أصله: أن رجلا كان على سفر فمرّ في طريقه على مدينة صغيرة ، يتميّز أهلها بأنهم بسطاء، وكان الوقت ليلا، فذهب الرجل يفتّش عن خان يقضي فيه ليلته فمرّ في أحد الأزقّة ، فرأى جمعا من الناس في هرج ومرج ورأى عروسا في لباس العرس تقف أمام أحد البيوت، وقد التفّ حولها وجهاء القوم يتجادلون ويصخبون . فسأل أحد الحاضرين عمّا يجري ويدور، فقال له: ((عدنا مشكلة كلّش چبيرة .. هاذي العروس طويلة، وباب بيت العريس ناصي .. واحنا حايرين.. نهدم باب البيت ، صاحب البيت ما يرضى.. نگص رجل العروس، العريس ما يرضى .. نگص راس العروس، العروس تموت وآهلها ما يرضون.
وما دا ندري اشلون نطلع من هالورطة )) .
وقبل أن يجيبه الرجل بشيء، سمع أحد وجهاء القوم يصيح: (( ماكو حل .. غير نروح للقاضي، وهو يحل المشكلة )).
فاقترب الرجل من ذلك الوجيه، وقال له: (( يابه.. هاي المسألة بسيطة ..
{ ماينراد الْها روحة للقاضي } . إفسحوا لي الطريق)). ثم اقترب من العروس وأمسك برأسها، وقال لها : (( أشو بنيتي.. نصّي راسچ شويه)). فطأطأت العروس رأسها ، وانحنت قليلا ، فاستطاعت المرور من باب الدار . فضجّ القوم بعبارات الدهشة والتعجّب . ورفعوا أصواتهم بآيات الثناء والشكر. وعجبوا من سعة إطّلاع ذلك الرجل الغريب ، وذكائه . فقدّموا له من الهدايا ما غمره ..
ومن الشكر والثناء ما أفرحه وسرّه . فعلم الرجل أن أهل تلك المدينة أناس بسطاء.
فضحك من قلة عقولهم وغبائهم وجهلهم .
وذهب ذلك القول {ماينراد الْها روحة للقاضي} مثلا يتداوله الناس..