رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: سامي عبد الحميد لـ "الزوراء":حصلت على أكبر جائزة من الرئيس التونسي زين العابدين لم يحصل عليها أي عراقي من قبل


المشاهدات 1790
تاريخ الإضافة 2018/03/18 - 5:05 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 1:56 PM

[caption id="attachment_156113" align="alignnone" width="300"]من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: سامي عبد الحميد لـ "الزوراء":حصلت على أكبر جائزة من الرئيس التونسي زين العابدين لم يحصل عليها أي عراقي من قبل من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: سامي عبد الحميد لـ "الزوراء":حصلت على أكبر جائزة من الرئيس التونسي زين العابدين لم يحصل عليها أي عراقي من قبل[/caption] حوار جمال الشرقي اقولها بصراحة لقد وجدت نفسي وانا احضر احتفالية الاحتفاء بالفنان الكبير سامي عبد الحميد التي اقامها مؤخرا ملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين في قاعة الجواهري التابعة لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين اقف امام اكبر طاقة فنية وشخصية نادرة، كنت انظر اليه وانا اشعر ان كل كلماته وكأنه على خشبة المسرح، ذلك الممثل الكبير الذي رايته في النخلة والجيران وملحمة كلكامش وماكبث واكبر الاعمال العراقية التي فعلا خلدت الفن العراقي داخل وخارج العراق، وجدته ذلك الممثل الكبير يوم صفق له الجمهور على خشبة قاعة الخلد ومسرح الرشيد والمسرح القومي . احترت معه من أي الاسئلة ابدأ الحوار فكلما كان يقوله خلال الجلسة هو تاريخ كبير لا تكفيه جريدة الزوراء كلها بل ولا تكفيه كتب .   اجريتِ الحوار مستعيننا بالكثير مما طرحه هو وما جاء على لسان المشاركين . فقررت اخيرا ان اجعل الحوار بجزءين عسى ان افي بشيء قليل مما يحمله هذا الكثير الكبير . وجدت نفسي امام قامة مسرحية كبيرة اسمها سامي عبد الحميد، لماذا؟ لان اكثر ستين سنة من الفن والعمل الدؤوب على مسارح العراق ومسارح الوطن العربي والعالم قدمها هذا الرجل الذي يناهز عمره اليوم التسعين من سنة من العمل على خشبة المسرح الفنان سامي عبد الحميد غني عن التعريف وتاريخ حافل بالانجازات الفنيه وتخرج من تحت يده مئات الفنانين ومنذ عقود من الزمن...وكان هذا الفنان دوما يحضى باحترام كل الفنانين عراقيين وخارج العراق كونه احد عمالقة المسرح العراقي ونال مانال من التكريمات والجوائز وكنا دوما نكن له كل الاحترام اولا كونه استاذا في كلية الفنون الجميلة وثانيا رائد من رواد الحركة المسرحية في العراق والوطن العربي.. الفنان سامي عبد الحميد الكاتب والممثل والمخرج من مواليد السماوة في العراق عام 1928 أستاذ متمرس في العلوم المسرحية بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد. حاصل على ليسانس الحقوق ودبلوم من الأكاديمية الملكية لفنون الدراما في لندن وماجستير في العلوم المسرحية من جامعة اورغون الولايات المتحدة. رئيس اتحاد المسرحيين العرب وعضو لجنة المسرح العراقي وعضو المركز العراقي للمسرح ونقيب سابق للفنانين العراقيين الف عدة كتب تخص الفن المسرحي منها : فن الإلقاء، فن التمثيل، فن الإخراج. ترجم عدة كتب تخص الفن المسرحي منها : العناصر الأساسية لإخراج المسرحية الكسندر دين، تصميم الحركة لاوكسنفورد، المكان الخالي لبروك -جريدة الزوراء تتقدم لجنابكم الكريم بالتحيات والأماني بالصحة وطول العمر . - شكري وتحياتي لاقدم جريدة عراقية كان لها السبق في تناول أخبارنا منذ زمن بعيد. -في هذا اليوم وانت ترى اكثر من نصف الجالسين هم فنانون تدربوا على يدك او عملوا معك ماذا تود ان تقول؟ -هذه المناسبة السعيدة تذكرنا وتعيد شريط الذكريات في مخيلتي فاتذكر اول من علموني المسرح ودرسوني ومنهم من عمل معي اكبر الاعمال العراقية . اتذكر يوم درست في الاكاديمية الملكية بفنون الدراما في لندن اتذكر استاذي الذي درسني فن الالقاء وهو الذي حفزني لان اؤلف كتابا في فن الالقاء بعنوان تربية الصوت وفن الالقاء والذي تطور بعد اذن مع زميلي وصديقي الراحل بدري حسون فريد ثم زاد حجم الكتاب ليكون بأربعة أجزاء حسب مراحل الكلية ومن أصدقائي العراقيين الذين رحلوا ابراهيم جلال ويوسف العاني وبدري حسون فريد وخليل شوقي وجاسم العبودي وجعفر السعدي وقبل ان اكون عضوا في فرقة المسرح الحديث ذهبت لاعمل مع جعفر السعدي في مسرحية فلوس التي قدمها في قاعة الشعب عام 1951 ومن اصدقائي الراحلين ايضا الفنانة زينب وفخرية عبد الكريم وناهدة الرماح . -ناهدة الرماح كانت لك معها ذكريات؟ -انا الذي جئت بالفنانة ناهدة الرماح الى المسرح عندما التقينا في فيلم من المسؤول وشجعتها على أن تشترك في مسرحية الرجل الذي تزوج امرأة خرساء وكان اول عمل اخرجه بنفسي واعترف امام جريدتكم انني لم اعرف مبادئ الإخراج وكنت استعين باستاذي ابراهيم جلال لكي يعلمني كيف اخرج هذه المسرحية . -مسيرتك الطويلة وانت طويل العمر تناهر التسعين ما ارقى شهادة تكريم حصلت عليها ؟ -حسب تقديري اقول ان وسام الثقافة الذي حصلت عليه من رئيس الجمهورية التونسية الراحل زين العابدين بن علي واقولها بصراحة هذه الجائزة لم تمنح للعراق الا لاثنين من العراقيين هو انا والراحل جبرا ابراهيم جبرا -حضرتكم درستم في اكاديمية الفنون الجميلة كأستاذ متمرس ومرت عليك الكثير من اطاريح الفن التي كان الطلبة بعدونها . كيف ترى فائدتها وهل كانت لها او لبعضها جدوى ؟ -اقولها بصراحة كلها مركونة على الرفوف لا تفيد ولكن في كل جامعات العالم تقام بحوث كبيرة من اجل خدمة الميدان نفسه فقولوا لي اي اطروحة في العراق استخدمت لتطوير الحركة المسرحية في العراق والغريب ان درجة الامتياز تمنح مجانا لكل من هب ودب وصدقوني ان شهادة الدكتوراه في العراق ما اسه لان يحصل عليها الطالب . لم تعد لها قيمة خصوصا للذين يعملون في الفن. -هل يجد الفنان سامي عبد الحميد فروقات بين حقول الفن اي السينما والمسرح والاذاعة والتلفزيون وغيرها؟ -اولا الصدق في الاداء والاقتناع والاقناع واقولها بصراحة لا في التلفزيون ولا في المسرح ترى الممثلين يقتنعون ويقنعون ليسوا صادقين الان ليس كما كنا ناتي للمسرح وكلنا نحب عملنا نضحي في الكثير من اجل عملنا . -ما العمل الذي تراه تاريخيا مسجلا للتاريخ ؟ -نعم هناك الكثير من الأعمال التي قدمتها اعتبرها انا فيها نوع من التفرد واولها مسرحية ملحمة كلكامش تلك الملحمة التي اعتقد انها اصل الدين اخرجت بالغرب كأوبرا وباليه ولكن للاسف لم نعرف عنها شيئا الا في بداية سبعينيات القرن الماضي عندما ترجمها الاثاري الرائع طه باقر واطلعت عليها وعندما اخرجتها كملحمة في اكاديمية الفنون الجميلة كانت مبهرة واتذكر ان الناقد الراحل الدكتور علي جواد الطاهر كتب مقالة عن الملحمة وقال هذه المسرحية يجب ان تخرج خارج العراق وبنا على هذا طلب مني الراحل عبد الامير معلة ان اخرجها للفرقة القومية للتمثيل في حينها وكان معي الفنان الراحل كاظم حيدر مصمما للديكور والازياء واتذكر عندما عرضت في دمشق قال بعض النقاد انك كنت متحفيا في تقديمك لهذه الملحمة . كما كان لي الفخر ان اعمل على اخراج مسرحية بيت برنلدا البا حيث قمت فيها بدلا من ان اقيم بيتا اسباني بنيت قفصا كبيرا واعتبرته سجننا وقفصا في ان واحد والمسرحية كانت تتحدث عن حرية المرأة. -هل يتمنى الاستاذ سامي وهو في التسعين ان يؤدي دورا معيننا لتمثيله؟ -ادوارا كثيرا ولكني لا اعتقد ان امثل دورا معيننا فعلى سبيل المثال دور الملك لير فلا اعتقد انني استطيع ان اقدم الدور بنفس الهمة السابقة التي قدمتها عام 1985. -هذا الجيل الرائع الذي عملت معه وله وما زلت ترى الكثير من الفنانين فهل فلم تجيز اقامة تمثال لعراقي تقترحه انت ؟ -هناك شخصيات كانت مؤثرة في الوسط الفني ولدى الناس ولهذا اقترح جدارية تمثل اركان او اعمدة الفن الحديث ابتدا من حقي الشبلي الى تلامذته ابراهيم جلال وجعفر السعدي وجاسم العبودي وبهنام ميخائيل ويوسف العاني وقاسم محمد وصولا الى عوني كرومي. -كيف نستطيع ان نطلق عناوين فنان كبير او قدير او مبدع ؟ -اراها مجانية فلا وجود لهذه التسميات وفنان تطلق فقط للتشكيلي. -كيف ترى المرأة العراقية الممثلة ؟ -كانت هناك ممثلات وكلهن جئن ليس عن ربح بل حب وفن حقيقي مثل زينب ووداد سالم رغم ان اكثرهن لم يدرسن المسرح . -ما تقييمك للدراما الاذاعية ؟ وهل سمعت ؟ -اتذكر ان بعض القائمين على الدراما الاذاعية كانوا يستدعوني ان اشارك معهم واعتقد ان الدراما الاذاعية الان قليلة اذ كانت كل شهر تقام . -ماذا تذكرك الاماكن او المسارح التالية . قاعة الخلد . مسرح الرشيد . المسرح القومي ؟ -قاعة الخلد تذكرني بمسرحية القرابه من تاليف الراحل يوسف العاني ولاول مرة اقول تكتب مسرحية على غرار المسرح الملحمي . اما قاعة مسرح الرشيد تذكرني بالملك لير واتذكر عندما انتهى العرض هجم علي عدد من المشاهدين ليحيوني وقسم نهم كانوا يبكون . اما المسرح القومي فاتذكر ان الاتحاد السوفيتي اقام معرضا تجاريا صناعيا في كرادة مريم وعندما انتهى المعرض اهديت جميع مخلفات المعرض بما فيها الابنية الى الحكومة العراقية ومن جملتها كانت هناك قاعة مسرح . واتذكر مسرحية النخلة والجيران التي قدمت على خشبة المسرح القومي . -هل نستطيع ان نجد نظاما نصنف من خلاله الفنان كمصور . كمخرج كممثل؟ -صعب مثل هذا التصنيف في العراق وهنا اتذكر انه طلب منا في دائرة السينما والمسرح ان نصنف اعضا الفرقة القومية للتمثيل وعندما وضعنا اسم قاسم محمد اولا ووضعنا اسم زوجته خالده اخيرا واذا بها تعترض ففي العراق لا نقبل النقد . -هل ترى ان احد الفنانين يجانبك بالقيمة الموجود والراحل منهم ؟ -لا انس ابراهيم جلال اكفأ مني ولا انس قاسم محمد وبصراحة كان جميع الممثلين يؤدون بشكل لا تستطيع ان تبعد بصرك عنهم . اقول وانا اختتم الجزء الاول من الحوار مع سنديانة المسرح العراقي لقد وجدت في كلمات سامي عبد الحميد ما يُحزن المعلم حيث يؤكد أن «التراجع بدا واضحاً في المسرح العراقي خاصةً وقد أصبح من السهل على الفنان الاعتذار عن تقديم بعض الاعمال بحجة إيكال دور صغير إليه مُتناسياً مقولة (ليس هنالك دور كبير وصغير بل هنالك فنان كبير وفنان صغير جدير بالذكر ان اذكر ان عبد الحميد كتب عشرات البحوث من أهمها الملامح العربية في مسرح شكسبير، السبيل لإيجاد مسرح عربي متميز، العربية الفصحى والعرض المسرحي، صدى الاتجاهات المعاصرة في المسرح العربي. وشارك في عدة مهرجانات مسرحية ممثلا ومخرجا أو ضيفا منها مهرجان قرطاج، مهرجان المسرح الأردني، مهرجان ربيع المسرح في المغرب ومهرجان كونفرسانو في إيطاليا ومهرجان جامعات الخليج العربي وأيام الشارقة المسرحية. حصل على الكثير من الجوائز والأوسمة منها : جائزة التتويج من مهرجان قرطاج، وسام الثقافة التونسي من رئيس جمهورية تونس، جائزة الإبداع من وزارة الثقافة والإعلام العراقية، جائزة أفضل ممثل في مهرجان بغداد للمسرح العربي الأول. من أشهر أعماله الإخراجية المسرحية : ثورة الزنج، ملحمة كلكامش، بيت برناردا، البا، انتيغوني، المفتاح، في انتظار غودو، عطيل في المطبخ، هاملت عربيا، الزنوج، القرد كثيف الشعر. اما افلامه السينمائية فهي -فيلم (من المسؤول؟ - 1956) إخراج : عبد الجبار ولي. -فيلم (نبوخذ نصر 1962) إخراج : كامل العزاوي. (أول فيلم عراقي ملون). -فيلم (المنعطف 1975) إخراج : جعفر علي. -فيلم (الأسوار 1979) إخراج : محمد شكري جميل. -فيلم (المسألة الكبرى (فيلم) 1982) إخراج : محمد شكري جميل. -فيلم (الفارس والجبل 1987) إخراج : محمد شكري جميل. -فيلم (كرنتينا) للمخرج : عدي رشيد. -المسرحيات التي مثلها -مسرحية (النخلة والجيران) للمخرج المسرحي الراحل : قاسم محمد. -مسرحية (بغداد الازل بين الجد والهزل) للمخرج المسرحي الراحل : قاسم محمد. -مسرحية (الإنسان الطيب) للمخرج المسرحي الراحل : عوني كرومي. -مسرحية (انسو هيروسترات) لمؤلفها العالمي : غريغوري غورين - إخراج : فاضل خليل. -مسرحية (قمر من دم) إخراج : فاضل خليل -مسرحية (غربة): اخراج كريم خنجر الى هنا ينهي الجزء الاول من الحوار مع سامي عبد الحميد عملاق المسرح العراقي الذي لا تكفي لذكر سيرة حياته كتبا ومقالات وسنلتقي مرة اخرة معه الاثنين القادم لنكمل ما تبقى من حوار ولنعرف اخر ما لدية الان من اعمال واشياء اخرى .

تابعنا على
تصميم وتطوير