الزوراء/ جاسم الطائي ـ مهدي كريم
لكونه يُعد صرحاً تراثياً نادراً يمثل الهوية الإسلامية والتاريخية لبغداد ويحضى بدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، باشرت دائرة الإعمار الهندسي التابعة لوزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة بأعمالها الاستشارية لمشروع تأهيل مئذنة جامع الخلفاء في قلب العاصمة بغداد، والتي تُعد من أقدم وأهم المعالم الإسلامية العباسية.
وقال مدير عام الدائرة محمد حيدر الساكني خلال زيارته الميدانية إلى موقع المشروع برفقة مدير قسم التصاميم بلسم علوان شلال انه تمت المباشرة الفعلية بالمشروع من قبل الفريق الاستشاري الهندسي والمشروع ينفذ من قبل شركة رحاب نينوى للمقاولات العامة ، التي تمتلك خبرات سابقة في تأهيل مبانٍ تراثية كمنارة الحدباء في الموصل وجامع الأغوات، فيما تُشرف دائرة المباني التابعة للوزارة بمهام دائرة المهندس المقيم. والجهة المستفيدة من المشروع هي ديوان الوقف السني / الدائرة الهندسية.
واضاف الساكني: من خلال زيارة موقع العمل تم عقد اجتماع موسع ضم الأطراف كافة تمت مناقشة الدراسة الأولية التي قدمتها الشركة المنفذة، وتم توجيه الفريق الاستشاري لتدقيقها وإعدادها للعرض على دائرة الآثار والتراث بهدف استكمال الموافقات الأصولية، تمهيداً للبدء بأعمال التدعيم.
وأشار الساكني انه تم الأيعاز بالإسراع في إجراء فحوصات الجيورادار وتحليل التربة، ورفع النتائج إلى الفريق الاستشاري لتحديد الإجراء المناسب، مع التأكيد على عقد اجتماع عاجل مع ممثلي أمانة بغداد / الرصافة لحسم موضوع خطوط المجاري المحيطة بالمئذنة قبل الشروع بأعمال الدعم الإنشائي.
وأوضح الساكني أن جامع الخلفاء يُعد صرحاً تراثياً نادراً يمثل الهوية الإسلامية والتاريخية لبغداد، ويحظى بدعم مباشر من دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني ومتابعة حثيثة من وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة الأستاذ بنكين ريكاني
وأشار الساكني إلى أن الدائرة، من خلال ملاكاتها الهندسية المتخصصة، تضع خبراتها في خدمة صون التراث الإسلامي والمعماري العراقي، مؤكداً أهمية هذا المشروع في الحفاظ على الهوية الثقافية للبلاد. حيث يقع الجامع في قلب الرصافة، وتحديداً في شارع الجمهورية وسط بغداد القديمة، تنتصب مئذنة جامع الخلفاء شامخة منذ أكثر من ألف عام، شاهدة على عمق الحضارة الإسلامية في العراق، وإرث الدولة العباسية الذي لا يزال ينبض بالحياة.
تُعد مئذنة جامع الخلفاء أحد أقدم المعالم الإسلامية الباقية في بغداد، وقد شُيّدت في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله سنة 499 هـ / 1105 م، وهي الجزء الوحيد المتبقي من المسجد الأصلي بعد تعرضه للهدم وإعادة البناء عدة مرات عبر القرون.
يبلغ ارتفاع المئذنة حوالي ( 34 متراً)، وهي مبنية من الطابوق (الآجر) بزخارف هندسية بديعة ونقوش إسلامية على الطراز العباسي، وتُلفّ حولها سلالم حلزونية داخلية تؤدي إلى أعلاها، حيث كان المؤذن يرفع الأذان منها على مرّ العصور.
لم تكن المئذنة مجرد مَعلم معماري، بل كانت منارة دينية وثقافية، إذ كانت شاهداً على خطب الجمعة، والدروس العلمية التي ألقيت في الجامع، وشاهدة على حراك بغداد العلمي والديني في عصر ازدهارها. وهذا ما دعى الحكومة إلى الاهتمام بهذا المعلم التراثي البغدادي والاسرع بمعالجة الميل الحاصل في جسم المائذنه.