رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
«سقطات» الإعلام البديل تلعب دورا في نشر الشائعات مجموعات واتساب الإخبارية تكرس مكانتها في المشهد الإعلامي اللبناني


المشاهدات 1174
تاريخ الإضافة 2024/10/29 - 8:38 PM
آخر تحديث 2024/12/08 - 5:43 AM

 بيروت/متابعة الزوراء:
وأشبه بـ”الوكالات الإعلامية” بالنسبة لأهالي المناطق التي نزحوا منها ويبحثون عن معلومات بخصوص أملاكهم، لكن هذه المجموعات تعتبر مساحات خصبة لترويج الأخبار الزائفة والمضللة.
وتشكل مجموعات واتساب الإخبارية ساحة موازية للحرب الدعائية والنفسية مع سرعة مواقع التواصل الاجتماعي واستغلالها في البروباغندا الحربية، إذ تنشط المجموعات في قرى الجنوب اللبناني، وتأخذ شعبيتها من الجولات التي يجريها الناشطون الإعلاميون لمعاينة الدمار وآثار الاعتداءات الإسرائيلية على هذه المدن والضاحية الجنوبية لبيروت.
وحلّت المجموعات الإخبارية محل الإعلام، حيث يقدم الناشطون رسائل ميدانية يومية لإطلاع أهالي المنطقة على سلامة أملاكهم، والاستجابة لمناشدات النازحين لتفقد البيوت والمحال والأملاك.
وتحولت المجموعات إلى مصدر موثوق للمعلومات التي تبثها القنوات الإعلامية المحلية، ويؤكد الناشطون قدرة الإعلام البديل على نقل الرسالة الإعلامية الموثوقة، مع تعطش الجمهور للأخبار وحاجته إلى وسيلة إعلامية سريعة ومتابعات مستمرة وآنية للحدث.
ويرى مختصون أن أحد أسباب انتشار مجموعات الواتساب وشعبيتها على حساب الإعلام التقليدي هو الرقابة والقيود التي يضعها طرفا الصراع على أرض المعركة، سواء كان الجيش الإسرائيلي الذي يريد التغطية على جرائمه، أو حزب الله الذي يريد التخفيف من وطأة التدمير اللاحق في المنطقة، فبينما يتمركز مراسلو وسائل الإعلام والوكالات الدولية على بعد كيلومترات من المناطق المستهدفة، ولا يمكن رؤية إلا الدخان المتصاعد، يقوم الناشط الذي عادة يكون من سكان المنطقة بتصوير المكان المستهدف وبث صور وأصوات.
ويمكن القول إن نشاط مجموعات الواتساب في المجتمع المحلي يجعلها تنقل الخطاب بحسب الأيديولوجيا السائدة فيه وسط المشاركة والتفاعل الإيجابي بعكس الإعلام التقليدي الذي يضع المتابع في موقع المتفرج السلبي.
ولم يعد استخدام مجموعات واتساب بهدف الحصول على الأخبار فحسب، وإنّما بهدف فهم مواقيت الضربات ورقعتها والمعدات العسكرية المستخدمة أيضا. إذ منحت هذه المجموعات أهل الجنوب المعرفة بشأن طبيعة الأهداف العسكرية، إذ إنّ المسيّرة في العادة مسؤولة عن الاغتيالات السياسيّة والترصد، وأنّ الأضرار التي قد تنتج عنها محصورة في بضعة أمتار، وأنّ جدار الصوت يحدث صوتا أشبه بالرياح العاتية لكنه في الحقيقة غارة وهمية، وأنّ البالونات الحرارية تهدف إلى منع تعقب الصواريخ للطائرة الحربيّة الإسرائيلية.
وينتقد البعض هذه المجموعات لعدم وجود ضوابط تحكمها، إذ أصبح كل مستخدم للإنترنت “صحفيا” متى شاء، ينشئ ما يريد من المجموعات وينشر ما يحلو له من أخبار، فتاهت المعلومات الصحيحة وسط سيل من الأخبار المدسوسة والمدفوعة والمنقولة من دون تدقيق وضوابط.
وتنتشر “سقطات” مجموعات واتساب التي باتت بمثابة إعلام بديل عبر الإشاعات والأخبار الزائفة التي تثير هلعا وتعد فبركة، مثل أوامر الإخلاء وتحديد الأماكن المستهدفة بواسطة الفوتوشوب، إلى جانب بث أخبار وتصريحات لا أصل لها ونسبتها إلى وكالات أنباء دولية، على غرار نسبة خطف السفير الإسرائيلي في قبرص، الذي انتشر بسرعة شديدة. إضافة إلى خطاب الكراهية والتحريض.
وتتخذ الأخبار الزائفة صورا عدة، من نص مكتوب إلى فيديوهات مركبة أو قديمة أو لا علاقة لها بالحدث، إلى صور مفبركة أو خارجة عن سياقها، وفي أغلب الأحيان يعتمد مروجوها على أساليب مختلفة لتغليفها بثوب المصداقية، كنسبها إلى مصادر موثوقة لدى الرأي العام، أو مهرها بكلمة “منقول” لإبعاد الشبهات عن وقوفهم خلفها.
وهذا ما جعل مكافحة الأخبار المضللة عبر تطبيق واتساب عملية واسعة وتُمارس بشكل كبير في لبنان، حيث يشارك المواطنون الأخبار المضللة عن حسن نية عبر المجموعات. لذلك فإن تقليل نشر الأخبار المضللة بهذه الطريقة يؤدي إلى خلق وعي لدى المواطن بضرورة التحقق قبل النشر.
وأظهرت دراسة سابقة لشركة “انفلو أنسر”، حول نظام واتساب الإخباري في لبنان، وذلك بعد شهر من مراقبة الأخبار على هذا التطبيق، أن المواضيع المعيشية هي أكثر ما تم نشره ومشاركته وذلك كأسعار المحروقات والدولار، تليها المواضيع الأمنية كالسرقات وقطع الطرق، ومن ثم الأخبار السياسية فأخبار الدول الخارجية المرتبطة بلبنان، ما يفسر أن المواطن يفكر يوميا بمعيشته وأمنه.وبما أن هذا الهاجس اليومي للمواطن إضافة إلى أخبار الحرب ساعة بساعة، فإن التضليل والأخبار الكاذبة تلقى رواجا كبيرا مع إعادة نشرها سواء عن قصد أو دون قصد. فمعظم المجموعات الإخبارية تنقل الأخبار عن بعضها البعض بشكل رديء أو لأن لديها أجندة واحدة، كما أن التضليل الإعلامي الممارس قد يتخذ صورة إيصال الحقيقة منقوصة، مع التركيز على العناوين المرعبة لدفع المتابعين إلى الضغط على الروابط الإخبارية أو لدس الرعب في نفوس المواطنين تنفيذا لسياسة التخويف.
وسبق أن أجرى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة حول الأخبار الزائفة، كشفت أنها تنتشر بسرعة ستة أضعاف من المعلومات الحقيقية.
كما أفادت دراسة عالمية شملت 8000 شخص في دول من بينها النمسا وكرواتيا والولايات المتحدة والجزائر والمكسيك وغانا والهند، بأن 56 في المئة من مستخدمي الإنترنت حصلوا على أخبارهم بشكل رئيسي من وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما أوردت صحيفة “الغارديان”.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إبسوس لاستطلاعات الرأي، أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الرئيس للأخبار في كل بلد تقريبا، حيث قال 68 في المئة من المستطلعين في البلدان الستة عشر، إن وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الذي تنتشر فيه الأخبار المزيفة بشكل أكبر، قبل تطبيقات المراسلة وذلك بنسبة 38 في المئة.
وكان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، كشف عن نتائج المؤشر العربي 2022 الذي نفّذه في 14 بلدا عربيا، وشمل الاستطلاع 33300 شخص، حيث تبين أنه إضافة إلى استخدام الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء والمعارف ومواكبة الأحداث الرائجة (ترند) ومَلْء وقت الفراغ، فإن 75 في المئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتابعونها أيضا للحصول على أخبار ومعلومات سياسية.
أما على صعيد تقييم وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أفاد 43 في المئة من مستخدميها بأنهم يثقون بالمعلومات والأخبار المتداولة عليها بصفة عامة، مقابل 57 في المئة لا يثقون بها. وتتفاوت نسبة الثقة بحسب أنواع الحسابات والصفحات.ويؤكد المختصون على ضرورة أن يكون لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حس نقدي، أي ألا يصدقوا كل ما يقرؤنه ويشاهدونه، وأن يبحثوا عن مصدره للتأكد من صحته.
(عن/صحيفة العرب)


تابعنا على
تصميم وتطوير