باراك: الضغوط العالمية لعزلنا تتأجج وسنتهاوى كما حصل لنظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا
تقارير
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1503
تاريخ الإضافة 2015/01/10 - 8:44 PM
آخر تحديث 2023/06/06 - 9:00 AM
[caption id="attachment_909" align="alignnone" width="300"]

باراك: الضغوط العالمية لعزلنا تتأجج وسنتهاوى كما حصل لنظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا[/caption]
الناصرة /وكالات:
قالَ وزير الأمن الإسرائيليّ السابق ورئيس الوزراء الأسبق، ايهود باراك، إنّ مواصلة بنيامين نتنياهو قيادة إسرائيل سيؤدّي عاجلاً أمْ أجلاً إلى كارثة، على حدّ تعبيره.
وجاءت أقوال باراك، الذي اعتزل الحياة السياسيّة قبل سنتين، في مقابلةٍ مع صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي أكّدت في عددها الصادر اول امس الجمعة، على أنّها ستقوم في الأسبوع القادم بنشر حديث آخر مع باراك يتمحور حول التهديد النوويّ الإيرانيّ، وموقفه من توجيه ضربة عسكريّة لتدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة. وقال باراك، إنّه خلال توّليه منصب وزير الأمن في حكومة نتنياهو-ليبرمان، كان يجتمع كلّ يوم جمعة مع نتنياهو ومع وزير الخارجيّة أفيغدور ليبرمان في المقّر الرسميّ لرئيس الوزراء، وبحسب أقواله، فإنّه حاول إقناعهما بضرورة التقدّم في ما يُطلق عليها العملية السلمية مع الفلسطينيين، إلّا أنّهما رفضا ذلك، لافتًا إلى أنّ المفاوضات مع الفلسطينيين، كانت ستُقلل حملة الضغوط والانتقادات الدوليّة ضدّ إسرائيل، في حال قيامها بشنّ حملة عسكريّة ضدّ إيران، ومُشدّدًا على أنّه كان يعلم بأنّ الهجوم على إيران، يعني اندلاع مواجهة جديدة مع حزب الله اللبنانيّ.
وأقّر باراك في معرض ردّه على سؤال بأنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة عبّرت عن معارضتها للهجوم على إيران، كما أنّ عددًا من الوزراء رفضوا هذا التوجّه، كما أنّ الرئيس الدولة آنذاك، شمعون بيريس، عارض الضربة. وزعم باراك أيضًا أنّه كان طيلة الوقت يقول لنتنياهو وليبرمان إنّ المفاوضات مع الفلسطينيين مهمّة للغاية، حتى لو أنّ التهديد الإيرانيّ لم يكُن موجودًا، ولكنّ ليبرمان كان يردّ دائمًا، أضاف باراك، بأنّه لا يوجد أيّ أمل في التوصّل لاتفاق مع الفلسطينيين.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ رئيس جهاز الموساد السابق، مئير داغان، كان قد أكّد في حديث تلفزيونيّ على أنّه لا توجد خطة إسرائيليّة لمهاجمة إيران حتى نهاية العام 2012، ولا توجد لإسرائيل قدرة على وقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ. وحذّر من أنّ مهاجمة طهران ستؤدي إلى حرب إقليمية، وأنّ حربا مع حزب الله ستضطر إسرائيل إلى مهاجمة سوريّة. وأوضح داغان أنّه ينصح نتنياهو بعدم اتخاذ قرارٍ بشنّ هجوم وعدم اختيار الحرب مباشرة ويجب دراسة كل البدائل، على حدّ قوله.
علاوة على ذلك، قال رئيس الموساد السابق إنّ قدرات إطلاق النار لدى حزب الله هي بمستوى قدرات دولة حتى أعلى من قدرات بعض الدول في المنطقة، وقدرته على إطلاق النار تغطي كل الأراضي الإسرائيلية، ولن يُميّز بين هدف مدنيّ وعسكريّ وإذا دخلت إسرائيل الحرب مع حزب الله فإنّها لا تعرف كيف ستخرج منها. وحذّر من أنّه يجب على صنّاع القرار في تل أبيب أنْ يعرفوا بأنّ الحرب لن تكون مقابل إيران فقط وإنما حرب إقليمية بمشاركة سورية، إذا ما اضطرت إسرائيل لمهاجمة أهداف حزب الله في أراضيها والتحدي الإقليميّ الذي ستقف أمامه إسرائيل لا يمكن احتماله، على حدّ قوله. وتطرّق وزير الأمن الإسرائيليّ السابق إلى العزلة الدوليّة التي تُعاني منها إسرائيل، وقال إنّه يتوقّع أنْ يقوم العالم بممارسة الضغوطات على إسرائيل بسبب استمرار الاحتلال، مشدّدًا على أنّه هذه الضغوط ستكون مماثلة للضغوط التي مارسها المجتمع الدوليّ على النظام العنصريّ في جنوب إفريقيا، إبّان نظام العزل العنصريّ (الأبرتهايد).
وأضاف أنّ دولة جنوب إفريقيا كانت الدولة الأقوى في القارّة السمراء، ولكنّها لم تتمكّن من الصمود أمام الضغوطات، لافتًا إلى أنّ حركة المقاطعة ضدّ إسرائيل آخذة في التنامي في جميع انحاء العالم، على حدّ قوله. وفي معرض ردّه على سؤال قال إنّ الضغوطات على إسرائيل من قبل المجتمع الدوليّ، كما جرى مع جنوب إفريقيا، خلال حكم الأقليّة البيضاء، آتٍ لا محال، مُحذّرًا في الوقت عينه من أنّ إسرائيل تسير بسرعة إلى دولة واحدة للشعبين الإسرائيليّ والفلسطينيّ.
وتابع قائلاً إنّه في العالم يتبلور الشعور بأنّ إسرائيل لا تقصد ما تقوله، وبأنّ القيادة الإسرائيليّة توصلّت إلى نتيجة مفادها أنّه لا يوجد حل مُقنع للشعبين، والذي بإمكانه أنْ يُوفّر الأمن لإسرائيل، وأنّه بالتالي لا يوجد أمام إسرائيل أيّ مفر، سوى مواصلة الاحتلال، ومنح الفلسطينيين الحكم الذاتيّ، على حدّ قوله.
وقال باراك أيضًا إنّه قبل 35 عامًا كان يُلقي المحاضرات في الجامعات الأمريكيّة وحينها كانت الجامعات مؤيدّة لإسرائيل، أمّا اليوم فقد تغيّرت المعادلة كليًّا، فعندما تُدعى لإلقاء محاضرة يُبلغونك مسبقًا بعدد المتظاهرين الذين سيُشاركون في التظاهرة ضدّ المُحاضر الإسرائيليّ.