وليس في الامر مبالغة واذ نحمد الله تعالى على سلامة الحكم الخلوق وقد غادر المستشفى فان الموضوع  اردفته تداعيات لابد من الإشارة اليها كما يجب ان تكون حجما من غير تهويل..
أولا , ان الشغب والعدوان في الملاعب من الأمور التي تكاد تكون مألوفة في اكثر الملاعب في العالم وفي الكثير من الألعاب لاسيما في ظل الاحتراف المقيت الذي ابتليت به الرياضة منذ عقود , وفي هذا السياق ليس غريبا ان يحدث العدوان ولكن الغريب ان يكون بهذا المستوى الفادح في ملاعبنا التي حافظت بفضل الله ونعمته على خلوها من هذا السلوك السيء سنوات وسنوات وحتى حادثة امس الأول فانها استثناء وهي فادحة في ميزان ملاعبنا النظيفة اما في الكثير من الملاعب العالمية فانها تكاد تكون “ زلاطة “ وهذا ليس مسوغا طبعا فالشغب والعدوان مرفوض قطعا بكل اشكاله المادية والمعنوية  .. كما ان التضخيم أيضا مرفوض تماما لا نه عملية تأجيج نار شبت بخطأ فردي في ظرف نفسي معين في ملعب كرة , فلا ينبغي ان تصور على انها شروع بالقتل او نوع من عمليات الإرهاب لا سيما وان المشجع القي القبض عليه وهناك قانون بعيدا عن “ سالفة “ العشائر وغيرها مما تلوكه بعض “ الكروبات “ ..
ثانيا , لا ينبغي لمجموعة من الحكام ان تقاطع تحكيم مباريات دوري النجوم , لان ما فيه - أي هذا الدوري المثير للجدل - يكفيه , كما ان أحدا لم يقصر في التضامن مع الحكم المصاب فالكل متعاطف ومستعد للتعاون , ولا شك ان خللا امنيا  جعل من الطابوقة وحاملها محط أسئلة تحتاج الى إجابات سريعة ومحاسبة فنية اسرع كي لا يتكرر السيناريو في ملعب آخر ..
واذا ابتعدنا عن استذكار جريمة قتل المدرب محمد عباس في ملعب كربلاء أيضا قبل اكثر من عقد من الزمن فاننا نستذكر مجزرة بورسعيد في الدوري المصري قبل ذات المدة لنعلم ان ملاعب كرة القدم يحدث فيها مصائب , وانما نشير الى حادثة اول امس كي لا يطير مستصغر الشرر الى ملاعب أخرى من غير مبالغة ولا اضراب ولا عنتريات ولا عشائريات فما حدث انما حدث في ملعب كرة قدم في بلد عريق بالقانون وتطبيقه .. واليكم التذكير بخبر مذبحة بورسعيد الكروية ,مع حبنا الكبير لمصر وكرتها ولكن الذكرى تنفع اللبيب :
“ قضت محكمة جنايات بورسعيد اليوم السبت – 26 / 1 / 2013 - باحالة أوراق 21 متهما في قضية مذبحة بورسعيد التي قتل فيها أكثر من 70 شخصا العام الماضي إلى المفتي تمهيدا لصدور حكم باعدامهم.
وحددت المحكمة جلسة التاسع من مارس آذار للنطق بالحكم في القضية المتهم فيها 73 شخصا بينهم تسعة من رجال الشرطة. ووقعت الكارثة في الأول من فبراير شباط عام 2012 في أعقاب مباراة في الدوري الممتاز المصري لكرة القدم بين فريقي الاهلي والمصري البورسعيدي.” .