موسكو/كييف/ متابعة الزوراء:
أعلن يفغيني بريغوزين مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة إن قواته سيطرت بالكامل على الجزء الشرقي من باخموت، بينما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية بثت الأربعاء من أنه إذا استولت القوات الروسية على باخموت، فسيصبح “الطريق مفتوحاً” أمامها للاستيلاء على مدن عدة في شرق البلاد.
وقال بريغوزين في تسجيل صوتي على منصة التراسل “تلغرام” إن “كل شيء شرقي نهر باغموتكا تحت سيطرة فاجنر بالكامل”.
أما زيلينسكي فصرح لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية “نحن ندرك أنه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس إلى مدن أخرى في أوكرانيا”. وشدد الرئيس الأوكراني على أن الدفاع عن هذه المدينة “مسألة استراتيجية بالنسبة لنا”. وأضاف أن قواته مصمّمة على الدفاع عن المدينة ومنع سقوطها بأيدي الجيش الروسي.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال إن باخموت تشكل “عقدة مهمة في خطوط الدفاع الأوكرانية في منطقة دونباس. إن السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية”.
وقال زيلينسكي لـ “سي أن أن”، “عقدت أمس اجتماعاً مع رئيس الأركان وكبار القادة العسكريين وجميعهم قالوا إنه يجب أن نظل أقوياء في باخموت”. وأضاف “بالطبع، علينا أن نفكر بأرواح جنودنا. لكن علينا أن نفعل كل ما في وسعنا في الوقت الذي نتلقى فيه أسلحة وإمدادات وجيشنا يستعد للهجوم المضاد”.
من جهة أخرى، وقبيل توجهها إلى الولايات المتحدة حيث ستلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة المقبل، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في خطاب أمام البرلمان الكندي في أوتاوا، الثلاثاء، من أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل أبداً بأن تهدد روسيا أمنه.
وقالت فون دير لاين “لن نقبل أبداً أن ترسل قوة عسكرية لديها أحلام إمبراطورية دباباتها إلى ما وراء الحدود الدولية”. وأضافت أن دول الاتحاد الـ27 “لن تقبل أبداً بهذا التهديد لأمن أوروبا ولأسس مجتمعنا الدولي”.
وناشدت رئيسة المفوضية الأوروبية البرلمان الكندي تقديم “دعم عسكري واقتصادي راسخ” لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تدفع روسيا “ثمن جريمة عدوانها” على أوكرانيا.
وكانت فون دير لاين دعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة الروس على جرائمهم المفترضة في أوكرانيا.
وعشية اليوم العالمي لحقوق المرأة، رحبت فون دير لاين بالنساء الأوكرانيات اللاتي يقاتلن في صفوف الجيش دفاعاً عن وطنهن.
وقالت، إن هؤلاء النسوة مُنِعن من القتال قبل الحرب لكنهن “لم يهتممن بذلك وبدأن الانضمام إلى الجيش”. وأضافت على وقع تصفيق البرلمانيين الكنديين “هذه ليست حرباً فحسب في أوكرانيا. إنها أيضاً حرب ضد حقوق الإنسان، وحرب ضد حقوق المرأة”.
وذكرت المسؤولة الأوروبية بأن الأمم المتحدة اتهمت “روسيا بأنها تستخدم جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في إطار استراتيجيتها العسكرية في أوكرانيا”، منوهة بـ”الهجوم المضاد” الذي تشنه النساء الأوكرانيات.
وكانت فون دير لاين تعهدت خلال زيارة إلى قاعدة عسكرية كندية رفقة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تزويد أوكرانيا مولدات كهربائية لتعويض جزء من النقص الشديد الناجم عن القصف الروسي لمنشآت الكهرباء في البلاد.
بدوره، أعلن ترودو أن المهمة التي تنفذها قواتها في بولندا لتدريب مهندسين عسكريين أوكرانيين، التي كان من المقرر أن تنتهي قريباً سيتم تمديدها حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف أن بلاده سترسل كذلك مدربين طبيين لتدريب الجهاز الطبي العسكري الأوكراني.
في المقابل، أكدت روسيا، أنها ستقاتل حتى السيطرة على مدينة باخموت، الجبهة التي تشهد معارك دامية منذ أشهر في الشرق الأوكراني، معتبرة ذلك أمراً أساسياً لمواصلة هجومها رغم الدفاع الأوكراني الشرس.
في اليوم السابق، أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي الجيش بإرسال تعزيزات إلى هذه المدينة المدمرة عملياً، نافياً التكهنات في شأن انسحاب قواته منها، رغم تقدم القوات الروسية، أخيراً، والتهديد بمحاصرتها. ويعتزم الأوكرانيون المقاومة لاستنزاف القوات تحضيراً لهجوم مضاد سيطلقونه بالأسلحة الثقيلة والمدرعات الحديثة التي وعد الغربيون كييف بها.
وأعلنت بولندا، الثلاثاء، أنها ستسلم أوكرانيا بدءاً من هذا الأسبوع، 10 دبابات “ليوبارد2” ألمانية الصنع تلقى جنود أوكرانيون تدريباً على استخدامها.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون، إن باخموت تشكل “مركزاً دفاعياً مهماً للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية”.
ويشكك خبراء ومراقبون بأهمية باخموت الاستراتيجية، إلا أن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية، مع الصعوبات التي يواجهها الروس للسيطرة عليها خلال أكثر من سبعة أشهر من القتال منذ أغسطس (آب) والخسائر الفادحة التي تكبدها المعسكران.
ومعركة باخموت هي الأطول أمداً والأكثر حصداً للأرواح منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022.
وتبحث موسكو عن انتصار وإن كان رمزياً بعد النكسات الكبيرة التي تكبدتها في الخريف الماضي، وتأمل أن يفتح سقوط المدينة الطريق أمامها للسيطرة على الجزء الخارج عن سيطرتها من منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.
ولحق دمار هائل بباخموت التي بقي فيها بالكاد أربعة آلاف شخص مقابل 70 ألفاً قبل الهجوم.
بعد تقدم أحرزوه، أخيراً، يبدو أن الروس يسيطرون على مداخل المدينة من الشمال والجنوب والشرق، ما يثير الخشية من محاصرتها.
وتقود مجموعة فاغنر المسلحة الروسية هذا الهجوم متكبدة خسائر هائلة، باعتراف زعيمها يفغيني بريغوجين الموجود في منطقة القتال.
إلا أن هذا الأخير يخوض صراعاً مفتوحاً مع القيادة العسكرية الروسية التي يتهمها بعدم تسليم ما يكفي من الذخيرة لرجاله المنخرطين في القتال على الخطوط الأمامية في باخموت. ويعتبر بريغوجين أن الخطوط الروسية ستنهار في حال انسحب رجاله.