بغداد/ الزوراء:
كشف خبراء اقتصاديون محليون عن أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي في السوق الموازية. وفيما علقوا على تأثير ذلك على سوق البضائع المختلفة في العاصمة بغداد، كشفوا عن حجم بيع الدولار بشكل يومي في السوق الموازي من خلال البورصة في بغداد والصيرفات.
وكشف المتحدث الرسمي باسم سوق العملة في السليمانية جبار كوران، عن أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي في السوق الموازية.
وقال جبار كوران في تصريح صحفي: إن “قضية ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي متعلقة بالإجراءات المالية التي اتخذها البنك المركزي العراقي”.
وأضاف أن “البنك المركزي العراقي اتخذ بعض الاجراءات الجيدة في الوقت السابق لكن الارتفاع الذي حصل الآن هو بسبب اجراءات اخرى لم يتخذها البنك المركزي لغاية الآن منها أن البنك أقر ألا ينحصر التعامل الخارجي بالدولار الأمريكي فقط لكن هذا الإجراء لم يتخذ لغاية الآن، وكذلك عدم رفع كل المصارف بالمنصة الإلكترونية وإيقاف العمل بها باستثناء سبعة مصارف فقط، وهي لا تستوعب عملية التبادل التجاري الخارجي التي تصل سنويا الى نحو 50 مليار دولار ولا اتوقع ان تستوعب تلك المصارف السبعة هذا الحجم من التبادل التجاري”.
وبينّ أن “إحدى الأسباب الأخرى التي أدت الى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار هو التقليل من ضخ الكاش من قبل البنك المركزي العراقي باستثناء هذا اليوم”.
وأوضح أن “الطلب على الدولار هذه الأيام غير طبيعي ولا اتوقع ان يكون فتح نافذة صرف الدولار للمسافر في المطارات سببا في ارتفاع سعر صرف الدولار بالرغم من أن الآن هو موسم سفر”.
وأوضح أن “العدد الكبير من مكاتب وشركات الصيرفة في العراق وكردستان وعدم استطاعة البنك المركزي العراقي سد احتياجاتهم من الدولار الأمريكي حيث يوجد في العراق نحو 1200 شركة صيرفة وفي كردستان نحو 2500 شركة لغاية الآن لم تتم عمليات دمج بعضها ببعض لتصل إلى نحو 400 شركة فعلية فكل هذه الشركات والمكاتب تحتاج إلى أكثر من 50 مليون دولار يوميا”.
وأكد كوران ان “ارتفاع الدولار هذه المرة غير مرتبط بأزمة سياسية او اقتصادية او عوامل خارجية بل هو مرتبط بإجراءات البنك المركزي العراقي، ومن الممكن أن يسيطر البنك على هذا الارتفاع”، متوقعا ان يرتفع سعر صرف الدولار الى أكثر من 150 الف دينار لكل 100 دولار ومستبعداً في الوقت نفسه أن يصل إلى مديات مرتفعة كما حصل في الفترات الماضية.
من جهته، علق الخبير في الشأن الاقتصادي نبيل جبار التميمي، على تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار على سوق البضائع المختلفة في العاصمة بغداد.
وقال التميمي في حديث صحفي: انه” لا يوجد تأثير كبير لارتفاع سعر الدولار بالأسواق المحلية على البضائع، فتأثير الارتفاع سيكون محدودًا فقط بتلك البضائع التي يتم استيرادها من الدول المحظورة مثل إيران وسوريا، وكذلك ستتأثر بعض البضائع المحدودة التي يتم استيرادها خارج منصة البنك المركزي”.
وأضاف انه “لن تتأثر معظم البضائع بأسعار الصرف وتذبذبها في السوق لكونها تجري بالأسعار الرسمية وبسعر 1320 دينارًا لكل دولار، والدليل على ذلك حجم مبيعات البنك المركزي اليومية التي تجري بمعدلات 275 مليون دولار يوميا، وهذا الرقم قد يشكل ما يقارب 90 بالمئة من قيم الاستيرادات اليومية للعراق”.
من جانبه، كشف الخبير في الشأن المالي مصطفى أكرم حنتوش، عن حجم بيع الدولار بشكل يومي في السوق الموازي من خلال البورصة في بغداد والصيرفات.
وقال حنتوش في حديث صحفي: ان “التقديرات تشير الى ان حجم التجارة اليومية في السوق العراقي المحلي يتراوح بين 50 الى 75 مليون دولار في اليوم الواحد، وهذا الرقم يذهب لعدة متطلبات، الأكبر منها للتجارة مع إيران وسوريا، والتي لا تغطى من قبل البنك المركزي العراقي وهي تجارة مربحة للكثير من التجار”.
وبين ان “هناك متطلبات في السوق، مثل المسافرين الى إيران وسوريا وروسيا، فالمسافر لهذه الدول لا يحصل على دولار من قبل البنك المركزي، ولهذا هو يلجأ الى السوق الموازي، إضافة الى متطلبات أخرى وهي العمالة الأجنبية التي غزت السوق العراقي بوجود أكثر من مليون عامل، فهؤلاء يتم تحويل أموال لهم بشكل سنوي يصل الى ما يقارب 5 مليارات دولار وهؤلاء يدفع لهم من خلال السوق الموازي، إضافة الى ادخار المواطن بالدولار وهذا الطلب ليس بقليل، إضافة الى متطلبات أخرى مثل تجارة السيارات وغيرها”.
وأضاف الخبير في الشأن المالي ان “حجم مبيعات البورصة والصيرفات في بغداد بشكل يومي يتراوح ما بين 50 الى 75 مليون دولار، وهذا الرقم كبير ومهم، ويجب أن تكون هناك حلول لتقليل هذه المبالغ”.