رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون.....كتب مئات الأغاني لفنانين عرب وعراقيين.....الزوراء تستذكر مسيرة الشاعر الغنائي الراحل سيف الدين ولائي


المشاهدات 2048
تاريخ الإضافة 2022/08/22 - 8:26 PM
آخر تحديث 2024/04/25 - 2:43 AM

ولد شاعرنا سنة 1915 في مدينة الكاظمية من أسرة كردية فيليَّة، وهو أول العاملين في إذاعة قصر الزهور عند افتتاحها سنة 1936، زاول مهنة الخياطة في شارع النهر لعدة سنوات وكان يذهب الى الإذاعة والتلفزيون بالقارب بعد انتهائه من عمله.. يعدُّ من أبرز شعراء الاغنية العراقية، تميزت كلماته بنكهة بغدادية خاصة.. كتب مئات الأغاني لفنانين عرب وعراقيين منهم (سميرة توفيق اغنية (الله وياك)، والمطربة فائزة أحمد أغنية (ما يكفي دمع العين)، ونرجس شوقي اغنية (شدعي اعليك يلي حركت كلبي)، الى المطربة راوية اغنية (ادير العين ما عندي حبايب)، والى المطربة نهاوند (يابه يابه شلون عيون عندك يابه)...

كتابة – جمال الشرقي:

مثلما استذكرنا العديد من المبدعين العراقيين الراحلين نستذكر اليوم مسيرة واحد من عمالة شعراء الاغنية الذين ما زلنا نتذوق حلاوة اغانيه ونتذكرها بسرعة عند سماع اول كلماتها، فإن سيف الدين ولائي واحد ممن كتب المئات من الاغاني. 
 درس  في مدرسة (الفيصلية الابتدائية) التي كانت قائمة في محلة السوق الجديد بالكرخ وفي مرحلة المتوسطة هذا العملاق الذي خلـَّف لسهراتنا العائلية، ولمناسباتنا السعيدة والحزينة معا، كل هذه الأغاني الرائعة التي تنبض بالدفء والعفوية والصدق، يستحق الذكر .
وهو أحد مؤسسي أول إذاعة عراقية في بغداد، وكانت في قصر الزهور عام 1936م، ولكل أغنية من أغانيه قصة خاصة بها تحتاج إلى التوثيق والدراسة، توفي الشاعر ودفن في دمشق عام 1984م في ضاحية السيدة زينب.
أغانيه 
مثلما ذكرنا عن الشاعر الراحل فقد كتب مئات الاغاني فمنها ما كتب للفنانة حفصة حلمي والى الثلاثي المرح اغنية (لالاولو)، والى انصاف منير اغنية (على ضيك ياكمر) وغيرهم.. ومن العراقيين كتب لياس خضر اغنية (من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك)، وكتب لفاضل عواد، وفاضل رشيد، وسليمة مراد، وعباس البصري، وللفنان رضا علي كتب نحو50 % من أغانيه منها (جيرانكم يا اهل الدار، واغنية حك العرفتونه وعرفناكم، ادلل عليه دلل)، وكتب للمطربة أحلام وهبي أغنية (عشاك العيون)، وغيرها وكذلك كتب للمطربة عفيفة اسكندر ولزهور حسين اغنية (غريبة من بعد عينج يا يمة) ولمائدة نزهت ولميعة توفيق وصبيحة ابراهيم وغيرهن.
وفي أحد اللقاءات الصحفية عندما سئل عن أقرب المطربين له أجاب أنه الفنان (رضا علي) لأنه شاركني في حيرتي وضيقي وقد وقف معي في الأفراح والأحزان .
آخر أغنيتين كتبهما الشاعر سيف الدين ولائي قدم الأولى منهما للمطرب عباس البصري (قدمت للولف من ورد الشباب والولف قدملي من شوك العذاب)، والأغنية الثانية (من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك) غناها الفنان ياس خضر.
أجمل أغنية 
هذا الحلو كَاتلني يا عمه... فدوه شقد احبه وارد أكلمه... انتي شلون عمتي... بيه ما افتهمتي... روحي كلها يمه ياعمه ياعمه... هو بالحسن باليني بلوه... احلى امن القمر وشويه اضوى... توه بالعشق ياعمه توه...قلبي اشلون اصبره... نار العشق كبرى... ماينحمل همه ياعمه ياعمه.
أشهر كتـّاب عصره 
لم تعرف الاغنية البغدادية عصرا تكامل فيه الابداع مثل العصر الذي كتب فيه كلماتها اشهرهم سيف الدين ولائي وعبد الكريم العلاف وجبوري النجار، ولحنها رضا علي وعباس جميل ومحمد نوشي، وسمعنا من اكثرهم تألقا وهو من شعر سيف (غريبة من بعد عينج يا يمة، عروسة والحبايب زافيه، عشاك العيون، ادير العين ما عندي حبايب، خي لا تسد الباب، حك العرفتونة وعرفناكم، هذا مو انصاف منك، على بالي ابد ما جان فركاك، اخاف احجي وعلى الناس يكلون، على الميعاد اجيتك، من علمك يرمي بسهم...)، وعشرات غيرها، عراقيون وعرب شاركوا في الغناء البغدادي الذي كتب بلغة ترقى الى ما تناولته النخب المثقفة في احاديثها اليومية، ولكن هذا الزهو البغدادي لم يستمر بتألقه لحدوث انعطافة في الشعر الشعبي الذي غلب عليه الطابع الريفي.
حلاوة أغانيه لدى المستمع 
كلنا يتذكر اغانيه عند اول كلماتها ومنها  ( غريبه من بعد عينچ ييمه ، هذا الحلو كاتلني يعمه، يبا يابه شلون عيون عندك يابه، سمر سمر ، من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك، تفرحون أفرحلكم ، جيرانكم يهل الدار، عشاگ العيون ، إسألوه لا تسألوني) وغيرها من الأغاني العذبة الشجية التي بقيت حاضرة يرددها الناس ويعيد مجدها المطربون الشباب . 
ولادته وعائلته 
ولد سيف الدين فاضل فرج في محلة أم النومي في الكاظمية عام 1915 من أب عراقي وأم عراقية اسمها (رباب)، كانت عائلته الكردية الفيلية تسكن الكرخ عندما دخل المدرسة الفيصلية الابتدائية في محلة الشواكة (باب السيف)، عمل مع والده الاسكافي ليدعم وضع العائلة المعيشي، في هذه الأثناء ظهرت عنده محاولات وارهاصات شعرية لكتابة المنولوجات والردات الحسينية لكثرة تردده على المجالس الحسينية ومخالطة شعراء لهم مثل هذه الميول إلى جانب تأثره بشعراء شعبيين من ذلك الزمن مثل مله عبود الكرخي والحاج زاير جبر الدويچ، فكتب أول أغنية وطنية له لحنها الفنان صالح الكويتي رائد الأغنية العراقية الحديثة، وقد أذيعت من اذاعة قصر الزهور الخاصة عام 1937، وهذه الاذاعة يملكها ويديرها الملك غازي بنفسه والذي كان مولعاً فيها أشد الولع، وفي هذه السنة تأسست الاذاعة اللاسلكية في بغداد التي أصبح ولائي أحد عناصرها المؤسسين والرافدين لها.. وفي أثناء حياته عمل في مجالات عدة لكسب العيش، منها عمله في أمانة العاصمة كمراقب بلدية عام 1951 ثم مأموراً في بلدية الكاظمية وأخيراً مديراً لها حيث مكان سكنه في هذه المدينة، ثم امتهن الخياطة في شارع النهر ببغداد لسنوات طويلة مع شريك له يدعى (أبو جاسم)، وأصبح محله هناك مكاناً ومركزاً لتجمع الأدباء والملحنين والمطربين مما خلق أجواءً مكنته من كتابة الشعر الغنائي بغزارة، وبعد الانتهاء من عمله بالمحل يعبر بالبلم إلى الصالحية حيث مكان دار الاذاعة والمقهى التي يجتمع بها المهتمون بشأن الأغاني.. وكان يحرص في كل الأوقات على الاحتفاظ بقلم وورقة ليكون جاهزاً لأية لحظة من لحظات الالهام التي تمر فيه عنوة وهذا السبب الذي جعلها رائجة بشكل واسع لدى العراقيين في جميع الأرجاء ولحد الساعة لأنهم يشعرون بأن هذه الأغاني نابعة من صميم واقعهم وأضحت جزءاً من تراثهم الغنائي الجميل، ولهذا وصف الفتاة العراقية فقال (السمره أحلاهن والبيضه تسواهن، واثنينهن أهواهن، وگلي---بي--- ما ينساهن ، فدوه رحت آه .
أشهر من لحن أغانيه 
كثيرون هم الذين لحنوا لسيف الدين وأشهر من لحن قصائده الغنائية هم الفنانون رضا علي ، سعيد العجلاوي ، عباس جميل ، قاسم عبيد ، محمد نوشي ، أحمد الخليل ، ناظم نعيم ، محمد جواد أموري وخزعل مهدي وخليل المختار وصالح الكويتي.... وغيرهم. فالملحن محمد نوشي مثلاً لحن لوحيدة خليل أغنية (على بالي ما چان فرگاك) من مقام حجاز، وغنت لميعة توفيق من ألحان نوشي أيضاً (هذا الحلو كاتلني يعمه) وهي من مقام العجم . أما ناظم نعيم فقد لحن من كلمات ولائي (خاله شكو شنهو الخبر دگليلي) التي غنتها زهور حسين وهي من مقام اوشار، بينما لحن أحمد الخليل من مقام الصبا (حرگت الروح لمن فاركتهم) لعفيفة اسكندر وأغنية (الله الله من عيونك) لأحلام وهبي وهي من مقام الرست.. وكان رضا علي صاحب الحظوة الكبيرة والأوفر حظاً في تلحين قصائد سيف الدين ولائي، فقد لحن أروع الأغاني وغناها بنفسه قبل أن يدفعها لغيره من المطربين، من هذه الأغاني: شفته وشافني والشوف شی---فيد ، سلم يولفي سلم ، هاليلة ليله من العمر، على الميعاد اجيتك، (سمر سمار ، الردته سويته ) وهما من مقام السيگاه ، وأغنية ( يبا يابه شلون عيون عندك يابه) من مقام حجاز التي منحها للمطربة نهاوند، وأغنية (جيرانكم يهل الدار) من مقام بيات دو ، و( اتدلل عليّ اتدلل) من مقام لامي. كما سجل الملحن رضا علي بصوته أغلب أغانيه التي لحنها منها: الليله ليله من العمر، حگ العرفتونه وعرفناكم، هاك الروح خذها وياك، لو الي لوحدي لو روح لهلك ، ذوبني گلبي ،إسألوها، داده دسمعي داده ،سلم يولفي وغيرها كثير.
مطربون غنوا لسيف الدين 
غنى له ابرز المطربين القدامى منهم من رحل ومنهم ما زال باقيا ومنهم سميرة توفيق من الأردن ( مگدر أگلك ، الله وياك روح تمهل بحبك)، راوية من سوريا ( ادير العين ما عندي حبايب، ميكفي دمع العين يابويه، أريد الله يبين حوبتي بيهم .. أريد الله يبين حوبتي بيهم ،أريد الله عله الفركه يجازيهم، كلما عذبوا حالي ، ساكت ما أجازيهم، لتنوحين يا روجي عليهم عليهم ... ألخ.
نهاوند من لبنان (يبا يابه شلون عيون، اتدلل عليّ اتدلل ، وين ألگه ال احبيّب وين الگاه ).
انصاف منير (على ضيك ياگمر ،آني زرعته للورد )... نرجس شوقي المصرية (شدعي عليك ياللي حرگت گلبي ،يا حلو كلي شبدلك ، الهجر مو عاده غريبه ).. یاس خضر (من علمك ترمی--- السهم يا حلو بعیونك).
احلام وهبي (عشاگ العيون ، سبع تيام من عمري حلالي، الله الله من عيونك، هلهلي بلله يسمره هلهلي ، السمره أحلاهن ).. زهور حسين ( أخاف أحچي وعليّ الناس يگلون، خاله شكو شنهو الخبر دگليلي ، تفرحون أفرحلكم ، غريبه من بعد عينچ ییمه).. مائدة نزهت (بيا عين جيتوا اتشوفوني، إسألوه لا تسألوني).. لميعة توفيق ( هذا الحلو كاتلني يعمه)... فائزة أحمد سورية الأصل (ميكفي دمع العين يا بويه ،جيرانكم يهل الدار، خي لا تسد الباب ، اشبيك يگلبي.. ميكفي دمع العين يابويه ، نار بدليلي نار يابويه.. مغرم وأدور وين يابويه ، وآنه غريبة دار يا بويه .... الخ.
نزهت يونس من لبنان (يا خاله) وكانت تطلق عليه لقب (الأخرس البغدادي) بسبب التأتة في الكلام أثناء تحدثه، ويلجأ لضرب ساقه أو يربت على ركبته او ركبة من يجاوره مما يساعده على الكلام.
يا خاله شوفيني شلون حالي ، أحبابي حرگوني بنار عذالي .. لو أنسى الأحباب ، لولولوه... أنشد وأدور عل الولف من دار إلدار، شنهو السبب ياخاله تخلوني محتار.. ياخاله شوفيلي حالي ، احبابي حرگوني بناري ، لولولوه ....
نرجس شوقي من أصل سوريا (شدعيلك ياللي حرگت گلبي ،هاي خدود لو لاله).
عفيفة اسكندر ( أغار إمن الهوه ، حرگت الروح لمن فارگتهم ، الف روح ، شايف خير ومستاهلهه ، ياغريب اذكر هلك ، گلب گلب ، هاك الروح خذها وياك ، اسم الله اسم الله محصن بالله ،هلك منعوك ، شوية خاف من الله ،آني گلبي من حديد ،بعيونك عتاب).
وحيدة خليل (على بالي ما چان فرگاك).
عباس البصري (قدمت للولف من ورد الشباب ، من علّمك ترمي السهم).
فرقة الانشاد (حنه حنه بايدها ، عروسه والحبايب زافيها، هليله ليله من العمر ، مو مني كل الصوچ).
أحمد الخليل (بين دمعه وابتسامه ).
سليمة مراد (هذا مو إنصاف منك ، الهجر مو عاده غريبه).
وهناك مطربون عرب آخرون غنوا من قصائده منهم سعاد محمد ، وردة، اسماعيل شبانه ، سميرة سعيد، نجاح سلام ، دلال شمالي، حفصة حلمي وغيرهم .
كما غنى من كلماته بعض مطربي الريف منهم عبد الصاحب شراد، إلى جانب العشرات من المطربين العراقيين، نذكر منهم هيفاء حسين وصبيحة ابراهيم وفاضل رشيد وطيور دجلة وقحطان العطار وفاضل عواد وعباس جميل وأحمد الخليل وسعدي توفيق وأمل خضير .
ومن خلال استعراض الأغاني التي كتبها المبدع سيف الدين يلاحظ ان كلماتها تمس حياة الناس، لذا أصبحت لصيقة بهم نظراً لما تمتلكه من جودة كلمات ومعاني، وزاد من روعتها عبقرية ملحنيها من الفنانين العراقيين، لذا فقد ظلت خالدة ولحد الآن يرددها الجميع من المطربين الجدد الذين يهدفون إلى الشهرة والانتشار.
من اين كان الراحل يستقي اغانيه ؟
لا بد لكل مبدع ان يكان هناك فنان او كاتب يستند في ابداعه الى قاعدة واسعة وخاصة الواقع الاجتماعي الذي يعيشه وينطلق منه، ولهذا كان سيف الدين  يلتقط بعض العبارات الدارجة التي يسمعها في أثناء تجواله في الشارع أو عند التحدث مع اصدقائه أو أفراد عائلته ليبني عليها كلمات كثيرة من أغانيه، واحياناً يُطلب منه كتابة أغنية بموضوع معين فيسارع لتنفيذ الطلب، أو ربما يسمع قصة مثيرة تدفعه لكتابة موضوعها في أغنية عندما تمنحه هذه القصة إلهاماً في لحظة من اللحظات، لذا كان القلم والورقة لا يفارقان جيبه (كما أسلفنا) ليسجل ملاحظاته تمهيداً لبناء أغنية مستقبلية.. ولهذا كتب عن العلاقات الاجتماعية بين الناس فقال :-
حگ العرفتونه وعرفناكم ، أيام حلوه گضينه وياكم
يومين والثالث هجرتوني ، وگعتو گلبي وتالي عفتوني
الله يجازيكم ، الله يجازيكم
أما أغنية (سمر سمر) التي لحنها وغناها رضا علي حصراً وسجلها عام 1953 فهي أغنية تلك السنة وسنوات أخرى تلت ، ولم يبق أحد من العراقيين لم يحفظها عن ظهر قلب لحناً وكلمات، فلقد كتبها ولائي في وصف سيدة مطلقة سمراء غاية في الجمال ذات عينين سوداوين واسعتين تشقان وجهها المدور الجميل، وقد افتن بها وسلبت لبه ولم يستطع اخفاء تعلقه بها فكتب : سمره وسيعة عين عيني سمر عيني سمر.. حلوه وجمالج زين عيني سمر عيني سمر.. سمر سمار يسمر، منچ يغار الگمر.. عيني سمر وين تروح ،إنت الگلب وإنت الروح وإنته الروح.. وقد اكتسبت شهرة وانتشاراً كبيراً غير معهود، وأصبحت أغنية الجماهير دون منافس، وتربعت على عرش الأغنية العراقية، وكانت تذاع يومياً وفي جميع حلقات برنامج (طلبات المستمعين)، وحينها سجلت دوائر النفوس في عام 1953 ولادات جديدة بأسماء ( سمر، سمراء، سميرة ) تأثراً بهذه الأغنية، وقد امتدت شهرة الأغنية إلى الدول المجاورة .
شهادات في حق الراحل 
استطلعت الزوراء شهادات بعض الكتاب والفنانين العراقيين في حق شاعرنا المستهدف سيف الدين ولائي فكان منهم 
الكاتب عبد الجبار العتابي 
في تتبع لتاريخ الغناء سنجد اسمين لهما حظوة كبيرة في كتابة الاغاني هما : جبوري النجار (1911 - 1976) وسيف الدين ولائي (1915 – 1984)، لكنني ارى ان التميز كان يحسب لولائي في تسطير كلمات متجانسة ولها معنى وواضحة على عكس النجار الذي لا نجد في بعض اغانيه ترابطا حميميا .
 لكن ولائي استطاع ان يعبر الى التجدد وعدم التعكز على المفردات القديمة، واشعر انه أدخل الاغنية في مزاج جديد فيه الكثير من المشاعر والاحاسيس التي صار لها وقع في قلب المسستمع خاصة انه اشتغل على تعابير من الواقع زينها بألوان فيها النكهة البغدادية المحببة تسر السامع ، وكانت سلسة على حناجر من غناها ، ويمكنني ان اتغنى بعذوبة كلماته التي تغنى بها ياس خضر في اغنية (من علمك ترمي السهم يا حلو بعيونك)، وجماليتها عند المطربة أحلام وهبي بأغنية (عشاك العيون)، ولا يمكن تجاوز رسمه للوحة الحزن لزهور حسين في اغنية (غريبة من بعد عينج يا يمة)، والكثير مما منحت المغنين والمغنيات سفرا جميلا وخالدا.
ولا يمكن إلا النظر باستمتاع المغنيات العربيات حيث سمعنا المطربة سميرة توفيق وهي تغني (الله وياك)، وسمعنا المطربة فائزة أحمد وهي تغني (ما يكفي دمع العين)، وسمعنا المطربة نرجس شوقي بأغنية (شدعي اعليك يلي حركت كلبي)، كما سمعنا المطربة راوية وهي تترنم بأغنية (ادير العين ما عندي حبايب)، وصولا الى المطربة نهاوند التي غنت (يابه يابه شلون عيون عندك يابه)!، وهذه الاغاني ظلت راسخة في الذاكرة وطالما راحت تتجدد في حناجر اجيال مختلفة من المطربين لانها اكتملت، لكننا ننظر دائما الى ان الكلمات هي الاساس الذي يعتمد عليه الملحن.. سيف الدين ولائي.. اسم تحتفل به الاغنية البغدادية بشكل خاص والاغنية العراقية بشكل عام كلما ارتفعت رايات استعراضاتها عبر الزمن .
فاروق هلال 
سيف الدين ولائي لا يمكن  ان يسمى شاعرا غنائيا وحسب، قد يكون واحدا من الجيدين في هذا المجال الذي تعدد فيه الجيدون، لذا يمكن ان يطلق عليه الشاعر التراثي المؤسس لنمط شعري يرتبط الى الامثال التي يستشهد بها في الحياة الاجتماعية اضافة لاستخدام الحكاية كثيمة للمستهل وسار على هذا النهج معظم معاصريه، وبكل هذه المؤهلات الابداعية يمكن ان نطلق عليه شاعر الغناء التراثي في العراق.
محمد المحاويلي  
في برنامج تلفزيوني أعده وقدمه الشاعر العراقي المعروف محمد المحاويلي ركز فيه على حياة الشاعر الغنائي الكبير سيف الدين ولائي فقال: سيف الدين ولائي شاعر كبير ترك بصمة رائعة في مسيرة الاغنية العراقية هذا الشاعر كتب روائع الغنا العراقي بقيت تراثا في تاريخ الاغنية العراقية ولد في مدينة الكاظمية عام 1915 ودرس في مدرسة الفيصلية الابتدائية التي تسمى اليوم الكرخ حتى عام 1928 وفصل لأسباب سياسية، يعتبر من مؤسسي اول اذاعة عراقية في قصر الزهور في زمن الملك غازي 1936، وامتاز بعذوبة شعره وسلاسته، كما تفرد في موضوعات تخص حياته وحياة الناس .


تابعنا على
تصميم وتطوير