تقع منطقة الأزرملي في جانب الرصافة من بغداد ، وتحديدًا قرب منطقتي الفضل و باب المعظم ، وهي من الأحياء القديمة التي تداخلت فيها الطبقات الشعبية مع بعض العائلات ذات الأصول الثقافية والعسكرية. ويُعتقد أن اسمها مشتق من «الآزرملي» نسبةً إلى عائلة كانت تسكن المنطقة أو ربما إلى إحدى الحاميات أو الشخصيات العثمانية.
في منتصف القرن العشرين، كانت الأزرملي حيًا شعبيًا نابضًا بالحياة، يحتضن سكانًا من خلفيات متنوعة، ويمثل مزيجًا من الأصالة والتمدّن. عُرفت المنطقة في فترات لاحقة، لاسيما في السبعينيات والثمانينيات، بكونها معقلًا لبعض التيارات السياسية المعارضة،
تمتاز الأزرملي بوجود حسينيات ومساجد عديدة، ما يعكس الطابع الديني الواضح للمنطقة، خاصة بين أتباع المذهب الشيعي. وكانت كثير من الشعائر والمناسبات الدينية تُقام فيها، خصوصًا في شهري محرم وصفر، حيث تسير المواكب وتُقام المجالس الحسينية. تحمل شوارع الأزرملي سمات العمارة البغدادية التقليدية، بأزقتها المتعرجة وبيوتها المتقاربة ذات الشناشيل، على الرغم من أن المنطقة شهدت بعض التغيير العمراني في العقود الأخيرة، إلا أن ملامحها القديمة لا تزال واضحة في الكثير من أجزائها. بعد عام 2003، تأثرت الأزرملي – كما كثير من مناطق بغداد – بالتدهور الأمني والاقتصادي،. ورغم ذلك، حافظ السكان على تماسكهم الداخلي، واستمرت الحياة اليومية رغم كل التحولات.
الأزرملي منطقة عريقة خرج منها العديد من الشعراء والمثقفين ، لكنها بقيت بعيدة عن الأضواء الإعلامية.
يذكرها الكثير من سكان بغداد كمنطقة ذات نكهة بغدادية خالصة ، مليئة بالحكايات والصوت الشعبي.