رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
حول مفهوم الثقافة


المشاهدات 1220
تاريخ الإضافة 2023/03/28 - 5:10 PM
آخر تحديث 2024/04/16 - 7:17 PM

الأمم ترتقي بعطاء العلماء والادباء والمفكرين ، والتطور بمفهومه الشامل يعني تحصيل حاصل لتراكم الخبرات والابداع لخلق جيل متسلح بالعلم والمعرفة وحسن التفكير ، وقادر على مواجهة الصعوبات بمنطق الحكمة والعقل .
الحكومات الرشيدة على مختلف اشكالها ترعى أهل الابداع ، وتوفر لهم سبل العيش الذي يليق بمكانتهم ، والمناخ الملائم لمواصلة ابداعهم لإيمانها بان التطور لا يخرج الا من رحم الابداع ، ولا يوجد منطق سليم معافى في غياب أهل الرأي والخلق ، فالإبداع وحده الحامل سمة الديمومة ، والمبدعون وحدهم من تظل أقلامهم مضيئة على مر العصور .
لقد طوى الموت الآلاف من الحكام والمتنفذين ، ومع موتهم بدأ النسيان يأخذهم الى عالمه ولم يعد أحد يعرف عنهم شيئا ، بينما ظل قلم المبدع ناطقا حتى يومنا هذا ، وظلت اسماء دستوفسكي ولوركا وغوركي وماركيز وغيرهم لامعة ومؤثرة في حياتنا .
لا نريد الحديث هنا عن أدباء السلطة ، وشعراء الحكام ، فهؤلاء ساهموا بشكل وآخر في تأسيس رؤية التأليه والتقديس للأخرين ، ولكن الحديث هنا عن الذين ساهموا في توسيع الرؤية الانسانية الشاملة ، والارتقاء بها الى درجاتها العليا ، واذا كان رغيف الخبز يقف في قمة التسلسل الهرمي لحاجات الانسان وبقائه وديمومته ، فان الثقافة والفنون والعلوم والآداب تشكل قمة التسلسل الهرمي في تحقيق القيم العليا للإنسان من أجل خلق حياة خالية من الفوضى، وبعيدة عن العبث الذي جعل الشعوب حقلا للتجارب ووفق ما يمليه مزاج الحاكم . 
من يريد بناء الوطن وفق الاتجاه الصحيح لابد من الانطلاق الى ميادين الثقافة والعلوم، ولابد من الاهتمام بالعلماء والمفكرين والأدباء فهم حجر الأساس في بناء المجتمع المتطور، وهم الركيزة الأساسية التي يبنى عليها مستقبل الشعوب المتطلعة الى حياة آمنة مستقرة سعيدة.
في العراق اليوم ومن خلال نظرة سريعة على المشهد الثقافي العام، نجد ان هذا المشهد يغذي نفسه بنفسه وفق امكانياته المتواضعة، الأديب العراقي يعاني من الطبع والنشر والتوزيع ، والاديب العراقي تقف في وجهه الكثير من الصعوبات للخروج من حدوده الجغرافية نتيجة ضعف الجهات التي تصدر قلمه الى الخارج، رغم ان في العراق أقلام جديرة بالتصدير، فالجوائز الكثيرة التي حصل بعض الادباء العراقيين تؤشر على تطور المشهد الثقافي، وهو بحاجة الى اثبات وجوده في الخارج بعدما أثبت وجوده في الداخل.
الى اللقاء .


تابعنا على
تصميم وتطوير