في التاسع من شهر تشرين الثاني عام ١٩٥٩ وفي غرفة تقع في مدخل دائرة الاذاعة والتلفزيون في الصالحية بدأ نخبة من الصحفيين الرواد من بينهم محسن حسين وحميد رشيد واسماعيل الربيعي بتأسيس مؤسسة اعلامية اطلق عليها وكالة الانباء العراقية «واع « وكانت المؤسسة الثانية في الدول العربية بعد وكالة الشرق الاوسط المصرية « أ ش أ «، وفي ضوء ذلك صدر قانون برقم ١٥٤ لتسهيل عمل الوكالة وقد عمل في هذه الوكالة التي نحتفل اليوم بذكرى تأسيسها عدد من الصحفيين الاكفاء من ذوي الخبرة والدراية في كتابة الاخبار التي تعتمد عليها الاذاعة وتطور عمل الوكالة حتى احتلت مكانة متميزة من بين الوكالات العربية والعالمية، واستمر العمل في الوكالة بكادر كفء يتواكب مع حركة الاعلام في العالم وتضم الوكالة عددا كبيرا من الأقسام، منها قسم المكاتب الخارجية ويهتم بمتابعة اخبار العالم ونشر اخبار العراق المهمة عن طريق شبكة من المراسلين، وقسم المندوبين او الاخبار المحلية ويضم اكثر من خمسين صحفيا بينهم اكثر من ثلاثين مندوبا موزعين على قطاعات الدولة المختلفة في حركة يومية مع حركة الاخبار وهذا القسم يعتبر مطبخ الوكالة كونه من اهم اقسام « واع «، وكانت الاخبار تبث عن طريق جهاز الابراق ومن ثم تطور العمل لبثها عن طريق جهاز الكومبيوتر وتطور عمل الوكالة في ضوء ذلك، لكن الامر لم يستمر طويلا حيث حدثت صدمة كبيرة لهذه الوكالة بعد ان قام الحاكم المدني الامريكي بول بريمر بحل وزارة الاعلام حيث اكتوت «واع « بهذا القرار بعد ان تسرح منها مئات الصحفيين واصبحوا خارج نطاق الخدمة، إلا ان نقابة الصحفيين وبمجلسها الجديد بزعامة شهيد الصحافة شهاب التميمي وامين سرها مؤيد اللامي استنفرت قواها ونظمت تظاهرات جماهيرية اجبرت السلطات المحلية على اعادة النظر في كوادر الوكالة المنحلة ووزعتهم على دوائر وزارة الثقافة، فيما قامت النقابة باستحداث وكالة انباء اسمتها وكالة الانباء الوطنية « نينا « استوعبت الاعداد الاخرى من رواد الصحافة الذين رفدوا المولود الجديد بخبراتهم حتى اصبحت من الوكالات العريقة حيث احتلت مكانة متميزة على الصعيد المحلي والعربي والدولي.