ممثل عراقي يعد واحدا من اهم أعمدة الفن المسرحي والدرامي في العراق، وواحدا من المثقفين العراقيين المتنورين، حيث قدم للمشهد الثقافي العراقي منذ تخرجه في المعهد حتى وفاته في العاصمة الاردنية عمّان الكثير من الابداع في مختلف المجالات الفنية، وصار اسماً لامعاً في سماء الثقافة العراقية، رغم زحمة النجوم في المسرح والسينما، حتى بعد أن اختار المنفى مكاناً له، حيث قدّم أعمالا مسرحية ودرامية مازالت راسخة في الذاكرة.
الممثل العراقي سامي السراج، الذي ولد في ديالى، ليصبح ذلك الطفل الذي قدم الكثير من الإبداع في مختلف المجالات الفنية، وصار اسماً لامعاً في سماء الثقافة العراقية، فحظي بذلك على محبة الشارع العراقيّ، واحتفاء النقاد والمهتمين بالشأن الفنيّ. فقدم أعمالا مسرحية ودرامية مازالت راسخة في الذاكرة، خاض الكثير من تجارب المسرح العراقي، وقضاياه الإنسانية، والاجتماعية، والفكرية.
سامي السراج ولد في مدينة بعقوبة وتخرج في فرع التمثيل والإخراج بمعهد الفنون الجميلة عام 1965 ، وعين مدربا فنيا في مديرية الفنون الجميلة بوزارة التربية، وفي أيلول 1974 نقلت خدمــــاته الى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وفي شهر اب 1981 جاء الى الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، ليكون أحد أعضائها البارزين في انتاجاتها المسرحية وفيما بعد أصبح مديرا لها.
والفرقة القومية للتمثيل تعد الفرقة المسرحية الأولى التي تشكلت بمبادرة من الفنان الرائد الراحل حقي الشبلي مع مجموعة من الفنانين المسرحيين يوسف العاني، عزمي الصالح، سلام علي السلطان وجعفر العلاق، بتاريخ 14/ايار/1967 وكانت باكورة أعمالها المسرحية (وحيدة) من إعداد الفنان حقي الشبلي عن الكاتب موسى الشهبندر وإخراج الفنان الرائد الكوميدي محمد القيسي وكانت فكرتها حول موضوعة الخير والشر، وتم تقديمها في مسرح الفرقة السابق في كرادة مريم بتاريخ 13/10/1968.. وكانت الغاية من تأسيس الفرقة القومية للتمثيل هو جمع الفنانين المسرحيين العراقيين الأكاديميين، وكان أغلبهم من خريجي الجامعات الأمريكية والبريطانية وروسيا وبلغاريا، إضافة الى خريجي أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. وقد استطاعت الفرقة بالفعل استقطاب أغلب هؤلاء الفنانين من أكاديمية الفنون الجميلة والفرق الأهلية في بغداد، التي عملت الى جانب الفرقة القومية ومن أهمها (فرقة مسرح الفن الحديث ومؤسسها الفنان الكبير يوسف العاني مع عدد من الفنانين الكبار، خليل شوقي وسامي عبد الحميد وإبراهيم جلال).وكانت هذه الفرقة تعد من أنشط الفرق المسرحية ولها جمهور واسع في جميع المحافظات وبغداد وكانت تتخذ من مسرح بغداد (المهمل اليوم بإرادة حكومية) مقراً لها.. وقد جاءت ولادة الفرقة القومية للتمثيل في ظل حركة مسرحية وثقافية كان يشهدها الواقع الثقافي العراقي في أوج عطائه ورقيه الإبداعي، مما جعل الفرقة القومية تأخذ مساراً جديداً وتتوج رسمياً لحمل راية المسرح العراقي في المهرجانات المسرحية العربية والدولية وحصلت خلالها على العديد من الجوائز والتكريمات ومن أهمها (مهرجان القاهرة التجريبي ومهرجان دمشق المسرحي ومهرجان قرطاج المسرحي والمهرجان الأردني)، وقدمت عروضاً مسرحية مختلفة في المغرب وتونس، والجزائر، والإمارات، والقاهرة.
ضمت الفرقة القومية للتمثيل آنذاك ثلة إبداعية من المخرجين وممثلين وصناع الحدث المسرحي من ديكور واضاءة ومكياج الذين امتازوا بتنوع تجاربهم واساليبهم الإخراجية واستفادتهم من دراستهم الأكاديمية في الدول التي درسوا فيها ومن هؤلاء المخرجين الكبار كقاسم محمد و سليم الجزائري ومن أهم أعماله المسرحية (الثعلب والعنب، وجيش الربيع)، وللمخرج الراحل جاسم العبودي ومن أهم أعماله المسرحية (كلهم أولادي)، والمخرج الكبير الراحل إبراهيم جلال ومن أعماله (المتنبي والشيخ والغانية، البيك والسائق)، وقد اتسم أسلوبه بالمدرسة البرشتية، ومحسن العزاوي في مسرحية «روميو وجوليت» وغيرها، وكذلك الممثلون تواجدت أسماء مهمة منهم سامي السراج وسامي قفطان ونزار السامرائي وقائد النعماني وعزيز خيون وعزيز عبد الصاحب وفاطمة الربيعي وفوزي مهدي وسليمة خضير وعواطف نعيم . برز سامي السراج ممثلا راقيا وفي أدوار مختلفة محتلا الصدارة باختيار المخرجين بالمقابل لم ينقطع عن عمله في التلفزيون كمقدم برامج ناجح، وهذان المجالان منحاه مساحة واسعة من الشهرة، فقد واصل العمل فيهما ممثلا ومقدما للبرامج المتنوعة وخاصة المنوعات منها. ونال سامي السراج جوائز وشهادات تقديرية لحسن أدائه في النتاجات التي شارك فيها، وقد لفت إليه انتباه الجمهور والنقاد في مسرحيتي (الباب والعودة) اللتين قدمتهما الفرقة القومية للتمثيل في موسمها 1986 و1987 وهما من تأليف الشاعر الكبير يوسف الصائغ وإخراج الفنان المبدع الكبير قاسم محمد.
وفي التلفزيون شارك الفنان سامي السراج في مسلسلات: حكايات المدن الثلاث، أمنيات النساء، ذات الهمّة، تمثيلية إعادة نظر، عزيزة، مواسم الحب، ابن حران، ذئاب الليل ج1، الأماني الضالة ، الغريبان، عنفوان الأشياء، نادية، صانع السيوف، ناس من طرفنا، القضوة، جرحك ياذيب، الصقر، حكايات جدتي، الفرج بعد الشدة، النسر وعيون المدينة، تمثيلية نسيبة بنت كعب، عبود يغني (سهرة تليفزيونية).
وفي المسرح الذي كان بيته وهمه شارك في مسرحيات: فأوست والاميرة الصلعاء، الأشواك، ألف امنية وامنية، الدكتور، هوراس، التوأمان، العودة، طال حزني وسروري في مقامات الحريري، الملحمة الشعبية، ابن ماجد، الامس عاد جديدا، حكايات العطش والأرض والناس، النصيحة، جيفارا عاد افتحوا الأبواب، هاملت عربيا، شلون ولويش وألمن، الشريعة، في انتظار كودو، تموز يقرع الناقوس، مدرسة القشبة، شهرزاد، كاليجولا. كما شارك كممثل في أفلام: سحابة صيف، مكان في الغد، شيء من القوة، الحدود الملتهبة، المسألة الكبرى الأيام الطويلة، الجابي.
ومن المصادفات الجميلة للفنان الكبير سامي السراج الذي عاصر رواد واجيال مختلفة للحركة الفنية في اكثر مراحلها ازدهارا وإنتاجا، ان جمعه مع الباحث والمؤرشف التاريخي للمسرح العراقي الراحل الكبير احمد فياض المفرجي صلة البحث والتأصيل، إذ كان الســـــــراج اصدر عام 1987 كتابا بعنوان (صفحات ظاهرة وخفية عن الحياة المسرحية والتلفزيونية العراقية)، ويتركز على دوره ودور الرواد في بالمسرح، وقد كتب مقدمة هذا الكتاب الفنان والباحث احمد فياض المفرجي، وهي تتناول مسيرة الفنان السراج، وفيما يلي بعض صفحات من المقدمة: اذ يقول المفرجي فيها: (لهذه المقدمة وظيفتان، الأولى التعريف بمؤلف الكتاب والثانية التعريف بمعهد الفنون الجميلة ولاسيما بالفترة التي سبقت عام 1962 والتي ترجع الى بداية طرح فكرة تأسيس معهد الفنون الجميلة في العراق أواسط الثلاثينات من القرن العشرين، ويمكننا ان نجمل الوظيفتين في وظيفة واحدة هي التعريف بالكتاب مؤلفا ومضمونا) .
فقد تناول كتاب الفنان سامي السراج تجارب المسرح العراقي وقضاياه، وقد كتب مرة مادة بعنوان (ثمن الحرية) جاء فيها «لما كنت طالبا نشطا في المعهد بشهادة اساتذتي وزملائي فقد استحوذت على صداقة الجميع في المعهد والاكاديمية التي اندمجت معنا في بناية المعهد ومسرحها العتيد، وقويت علاقة الزمالة بأكثر طلبة الاكاديمية منهم: عبد المرسل الزيدي، وعمانويل رسام، وغيرهم وساعدت روميو يوسف وقحطان محمد في مسرحية (ثمن الحرية) والذي يعتبر الانتاج المسرحي الاول لأكاديمية الفنون الجميلة العليا قسم السينما.
والى جانب نشاطه ذاك، فإن للفنان سامي السراج نشاطات أخرى متنوعة فهو عضو الشعبة المسرحية في نقابة الفنانين المركز العام وعضو في المكتب التنفيذي للمركز العراقي للمسرح، ويبدو ان هذا النشاط لم يستوعب إلا بعض طاقته الفنية المبدعة التي وجدت لها منفذا اخر للتعبير عن مكنوناتها، وتمثلت تلك الأداة في كتابة المقالات عن الحياة المسرحية الراهنة في العراق وعن التظاهرات الفنية العربية التي يشارك فيها.
ومع ان سامي السراج في ذلك كله لم يتجاوز حدود الذاتية، فهو يحرث في ارضه ويزرع في حقلها، ولعل هذه المسؤولية التي أسسها لنفسه في ميدان الكتابة هي التي قادته الى وضع كتاب يؤرخ فيه سنوات دراسته في فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة ببغداد وهي مبادرة منه محمودة في نواياها ونبيلة في دوافعها كانت ملاحظاته وتاريخ هذا المنبر الفني الذي يخرج أجيالا، كانت حريصة في كتابه عن فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة ببغداد، جاء يقدم جذورا تعرف بنشأة الفرع المذكور وتطوره ليكون الباحث والقارئ على اطلاع بهذه النقلة المعرفية في تاريخ الفن في العراق. وفي القسم الثاني من الكتاب، ظهرت الضرورة الى تأسيس معهد دراسة الفنون الجميلة في مطلع عقد الثلاثينيات، حيث اتسعت النشاطات الفنية ولاسيما فنون الموسيقى والمسرح والرسم، ولعدم توافر مستلزمات مثل هذا المعهد في ذلك الوقت فقد اتجهت النية الى ارسال عدد من الفنانين الى الخارج لاستكمال دراساتهم، على ان يستحدث معهد للموسيقى يكون نواة للمعهد الشامل، وقد تأسس المعهد الموسيقي من قبل وزارة التربية والمعارف سابقا في آخر سنة 1936 وذلك لاقتصاره على تدريس الموسيقى كما ذكرت المصادر، وابدل اسم المعهد الموسيقي الى معهد الفنون الجميــــــلة في سنة 1940 عندما تقرر تدريس فنون التمثيل والرسم والنحت الى جانب الموسيقى على اثر انهاء أعضاء والبعثات الفنية دراستهم في اوروبا مثل الفنانين الرواد: حقي الشبلي (المسرح) وفائق حسن (الرسم) وجواد سليم (النحت) ومن قبل هؤلاء الفنانين الكبار كان حنا بطرس الموسيقي قد واصل عمله في تخصصه من قبل.
فيما حددت اهداف المعهد الجديد في ذلك الوقت بـالعمل على إيجاد نهضة فنية وادبية راقية تبنى على أسس متينة وقواعد ثابتة ودراسات نظرية وعملية عالية لإظهار انتاج فني ناجح وتأسيس فرقة رسمية للموسيقى والتمثيل ونشر الثقافة العامة عن طريق المسرح والسينما، وان شعار المعهد التضحية الصادقة والجهد المتصل والغاية السامية التي تقود الى تحقيق الأهداف النبيلة والغاية المنشودة.
الجزء الأخير من الكتاب يقدم رؤية ناضجة لقسم التمثيل بالمعهد والذي اتخذت بناية تقع في شارع ابي نؤاس مقرا للمعهد.. وكان امد الدراسة في مختلف فروعه ثلاث سنوات، وهي اليوم خمس وكانت هذه الدراسة مسائية، لغاية أواسط الخمسينيات، حيث أصبحت صباحية وكرست الدراسة المسائية للهواة. وتشير وثائق فرع التمثيل بالمعهد الى ان عمداء او مدراء المعهد خلال الفترة الواقعة بين عامي 1962 – 1940 هم الشريف حيدر محيي الدين وحقي الشبلي وذنون أيوب واسعد عبد الرزاق وجاسم العبودي ود. عزيز شلال عزيز. أما رؤساء الفرع فهم حقي الشبلي وجعفر السعدي وبراهيم جلال.. ومن مدرسي الفرع خلال الفترة التي نؤرخ لها. فنذكر منهم عبد الله العزاوي وصفاء مصطفى وجاسم العبودي وناجي الراوي وحامد الاطرقجي ويوسف العاني وجعفر علي ومحمد امين ومسز سوفتي وترودي متلمان وماركيت العبودي ود. علي الزبيدي وعبد الجبار ولي وعمر العيد روسي وكمال نادر وبهنام ميخائيل وسعدون العبيدي.. ومع هؤلاء الأساتذة الافاضل لابد من ذكر محمد شكري المفتي معاون عميد المعهد لشؤون الطلبة.
وقد اعتاد فرع التمثيل بالمعهد تقديم انتاج او انتاجين كل عام من اخراج الأستاذ حقي الشبلي. وجرياً على ذلك فقد عرضت مشاهد من مسرحيات لكتاب معروفين في المسرح العالمي مثل شكسبير وموليير، كما تم اقتباس نصوص أخرى، ومن مجمل ذلك نذكر (معرض الجثث) و(الطاحونة الدامية) وهذه الثانية اعدت لتصور الكفاح الوطني ضد المعتدين، وقدّم المعهد (فتح بيت القدس) لفرح أنطوان وذلك تجاوبا مع القضية الفلسطينية في حرب 1948 ، ومعها قدم فرع التمثيل مسرحية شعبية بفصل واحد هي (عقول في الميزان) أعدها الفنان الكبير حقي الشبلي الذي اعد من قبل مسرحية أخرى اسمها (محاسن الصدف)، ومن نتاجات المعهد عام 1944 يشير الى مسرحية (الوطن) للكاتب الفرنسي فيكتوريان ساردو.
وفي الخمسينيات قدم فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة ومطلع الستينيات نتاجات مازالت في موضع الاستذكار، منها (يوليوس قيصر) للشاعر الإنكليزي وليم شكسبير و(شهرزاد للكاتب العربي المعروف توفيق الحكيم، وهما من اخراج الفنان حقي الشبلي، وبعدهما عرضت مسرحية (الحقيقة ماتت) تأليف عمانؤيل روبلس وإخراج جاسم العبودي.. وكان من ثمار قيام المعهد وتخرج اول دفعاته تأسيس (الفرقة الشعبية للتمثيل) التي جاءت تعبيرا عن إدراك تلك النخبة بأهمية ان تكون للمسرح منعطفات جديدة.
وكانت هناك مسرحيات أخرى، ومن الملفت للانتباه امام الباحث في تاريخ معهد الفنون الجميلة ببغداد كما يذكر كتاب الفنان سامي السراج، تلك المشاركة الجادة والمؤثرة في النتاجات المسرحية التي يقدمها المعهد كل عام، من قبل أساتذة فروع الرسم والنحت والموسيقى، ومن يرجع الى وثائق تلك العروض يجد ان الاستاذين الفنانين كانا يصممان (المناظر) بالاشتراك مع الطلاب (فاروق عبد العزيز وخالد الجاذر وسلمان داود وإسماعيل إبراهيم الشيخلي ومارشال اسمر ونوري عبد الجبار ونعيم جميل نعيم وفاضل عباس).. وكان من القربين الى هؤلاء الأستاذ صفاء مصطفى الكاتب المسرحي المعروف الذي تولى التدريس في المعهد منذ دورته الأولى. ان الفترة الواقعة بين عامي 1940 – 1962 قد شهدت الكثير من الجديد في لفن المسرحي، من ذلك ان أسماء جديدة من عباقرة المسرح العالمي قد طرقت أبواب الحركة المسرحية في العراق، مثل ستانسلافسكي وبريشت وموليير، كما ان الإخراج قد اتجه الى المدرسة الحديثة في تصميم الديكور، حيث اعتمد على البساطة والاقتصاد والجمال في المناظر على حد تعبير مؤلف الكتاب، ودفع بالفنان الرائد الكبير سامي عبد الحميد ان يعقب على كتاب سامي السراج في مقالة له نشرت في جريدة الجمهورية البغدادية عام 1973.
وبعد فإن كتاب الفنان سامي السراج، يأتي توثيقا لنشاطات سنوات ثلاث من تاريخ الحياة المسرحية في العراق، كانت مفعمة بالعمل الجاد والحماس والطموح، ففي أجواء سنوات الستينات تمت صياغة جيل جديد من الفنانين المسرحيين الذين انتشروا في رحاب العراق لقيادة النهضة الفنية التي قامت في قطرنا عبر العقدين التاليين..
وآمل أن يكون هذا الكتاب، الذي من الضروري إعادة طبعه، حافزا لتلامذة وفنانين اخرين مثل سامي السراج أوفياء لأنفسهم وفنهم، فيكتبوا للأجيال اللاحقة صفحات من تجاربهم وتاريخنا الفني، وهو أمر مطلوب وله ضرورته.
عانى هذا الفنّان سامي السراج في سنواته الأخيرة من تهميش نتيجة مواقفه وشجاعته وإصراره على نقاء الفن للتعبير عن هموم الناس في الحرية بعد أن تعرض مجاله المسرحي لتدخلات حكومية وحزبية، ولم يحظَ بما يستحقّ للفنان أن يناله، فظلّ في منفاه الذي اختاره، مكتفيًا بذلك الصمت العجيب، ليرحل هذا النجم بعيدًا عن سماء العراق، الذي اعتاد التحليق فوقها، في العاصمة الأردنية عمّان، في العام 1998، ليترك وراءه الأعمال التي لا يجفّ بريقها، ولا ينطفئ النور فيها.