رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
محسن العلي فنان حمل تراث العراق إلى المنصات الدولية


المشاهدات 1191
تاريخ الإضافة 2025/07/16 - 9:07 PM
آخر تحديث 2025/07/18 - 6:27 AM

 بين أروقة الإذاعة والمسرح، ومن شوارع بغداد العتيقة إلى مهرجانات القاهرة وقرطاج، نسج الفنان العراقي الدكتور محسن العلي  مسيرة فنية غنية امتدت لعقود، متنقلاً بين التمثيل والإخراج والإنتاج، حاملاً هموم الوطن وثقافته أينما حلّ. هو الفنان الذي بدأ شاباً في إذاعة بغداد، ليُكرّم لاحقاً كأفضل المنتجين العرب، ويُختار سفيراً للفن والتراث في الأمم المتحدة. في هذا اللقاء الخاص، نستعرض معه رحلته الطويلة وتفاصيل إنجازه الإبداعي والإنساني.
* كيف بدأت رحلتك في عالم الفن والإعلام يا ابا علي ؟
ــ انطلقتُ من معهد الفنون الجميلة، وهناك عُرفت كممثل ومخرج مبكراً. كانت انطلاقتي الحقيقية مع «مسرح الشباب» عام 1975، ثم دخلت الإذاعة وقدمت أعمالاً كثيرة، منها مسلسل «سيرانا دي برجراك» الذي نال جائزة النسر الذهبي في مهرجان تونس. كما حصلت على جوائز أخرى، أبرزها جائزة التانيت الذهبي  عن مسرحية «الجنة تفتح أبوابها متأخرة».
*  ما أبرز محطاتك في التلفزيون والمسرح؟ 
ــ قدمت أعمالاً مسرحية عديدة، منها «أم خليل»، «جيفارا»، «الهباشة»، «سيدتي الجميلة»، «السقوط» بطولة دريد لحام، وغيرها. أما في التلفزيون، فقد عملت في أكثر من 150 مسلسلا خلال وجودي في سوريا ومصر، من أبرزها: «فوبيا بغداد»، «رجال الظل»، «النافذة»، «النسر»، و»ذات الهمة».
*  هل وجدت مَن يحتفي بك ويقدّر تجربتك الفنية خارج العراق؟ 
ــ نعم، بشكل كبير. في مصر تم اختياري  سفيراً للفن والتراث من قبل الأمم المتحدة، وكرّمت في الجامعة العربية، وفي مهرجانات فنية عديدة. وهذا وسام شرف لي كفنان عراقي.
 *  كيف كان الانتقال من العراق إلى دول عربية أخرى على مستوى التجربة؟
ــ غادرت العراق صفر اليدين، لكنني حاولت أن أبدأ من جديد، وفي سوريا حققت نجاحاً كبيراً، ثم في القاهرة وجدت بيئة خصبة للإبداع. في المقابل، لم أستقر منذ التسعينيات في مكان واحد، وهو أمر صعب نفسياً لكنه فتح لي آفاقاً مهنية جديدة.
* هل لا تزال مرتبطاً ببغداد والمكان الأول الذي انطلقت منه؟
ــ بغداد تسكن قلبي، وشارع الرشيد بالذات له مكانة خاصة. أول مرة دخلت بغداد عام 1963 وسكنت مع والدي في فندق «غرناطة». ما زلت أتذكر سينما الرشيد وسينما الوطني، وكل زقاق يعيدني لطفولتي.
* وماذا عن الموصل، مدينتك الأولى؟
ــ أبعث من هنا تحية لأهلي في الموصل، لجيراني وأحبتي وذكريات الطفولة. لم أرهم منذ أكثر من 15 عاماً، لكن وجوههم ما زالت في الذاكرة، خاصة شوارع النجيفي وباب السراي وقيصرية السبع أبواب.
*  هل تنتمي أكثر للمسرح أم للسينما؟ 
ــ المسرح هو عالمي الحقيقي، أما السينما، فقد شاركت في 6 أفلام فقط بسبب قلة الإنتاج السينمائي في العراق. كنتُ دوماً قريباً من الخشبة والتفاعل المباشر مع الجمهور.
*  ما العمل الدرامي الأقرب إليك الآن؟ 
ــ آخر إنتاج لي هو مسلسل «السلطان والشاه»، ويتناول قصة الصراع بين الحكم العثماني والصفوي. شارك فيه فنانون عرب كبار مثل محمد رياض، عابد فهد، حسن الشكرجي، ومادلين طبر.
*  هل الجوائز التي نلتها لا تزال محفوظة لديك؟ 
ــ نعم، أحتفظ بها بين بيتي في القاهرة والشارقة. لكنها محفوظة أكثر في قلبي، لأنها تمثل محطات عزيزة من عمري، مثل «قرطاج الدولي»، الذي شهد تكريم مسرحيين عراقيين كبار أمثال جواد الشكرجي وشذى سالم.
*  ماذا تقول لزوجتك التي رافقتك في هذا المشوار؟ 
ــ أقول لها شكراً من القلب. تحملتني طويلاً، وكانت دعمي الأكبر في كل ما أنجزته، فهي شريكتي في النجاح والحياة.
*  هل تفكر أحياناً في التوقف أو الاعتزال؟ 
ــ إطلاقاً. الفنان الحقيقي لا يعتزل، لأنه يبقى مخلصاً للرسالة التي يحملها. وطالما أستطيع العطاء، سأواصل إنتاج الفن.
* ما الذي تتمناه الآن بعد هذا المشوار؟
ــ أتمنى أن أعيش ما تبقى من عمري مع زوجتي وعائلتي براحة وكرامة، وأن أرى وطني بأحسن حال، وأن يكون العراق مليئاًبالخير والبركات لكل العراقيين.


تابعنا على
تصميم وتطوير